قطر تعترف بالمعارضة الليبية.. وطرابلس تدين تدخلها

باريس ولندن تدعوان أنصار القذافي للتخلي عنه.. وطائرات بريطانية تقصف مستودعات ذخيرة في سبها

ثوار ليبيون يطلقون النار على فلول قوات القذافي في موقع يبعد 120 كيلو مترا عن شرق مدينة سرت أمس (رويترز)
TT

أصبحت قطر أمس أول دولة عربية تعترف بالمعارضة الليبية كممثل شرعي وحيد للشعب، وهي الخطوة التي قد تنذر بتحركات مماثلة من دول خليجية أخرى.

وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من تصريح مسؤول كبير بالمعارضة الليبية المسلحة بأن قطر وافقت على تسويق النفط الخام الذي تنتجه حقول شرق ليبيا التي لم تعد تحت سيطرة القذافي.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول بوزارة الخارجية: «هذا الاعتراف يأتي عن قناعة بأن المجلس أصبح عمليا ممثلا لليبيا وشعبها الشقيق بما يضم من ممثلين لمختلف المناطق الليبية وبما يحظى به من قبول لدى الشعب الليبي». وكانت فرنسا اعترفت في السابق بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض كممثل شرعي لليبيا وهي الدولة الغربية الأولى والوحيدة التي اتخذت تلك الخطوة حتى الآن.

وقال عبد الرحمن العطية، أمين عام مجلس التعاون الخليجي أمس إن دعم قطر للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يظهر أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي.

وذكر العطية، وهو قطري الجنسية، في بيان حصلت عليه «رويترز» في الرياض: «الاعتراف القطري بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي ينسجم مع قرارات مجلس التعاون ومواقف دولة قطر الداعمة لخيارات الشعب الليبي وحمايته من بطش النظام المتواصل». وأضاف أن «النظام الليبي فاقد للشرعية».

وأصبحت قطر يوم الجمعة الماضي أيضا أول دولة عربية تقوم بدوريات في إطار منطقة الحظر الجوي التي تدعمها الأمم المتحدة وتهدف إلى منع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين، وحثت القذافي على التنحي تجنبا لمزيد من سفك الدماء. وقال ديفيد روبرتس، نائب مدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن ومقره الدوحة: «بالاعتراف بالمعارضة المسلحة قبل أي جهة أخرى تضطلع قطر بالقيادة، وتضع نفسها في صدارة الرأي العام العالمي والمناقشات بخصوص ليبيا». وفي سياق ذلك، أدان التلفزيون الحكومي الليبي أمس اعتراف قطر بالمجلس الانتقالي المعارض قائلا إن تلك الخطوة «تدخل» سافر في الشؤون الليبية، حسب ما ذكرت «رويترز». وكتب على شاشة التلفزيون الليبي أن قطر «دويلة» لا حق لها في التشكيك في وحدة الشعب الليبي من خلال الاعتراف بالمجلس المعارض.

وفي غضون ذلك، دعت فرنسا وبريطانيا أمس أنصار القذافي التخلي عنه قبل فوات الأوان، وطلبتا من الليبيين المعارضين له الانضمام إلى عملية سياسية تمهد الطريق لرحيله، حسب ما ذكرت «رويترز». وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في إعلان مشترك: «ينبغي أن يرحل القذافي فورا». وأضافا: «ندعو كل أنصاره للتخلي عنه قبل فوات الأوان». ودعوا كل من يقف ضده الانضمام إلى عملية تحول سياسي.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائرات تورنادو بريطانية دمرت مستودعات ذخيرة تابعة للحكومة الليبية في سبها في الساعات الأولى من صباح أمس، وفق «رويترز».

وأضافت في بيان أن صواريخ «أطلقت على مستودعات ذخيرة كانت تستخدم في إعادة تموين القوات الحكومية الليبية التي تهاجم المدنيين في شمال البلاد».

وتشير التقارير الأولى إلى أن المستودعات دمرت وأن الحكومة الليبية حرمت من الذخيرة التي تستخدمها في تهديد المدنيين في شمال البلاد.

وقالت الوزارة إن الطائرات انطلقت من قاعدة في بريطانيا.

وكانت وكالة الأنباء الليبية ذكرت في وقت سابق أن القوات الغربية قصفت مدينة سبها بجنوب ليبيا فجرا مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وبموازاة ذلك، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن وزارة الخارجية الليبية إعلانها وقفا لإطلاق النار في مصراتة أمس في إشارة إلى البلدة الواقعة في غرب ليبيا.

ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية القول إن الوزارة تعلن أن وحدات مكافحة الإرهاب أوقفت إطلاق النار على جماعات إرهابية مسلحة، وأن مدينة مصراتة تتمتع الآن بالأمن والهدوء فيما عادت الخدمات العامة إلى إمكاناتها السابقة لتقديم الخدمات المعهودة لجميع المواطنين. وقالت إن الخارجية تؤكد بهذا التزام ليبيا بوقف إطلاق النار.

