مجلس التعاون الخليجي يعلن رفض التدخل في شؤونه الداخلية.. خصوصا من إيران

الحياة تعود إلى المنامة وسط هدوء حذر.. والمعارضة تشيع أحد القتلى وتعثر على جثة آخر

بحريني يطالع صحيفة في وسط المنامة التي استعادت هدوءها وعادت إليها الحياة الطبيعية أمس (أ.ف.ب)
TT

قال عبد الرحمن العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي: إن دول المجلس ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، خاصة من قِبَل إيران.. جاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، عن أنه تم إحباط مخطط خارجي ضد المملكة، في إشارة ضمنية إلى الجمهورية الإسلامية. في غضون ذلك، ساد هدوء مشوب بالتوتر العاصمة البحرينية، أمس، مع عودة غالبية البحرينيين إلى العمل وتقلص عدد نقاط التفتيش في الشوارع.

وقال العطية للصحافيين، أمس، ردا على أسئلة عن القوات السعودية والإماراتية التي تساعد حكومة البحرين في استعادة الأمن والاستقرار: إن مجلس التعاون الخليجي يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، خاصة من إيران.

ونقلت وكالة «رويترز» عن قناة «العربية» التلفزيونية عن السلطات البحرينية قولها: إن نظم تبادل معلومات مخابراتية أرسلت من إيران إلى المعارضة البحرينية.

وأكدت وزارة الداخلية البحرينية في بيان صدر مساء أمس أن «الموقف الأمني بشكل عام في المملكة مطمئن ومستقر مع مظاهر عودة الحياة إلى طبيعتها، وإقبال المواطنين والمقيمين على التوجه إلى أعمالهم، مع انسياب حركة المرور في مختلف أنحاء البحرين. وفي ما يتعلق بتأكيد السيطرة الأمنية، فهنالك انتشار أمني مكثف في جميع محافظات المملكة، مع تسيير الدوريات في جميع الشوارع والطرق، وستعمل الوزارة على تكثيف الوجود الأمني على مدار الساعة في جميع المناطق والأحياء السكنية على حد سواء من أجل حماية المواطنين والمقيمين».

وأشارت الوزارة إلى أنه «تم تأمين مستشفى السلمانية الطبي وهو الآن يقدم جميع خدماته الطبية المعتادة، ويمكن للمواطنين والمقيمين التوجه إليه للحصول على الخدمات الطبية بكل سهولة ويسر، وأبواب المستشفى مفتوحة للجميع».

وكانت الأزمة في البحرين موضوع حرب إعلامية بين القنوات التلفزيونية الموالية لإيران ومحطات التلفزيون البحريني الحكومي، واتهم كل طرف الآخر بالتحريض.

ميدانيا، ساد هدوء مشوب بالتوتر العاصمة البحرينية، أمس، مع عودة غالبية البحرينيين إلى العمل وتقلص عدد نقاط التفتيش في الشوارع وإن ظلت طائرات الهليكوبتر تحلق في الأجواء فوق بعض المناطق.

وانضم أمس نحو 2000 شخص لتشييع جنازة أحد ضحايا الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي، وتجمع المشيعون وهم يرفعون أعلام البحرين والرايات السوداء في قرية بوري الشيعية لدفن عبد الرسول هجير (38 عاما) وهو أب لثلاثة أولاد فُقد في الأيام القليلة الماضية وعثر على جثته أول من أمس؛ حيث تعرض للضرب حتى الموت، فيما يبدو. وقال يوسف البوري، قريب القتيل: «نريد أن نعرف سبب هذه الجريمة البشعة ومن وراءها». وحاصرت سيارات الشرطة البحرينية وعربات عسكرية مدرعة مدخل قرية بوري، لكنها لم تتدخل في الجنازة.

وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر تكتل شيعي معارض في البحرين: إن الشرطة استدعت أسرة القتيل، أول من أمس، لتسلم جثته من المستشفى.

وفي احتجاج نظم يوم الأحد لمدة 15 دقيقة أمام مبنى الأمم المتحدة في المنامة قال عضو برلماني سابق من جمعية الوفاق: إن نحو 100 شخص فقدوا خلال حملة الشرطة.

في سياق متصل، قال مطر إبراهيم مطر، عضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية: إنه تم العثور على جثة محتج بحريني كان قد اختفى في الأيام الماضية في أعقاب الحملة التي نفذتها القوات الأمنية ضد متظاهرين شيعة بالأساس الأسبوع الماضي. وأضاف مطر أن المحتج جواد الشملان اختفى بعدما غادر دوار اللؤلؤة الذي كان ساحة رئيسية لاحتجاجات مناهضة للحكومة على مدى أسابيع. وأكد أنه عثر على جثة الشملان وعليها آثار طلقات نارية بالمعدة.

وكانت القوات الحكومية قد تحركت الأربعاء الماضي لفض احتجاجات مطالبة بإصلاحات استمرت أسابيع، مستلهمة الانتفاضات التي شهدتها أنحاء شتى بالعالم العربي، ولقي 4 محتجين بحرينيين حتفهم في الحملة الأمنية التي نفذتها القوات الأمنية كذلك قتل 4 من أفراد الشرطة. وقال مطر: إن هناك 95 مفقودا منذ الحملة وإن 20 منهم فقط تعتقلهم قوات الأمن، التي حملها مسؤولية اختفاء هؤلاء الأشخاص.