الطيبي ردا على اتهامات بثينة شعبان: إلى متى يبقى الفلسطيني شماعة إخفاقات الأنظمة؟

الفلسطينيون غاضبون من الزج باسمهم في الأحداث السورية

TT

رفضت القيادة الفلسطينية، اتهامات مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، للفلسطينيين بالوقوف وراء مظاهرات تشهدها مناطق في سورية.

وبحثت منظمة التحرير الفلسطينية، هذه الاتهامات، في اجتماع متأخر أول من أمس، لم يخلُ من الغضب الشديد على ما اعتبره مسؤولون في السلطة محاولة سخيفة لتعليق مشكلات النظام على من يعتبره «الحلقة الأضعف».

وقال بيان رسمي صدر بعد اجتماع ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ناقش قضايا مختلفة، «تؤكد القيادة الفلسطينية على الحرص على علاقاتها مع جميع الدول العربية الشقيقة، وعلى تقديرها لإرادة الشعوب العربية في الإصلاح والتحول الديمقراطي من أجل ضمان دورها ومستقبلها وتطوير مجتمعاتها والنهوض بها على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية». وأضاف البيان في إشارة واضحة لسورية، من دون أن يسميها: «وتأمل (القيادة) عدم الزج باسم الفلسطينيين مهما كان ذلك محدودا وجزئيا وخاصة الفلسطينيين المقيمين في تلك البلدان».

وتجاوز الغضب الفلسطيني، المؤسسة الرسمية، وناقش الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات العامة والتابعة للفصائل اتهامات شعبان، وهاجموها والنظام السوري بشكل غير مسبوق. وكتب النائب العربي عضو الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي على صفحته على «فيس بوك»: كلام بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري مستهجن. وإلى متى سيبقى الفلسطيني شماعة تعلق عليها الأنظمة العربية إخفاقاتها؟. وكانت شعبان قالت خلال لقاء مع إعلاميين في سورية: «الآن الصورة واضحة أمامنا، ما هو موجود في سورية هو مشروع فتنة للنيل من عزة سورية ومكانتها ووحدتها وقوتها ومواقفها». واتهمت شعبان الإعلام بأنه يلعب دورا تجييشيا ضد سورية كما اتهمت الشيخ يوسف القرضاوي بإثارة الفتنه، قائلة: «إنه ليس لرجل دين أن يثير فتنة بأي منطق قرآني أو إيماني وهذا ليس من مهمات رجل الدين على الإطلاق»، وانتهت شعبان بالفلسطينيين، قائلة إن «مجموعة من مخيم الرمل ويؤسفني أن أقول من الإخوة الفلسطينيين هاجموا وكسروا المحال التجارية في مدينة اللاذقية وبدأوا بمشروع فتنة». وأضافت: «عندما تصرف الأمن بشكل ممتاز ولم يقبل باستخدام أي عنف خرج أحد المتظاهرين يحمل سلاحا فقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين».

وبينما رفضت السلطة الفلسطينية في رام الله، اتهامات شعبان، التزمت الفصائل الفلسطينية القريبة من سورية، مثل حماس والجهاد، الصمت. وتأخذ فتح على هذه الفصائل أنها تحولت إلى «بوق» للنظام السوري، وفق ما وصف مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط». وأضاف: «إنهم ليس فقط لم يستنكروا اتهام الفلسطينيين، بل يساقون للتنديد بالمظاهرات الشعبية ضد نظام الأسد». غير أن فصائل فلسطينية أخرى قريبة من النظام السوري، نفت صحة اتهامات شعبان. ونشرت الصحف السورية نفسها تصريحات للأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، أحمد جبريل، الذي يعيش في سورية، طالب فيها بضرورة توضيح الصورة رسميا.

وقال جبريل: «لم يشارك أي فلسطيني من مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب مدينة اللاذقية في الأحداث التي شهدتها المدينة، ومن نزل إلى اللاذقية وشاغب هم سكان تجمع ملاصق لمخيم الرمل ويقع إلى الجنوب منه ولا يفصل بينهما إلا مسيل ماء، ويقطنه فقراء من محافظة إدلب وبلدة الحفة في اللاذقية». وأضاف: «الناس اعتقدت أن الفلسطينيين هم المتظاهرون لكن من فعل ذلك هو من خرج من الحي الإدلبي وقد تم توضيح الأمر لوزير الإعلام محسن بلال». وأكد جبريل أن المخيمات منضبطة وتسير دوريات ليلية تحرس بوابات المخيمات، وتراقب من يدخل ويخرج من هذه المخيمات. وأردف: «وعليه فلا علاقة لنا من قريب ولا من بعيد». وأضاف: «ما حصل في اللاذقية يشبه ما حصل في درعا قبل أيام حين اتهم الفلسطينيون بأنهم من يقف وراء عمليات الشغب».