وفي الوقت ذاته، قال متحدث باسم المعارضين الليبيين أمس إن قوات القذافي تسيطر الآن على جزء من مصراتة. وأضاف: «جزء من المدينة يقع تحت سيطرة المعارضة والجزء الآخر تحت سيطرة قوات القذافي». وصرحت الحكومة الليبية في طرابلس بأنها «حررت» مصراتة المدينة الوحيدة في غرب البلاد التي كانت تحت سيطرة المعارضين خلال الأيام الماضية، ولكن لم تذكر المزيد من التفاصيل. وتعرضت مدينة مزدة الليبية بغرب طرابلس إلى قصف جوي وصاروخي من قبل قوات التحالف، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وقال التلفزيون الليبي نقلا عن مصدر عسكري إن عددا من المواقع المدنية والعسكرية بمدينة مزدة (350 كلم غرب طرابلس) تعرضت لقصف جوي وصاروخي من قوات التحالف في وقت مبكر أمس.

من جهة أخرى، قال مصدر عسكري إن مواقع مدنية وعسكرية بمدينة سرت تعرضت لقصف صاروخي. ولم يتسن معرفة الخسائر التي سببها هذا القصف.

إلى ذلك، نقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن متحدث باسم المعارضة في زنتان قوله إن قوات القذافي قصفت بلدة زنتان بغرب ليبيا بالصواريخ في وقت مبكر من صباح أمس.

وتابع المتحدث علي صالح بأن قوات القذافي أطلقت الصواريخ من مواقع شمالي البلدة.

وأضاف: «مدينة زنتان تعرضت اليوم (أمس) صباحا لقصف من الشمال من قبل كتائب القذافي بصواريخ (غراد) تحت سفح الجبل، وهي ما زالت محاصرة من الجنوب ومن الشرق». وقال: «وصلتنا بعض الإمدادات من دولة الإمارات العربية وتونس خصوصا».

وفي بروكسل، قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أمس إنه من المتوقع أن تستكمل عملية تولي الحلف القيادة الكاملة في ليبيا «خلال أيام»، حسب ما ذكرت «رويترز».

وذكرت أوانا لونجيسكو: «الانتقال جار. الدول تحدد ما تشارك به من أصول لسلطة الحلف بينما نحن نتحدث. لكن هذا الانتقال ليس فوريا. إنه انتقال مرحلي من المتوقع أن يحدث خلال بضعة أيام».

من جهتها، انتقدت روسيا الهجمات الجوية الدولية على الوحدات التابعة للقذافي ووصفتها بـ«التدخل العسكري غير المقبول».

ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء أمس عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن دعم المتمردين يعد خرقا لقرار مجلس الأمن واصفا الوضع في ليبيا بـ«الحرب الأهلية من الناحية العملية». وأوضح لافروف أن قرار مجلس الأمن لم ينص على أن يهاجم تحالف أجنبي أحد الأطراف في حرب أهلية وجدد المسؤول الروسي مطالبته بوقف إطلاق النار في ليبيا.

وبهذا يتفق موقف لافرورف من الملف الليبي مع موقف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي سبق ووصف هجمات القوات الدولية على ليبيا بـ«المعركة الصليبية».

وقال لافروف إن موسكو ليس عندها مشكلة في أن يتولى حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة العملية العسكرية، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن يسمح بذلك. وطالب الوزير الروسي بضرورة التحقيق المستقل السريع فيما تنشره وسائل الإعلام بشأن وجود ضحايا مدنيين.

وفي مدريد، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينداد جيمنيز أمس إن القذافي وأفرادا من نظامه حاولوا عدة مرات الاتصال بالحكومة الإسبانية بعد نشوب الصراع المدني في بلاده. إلا أن مدريد رفضت الدخول في اتصالات مع النظام الليبي وفق ما ذكرته جيمنيز لقناة التلفزيون الإسبانية «تي في إي».

وفي القاهرة، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بأن الجامعة العربية قالت أمس إنها تأمل في إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا بحيث يكون بالإمكان التوصل لحل سياسي للصراع هناك. وقال هشام يوسف، المسؤول في الجامعة العربية: «نأمل أن يتم الانتهاء من هذه العمليات العسكرية حتى نتمكن من تحقيق تسوية سياسية للوضع في ليبيا».

وفي القاهرة، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الجامعة العربية قالت أمس انها تأمل في انهاء العمليات العسكرية في ليبيا بحيث يكون بالامكان التوصل لحل سياسي للصراع هناك. وقال هشام يوسف، المسؤول في الجامعة العربية»نأمل أن يتم الانتهاء من هذه العمليات العسكرية حتى نتمكن من تحقيق تسوية سياسية للوضع في ليبيا».