اليمن: تصاعد الاحتجاجات ضد النظام رغم الوعود بالتخلي عن السلطة

الجيش يمنع الصدام بين المؤيدين والمعارضين

TT

تصاعدت الاحتجاجات المناوئة للحكومة في اليمن، أمس، الجمعة، رغم إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استعداده لتسليم السلطة إلى «أياد أمينة». وفي ظل ما يواجهه من دعوات تنادي بالإطاحة به، قال الرئيس اليمني أمام آلاف من أنصاره إن المعارضة ما هي إلا قلة قليلة من «تجار المخدرات». وأضاف صالح أمام الحشد الذي كان يقوم بالتهليل له: «نعم.. نعم.. نعم.. للأمن والاستقرار، لا للفوضى ولا للتخريب»، مشيرا إلى أنه لا يثق في المعارضة. وقد تدفقت أعداد كبيرة من رجال القبائل الموالين للحكومة إلى العاصمة صنعاء لدعم صالح أمام مقر الرئاسة، مما حال دون خطط المحتجين بتنظيم مسيرات إلى مقر إقامة الرئيس اليمني. ورغم ذلك، قال شهود عيان إن الآلاف احتشدوا في مكان آخر بالعاصمة، لتنظيم أكبر مظاهرة مناوئة لصالح منذ اندلاع الانتفاضة اليمنية قبل 6 أسابيع. حيث توافد عشرات الآلاف من المحتجين للمشاركة في المظاهرة، رغم الهجمات التي شنها قناصة يوم الجمعة الماضي، التي أسفرت عن مقتل 53 شخصا وإصابة 240 آخرين بجروح. وفي غضون أيام من وقوع تلك الهجمات، مرر أعضاء الحزب الحاكم في اليمن قانون طوارئ، يقضي بتعطيل الدستور وحظر الاحتجاجات والسماح بالرقابة والاعتقالات التعسفية. من جانبه، قال فيليب لوثر، نائب مدير منظمة العفو الدولية لـ«الشرق الأوسط»: «بعد عمليات القتل المروعة لعشرات المتظاهرين في يوم الجمعة الماضي، فإن من دواعي القلق البالغ أن يمنح القادة اليمنيون قوات الأمن المزيد من الصلاحيات من خلال قانون طوارئ جديد بدلا من كبح جماحها».

وفي موضوع ذي علاقة، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في مدن جنوبية عدة عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح ورفض قانون الطوارئ، كما قال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. وخرج الآلاف من مساجد الشيخ عثمان وخور مكسر وكريتر ودار سعد والمعلا والمنصورة إلى ساحة التغيير في أحياء مدينة عدن مرددين شعارات منها: «يا للعار يا للعار سلمية تضرب بالنار»، وقال شهود عيان في عدن إن عشرات الآليات العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري تحيط بحي فتح حيث مقر القصر الرئاسي تحسبا لأي «زحف للمتظاهرين المناوئين للنظام». وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج، تظاهر الآلاف بعد أداء الصلاة في ساحة التحرير ونزلوا إلى الشوارع مرددين هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، وجرت مظاهرات مماثلة في محافظتي شبوة وحضرموت. وقد انسحب رجال الأمن العام والمركزي من معظم مدن حضرموت وبات الجيش الأكثر سيطرة على المدن بقيادة اللواء محمد علي محسن، قائد المنطقة الشرقية الذي انضم إلى الاحتجاجات، بحسب مصادر محلية. ويواجه الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، حركة احتجاجية متعاظمة انضم إليها عشرات العسكريين والسياسيين، تطالب بإنهاء حكمه. كما احتشد أمس، الجمعة، آلاف الأشخاص في ساحة الحرية بمدينة إب؛ استجابة لدعوة شباب التغيير والحرية. وأدى الحاضرون صلاة الجمعة مع المعتصمين، قبل أن يقوموا بالصلاة على الشهيد عمر عبد الرحمن عطاء وتشييعه في جنازة حاشدة، مرددين شعارات تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بالرحيل الفوري غير المشروط. وتشهد ساحة التغيير والحرية توسعا في عدد الخيام؛ بسبب توافد آلاف المواطنين، إلى ساحة الاعتصام. ولا يزال الكثير من الشخصيات تتوافد إلى الساحة لتقديم استقالاتها من المؤتمر الشعبي العام، الحاكم، والانضمام إلى ثورة الشباب. وشهدت محافظة إب، أول من أمس، الخميس، عملية تجميع أعداد من الشباب من مختلف المديريات؛ للذهاب بهم إلى العاصمة، صنعاء، للمشاركة في المهرجان المؤيد للرئيس علي عبد الله صالح الذي تم ظهر الجمعة في ميدان السبعين. وشهدت مدينة تعز مهرجانا مماثلا للمطالبة برحيل النظام.

وفي صنعاء منعت قوات الجيش حدوث التحام بين المتظاهرين المؤيدين للرئيس صالح والآخرين المناوئين له بعد تجمع مئات الآلاف في كل من المعسكرين المتعارضين.