بن لادن يستخدم شبكة متاجر لبيع العسل كمصدر للدخل وكشبكة لتهريب الأسلحة

قائمة بالمحال ستصدر في نهاية الأسبوع لتجميد أموالها وبينها شركتان في اليمن

TT

يقول المسؤولون الاميركيون انهم يملكون الادلة على ان اسامة بن لادن يستغل شبكة من المحال التجارية التي تتاجر في العسل وانه يستخدم هذه الشبكة كمصدر للدخل وكأداة لتنقلات الاسلحة والمخدرات والعناصر البشرية على مستوى تنظيم القاعدة الارهابي. ويسيطر بن لادن على هذه المحال ويشترك أعوانه في هذا العمل، وعلى رأسهم ابو زبيدة، الفلسطيني الذي يدير العمليات الخارجية للقاعدة والذي يشرف على عمليات دخول وخروج العناصر الى معسكرات تنظيم القاعدة.

كما يشارك في تجارة العسل، موظفون أصغر من بينهم اميركي من اصل فلسطيني. وتفكر الادارة الاميركية في اضافة بعض هذه المحال الى قائمة الاعمال والافراد الذين ترغب الولايات المتحدة في تجميد ارصدتهم في كل انحاء العالم. ويتوقع نشر هذه القائمة، وهي الثانية التي تعدها الادارة، في نهاية هذا الاسبوع.

ومحلات العسل التي يزعم المسؤولون ان بن لادن يسيطر عليها تمتد في كل انحاء الشرق الاوسط، وكذلك باكستان. ويقال ان واحداً من اهم المواقع هو اليمن المعروف بانتاج افضل نوعيات العسل واغلاها ثمنا في كل المنطقة، والذي هو في نفس الوقت من المواقع التي يتمتع فيها بن لادن بتأييد قوي. ويؤكد هؤلاء المسؤولون ان العسل يزود بن لادن بمصدر شرعي للثروة.

وصرح احد المسؤولين بأن العسل يمثل واحدا من اهم المصادر التي يعتمد عليها بن لادن، ليس لقيمته المالية تحديدا ولكن لما سماه المسؤول «المساعدات العملياتية» التي يوفرها. ومع ان المسؤول لم يشأ ان يكشف عن كمية الاموال التي يدرها العسل على بن لادن، الا انه تحدث عن ان هذه المحال تمكن القاعدة من تهريب الممنوعات مثل الاموال المهربة والاسلحة والمخدرات. وقال احد المسؤولين بالادارة: «رائحة العسل وكثافته تجعلان من السهل اخفاء الاسلحة والمخدرات. ولا يرغب المفتشون في فحص العسل، لان ذلك يسبب كثيرا من المضايقات». ويقول المسؤولون ان السلطات الاستخبارية فرغت من دراسة حول دور العسل في اطار نشاطات القاعدة وانهم كانوا منتبهين لاهمية هذه المحال وظلوا يراقبونها لمدة عامين.

ويدل استخدام محلات العسل على براعة تنظيم القاعدة المالية فضلا عن مقدراتها المبدعة في مجال النشاطات الارهابية وجوانبها الامدادية. كما انه يشير كذلك الى الصعوبات والعقبات في فرض الحصار على الموارد المالية التي تدعم بن لادن ونشاطاته العنيفة. إذ تتمتع تجارة العسل بحرية حركة ضخمة في كل انحاء الاقليم. فباكستان مثلا واحدة من اكبر الدول التي تصدر العسل الى الخليج.

وصدر منتجو العسل الاميركيون الى الشرق الاوسط العام الماضي 1800 طن من هذا المحصول قام بنقل معظمه موزعون وسماسرة وموردون، حسب معلومات الهيئة القومية للعسل.

ِوذكر المسؤولون ان بن لادن ربما تعرف على فوائد العسل في السودان، حيث كان يعيش ويعمل في الفترة من عام 1991 لحين طرده في عام .1996 وانشأ معملا لتعبئة العسل في الكاملين في السودان، طبقا لشهادة في شهر فبراير (شباط) الماضي قدمها واحد من اعوان بن لادن السابقين خلال محاكمات نيويورك لرجل ادين في مؤامرة نسف السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا في عام .1998 وخلال وجوده في السودان كان لابن لادن مجموعة من الاعمال المشروعة غير ان المسؤولين ذكروا انه بعدما اجبر على الخروج من البلاد، اصبحت قدرته على الاعتماد على تلك الاعمال محدودة للغاية.

وقد نقل بن لادن قاعدة عملياته الى افغانستان التي تشتهر بعسلها ايضا.

والجماعة الارهابية الاخرى التي اشتهرت باستخدام محلات بيع العسل لدعم عملياتها هي منظمة الجهاد، طبقا لما ذكره المسؤولون. وهذه الجماعة التي يقودها ايمن الظواهري وهو واحد من مساعدي بن لادن الاساسيين قد اندمجت فعليا مع القاعدة.

وتجدر الاشارة الى ان وكالة الاستخبارات المركزية تجمع معلومات بخصوص علاقات القاعدة بتجارة العسل لسنوات طويلة، ولكن لم يتم توزيع التقرير السري للغاية عن محلات العسل في اوساط الاستخبارات.

وقد حدد المحللون عدة شركات لانتاج العسل يعتقدون انها مرتبطة بابن لادن. وتشمل تلك الشركات شركتين في اليمن طبقا للمسؤولين الاميركيين. وذكر مسؤول ان محلات بيع العسل لا تبدو انها جزء من شركة اكبر يمكن ان تكون طرفا في نشاطات مثل تسويق العسل.

وبالرغم من ان المسؤولين يعلمون منذ فترة طويلة ان بن لادن يستخدم الجمعيات الخيرية والمصارف والشبكات المالية غير الرسمية لنقل الاموال والافراد من بلد لاخر، فلم يكن هناك اية معلومات عن دور العسل في السجلات العامة.

الا ان المسؤولين ذكروا ان رجال الجمارك في الشرق الاوسط صادروا اسلحة مخبأة في شحنات ضخمة من العسل.

ورفض المسؤولون الحكوميون التعليق على الشركات التي يتم التحقيق في نشاطها. إلا ان ستيفن ايمرسون وهو محلل خاص يحتفظ بقاعدة معلومات ضخمة حول الارهابيين المشتبه فيهم ونشاطاتهم، ذكر ان بعض الافراد المرتبطين بشركتي العسل اليمنيتين على علاقة بالقاعدة.

وذكر ايمرسون انه على سبيل المثال فإن المعلومات التي جمعها رجاله تظهر ان واحداً من ملاك شركة في اليمن قد حارب في افغانستان. وان هذا الرجل بعدما شارك في معارك في البوسنة اعتقل في السعودية عام .1998 وتم ترحيله بعد الافراج عنه عام .1999

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»