هاربون من طرابلس يروون لـ«الشرق الأوسط» قصة ولادتهم من جديد

مأساة الهروب من العاصمة الليبية إلى تونس في الصحراء

TT

يبدو أن الخروج من طرابلس الغرب أصبح الحلم الذي يراود قطاعا من سكان العاصمة الليبية، بغض النظر عن الثمن المدفوع في ذلك. ومع سيطرة قوات القذافي الكاملة على مداخل المدينة ومخارجها، تعيش طرابلس بين سندان قوات القذافي ومطرقة الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي، وهو ما دفع الكثيرين من الليبيين إلى الهروب عبر الصحراء حتى وإن كلفهم الأمر حياتهم.

والتقت «الشرق الأوسط» وهبي المدني، (40 عاما)، وهو رجل أعمال ليبي، قال إنه هرب بسيارته من طرابلس إلى تونس عبر الصحراء، وإنه قطع المسافة في ستة أيام ليصل إلى الحدود التونسية، مضيفا أن أحد مرافقيه الليبيين، ويدعى أحمد، أصيب بطلق ناري في ساقه اليسرى، في خضم المواجهات الدائرة بين قوات القذافي والثوار في مناطق الجبل الغربي، الواقعة إلى الغرب من العاصمة. وتابع المدني قائلا إن زميله أحمد تحمل خمسة أيام من الألم بلا أي علاج حتى وصل إلى الحدود التونسية حيث تلقى العلاج، مشيرا إلى أن طريق الصحراء يعد المسلك الأكثر أمانا للهرب من الغرب الليبي على الرغم من وعورته وخطورته. وحذر المدني من خطورة الهرب عبر الصحراء دون اصطحاب دليل، وتحدث عن وجود سيارات متوقفة في قلب الصحراء من تلك المنطقة من دون أصحابها. كما حذر أيضا من احتمال ظهور المرتزقة الذين يعملون ضمن كتائب القذافي في الطريق، الذي وصفه بـ«الدواء المر الذي لا بديل له للخروج من طرابلس».

وأضاف المدني أنه بعد أن وصل لتونس توجه من هناك عبر الجو إلى القاهرة، ومنها إلى الحدود المصرية - الليبية من جهة الشرق الليبي، عبر منفذ السلوم، لينضم إلى الثوار في المنطقة الشرقية.

ومن جانبه، قال أحمد، زميل مدني، في اتصال مع «الشرق الأوسط» من تونس، إن مئات المصابين الليبيين غادروا إلى الأراضي التونسية لتلقي العلاج، واصفا إصابته في ساقه بـ«وسام الشرف الذي يحمله»، مستنكرا حجم وبشاعة الإصابات في المستشفى الذي يرقد به في تونس، قائلا إنه «ولد من جديد في تونس»، مضيفا أنه سيعود للشرق الليبي بعد أن يتعافى للانضمام إلى الثوار والوصول لطرابلس.