شهود عيان: اعتقالات واسعة في حمص.. والقوات تفتح النار على محتجين في درعا

قوات الأمن انتشرت في محيط منطقة المحطة والأسواق التجارية

TT

قالت مصادر محلية في حمص إن المدينة تشهد اعتقالات واسعة وقد جرى إحباط محاولة خروج اعتصام سلمي أمس دعا إليه تجار في سوقي الناعورة والمسقوف حيث تم اعتقال نحو ثلاثين شخصا في السوق قبل ساعات قليلة من الاعتصام أول من أمس ونحو ستين شخصا مساء السبت من أمام جامع خالد بن الوليد مع الإشارة إلى أنهم كانوا خارجين من الجامع بشكل طبيعي ولم يقوموا بأي تصرف يشير إلى أنهم ينوون التظاهر.

إلى ذلك، قال شاهد عيان إن مدينة درعا السورية يسودها الحذر بعد تجدد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية التي تطالب بالحرية والديمقراطية أمس. وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن قوات الأمن السورية فتحت النيران على مئات المتظاهرين في المدينة الذين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطوارئ بعد أن تدفقوا على ميدان رئيسي وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية ورفض قانون الطوارئ.

وأوضح الشاهد أن قوات الأمن والبحث الجنائي انتشرت في محيط منطقة المحطة والأسواق التجارية، وأن هذه العناصر ترتدي الزي المدني، حيث إن الأسواق التجارية شبه مشلولة وتقوم بعض المحال بفتح أبوابها أمام المواطنين حتى الظهيرة ثم لا تلبث أن تغلق، خاصة أن حركة المشاة والمتسوقين ضعيفة. وقال إن منع التجول في الليل يسري بعد السابعة ليلا، وإن قوات الأمن والجيش تطلق الأعيرة النارية بين فترة وأخرى لإرهاب المواطنين وتخويفهم، مما زرع الرعب بين الأطفال وصغار السن. وقال إن عمليات النهب والسرقة وحرق المحال التجارية أصبحت عملا متكررا حدث أكثر من مرة خلال الليل أو في وضح النهار، وإن مخازن لمواد التموين وبضائع من أسواق درعا نهبت تحت أنظار أفراد الجيش ولم يتحركوا أو يسيطروا على هذه العمليات. وأكد أن قوات الأمن والجيش تقوم بتفتيش السيارات الداخلة والخارجة من درعا وتعتقل كل من تضبط معه كاميرا أو من يضبط وهو يصور بهاتفه الجوال، خاصة أن وسائل الاتصال شبة مقطوعة، وتراقب المكالمات خارج محافظة درعا أو المكالمات الدولية، مشيرا إلى أن السلطات السورية تقوم بالتشويش على الشبكة الأردنية كي تمنع أي شخص من التحدث بواسطة الشبكة الأردنية التي تصل إلى داخل الأراضي السورية حتى 15 كيلومترا.

وأوضح الشاهد أن الحديث عن الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث سمع الناس به من وسائل الإعلام، ولكن لم يشاهدوا على الأرض ولم يصل أحد من المفرج عنهم إلى درعا، مشيرا إلى أنه تم اعتقال المئات من الشباب وأن معظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما. وقال إن التيار الكهربائي يقطع أحيانا لمدة ساعتين أو أكثر، وإنه خلال عملية القطع تزداد عمليات السلب والنهب من المنازل والمحال التجارية. وأشار إلى أن الحديث الذي يتداوله السكان بين بعضهم بعضا أن هناك أكثر من 150 قتيلا ومئات الجرحى، خاصة من منطقة درعا القديمة التي يوجد فيها الجامع العمري. وقال إن قوات الجيش تمنع التجمهر بين المواطنين وتفرض حالة طوارئ على المدينة وتقوم بمراقبة القادمين والمغادرين إلى المدينة خاصة القادمين من المناطق والقرى المجاورة التي شهدت أحداث عنف خلال الأيام الماضية. من جانبه، قال شاهد عيان آخر لـ«الشرق الأوسط» إن حركة الحدود الأردنية - السورية للمسافرين ما زالت ضعيفة، وإن الحركة تقتصر على التجار بين مدينة الرمثا الأردنية ودرعا السورية، وإن عددهم قليل مقارنة مع الأيام العادية، حيث إن أسواق مدينة الرمثا شهدت تراجعا في كمية البضائع القادمة من درعا وإن الأسعار بدأت ترتفع لشحها.