ماكين وليبرمان يطالبان بـ«استراتيجية جديدة في سورية»

مطالبات في الكونغرس باتخاذ أوباما موقفا أكثر حزما تجاه دمشق

TT

تشهد العاصمة الأميركية نقاشات بين دوائر صنع القرار الأميركي حول كيفية التعامل مع التطورات في سورية في وقت تشعر فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ببعض القلق من تداعياتها على المنطقة. وتتصاعد أصوات جمهورية تطالب أوباما باتخاذ موقف أكثر حزما، على رأسها المرشح السابق من الحزب الجمهوري للرئاسة جون ماكين.

وطالب ماكين، وهو السناتور الجمهوري الأكثر نفوذا في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، أوباما أمس بدعم المعارضة السورية مباشرة. وقال ماكين في بيان مع السناتور المستقل جو ليبرمان الأربعاء إن «استراتيجية جديدة أمر ضروري في سورية، استراتيجية تجعل الولايات المتحدة تدعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري حيال مستقبله». وأضاف البيان: «نحث الإدارة أيضا على العمل مع الأسرة الدولية كي يفهم الرئيس (السوري بشار) الأسد أنه في حال استمر على طريق القمع والعنف فسيكون لهذا الأمر عواقب خطيرة».

وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قد صرح بأن خطاب الرئيس السوري «لم يكن على مستوى الإصلاحات» التي يطالب بها السوريون. وقال تونر: «من الواضح أن خطابه كان خاليا من المضمون»، معتبرا أنه «خيب على ما يبدو آمال» السوريين. ولم يعلن الأسد أول من أمس عن أي إصلاح سياسي في كلمة ألقاها في مجلس الشعب السوري.

وأعلن الأسد أن سورية تتعرض لمؤامرة «تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية»، لكنه لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة إجراءات أعلنت عنها مستشارته للشؤون الإعلامية بثينة شعبان.

وهناك ترقب في واشنطن حول الخطوات التي سيتخذها النظام السوري في التعامل مع المتظاهرين والمطالبين بالإصلاح. ويذكر أن أوباما واجه انتقادات كبيرة لسعيه إلى تحسين العلاقات مع دمشق وإعادته السفير الأميركي إلى سورية بعد انقطاع 5 سنوات. واعتبر ماكين وليبرمان أن التواصل مع دمشق وجهود فتح الحوار مع النظام السوري «لم تجلب نتيجة كبيرة يشار إليها». وأضافا أن واشنطن باتت تحتاج إلى «استراتيجية جديدة في سورية الآن، تجعل الولايات المتحدة متماشية مع المطالب الشرعية للشعب السوري لمستقبلهم»، تشمل «استمرار الحديث بوضوح وعلو» ضد انتهاك حقوق الشعب السوري. من جهته، طالب السناتور الجمهوري النافذ جون كايل برحيل الأسد، منتقدا تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لوصفها الرئيس السوري بـ«الإصلاحي». ويعتبر كايل من أبرز المنتقدين لقرار أوباما الانفتاح تجاه دمشق، وكرر انتقاده الشديد في بيان أمس، قائلا: «يجب التعلم من أخطائنا، الرئيس أوباما والوزيرة كلينتون يجب أن يطالبا بتنحي الأسد والتعهد بدعم المعارضة السورية».

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية تونر أن الإدارة الأميركية كانت دائما تعلم التحفظات والمصاعب في التواصل مع النظام السوري. وقال: «كنا دائما براغماتيين وواضحين في التعامل مع حكومة مع سورية»، مضيفا أن قرار إعادة السفير إلى دمشق جاء لأننا «من الضروري أن نضع شخصا رفيع المستوى هناك». ولفت تونر إلى أن الولايات المتحدة لها اهتمام بما يحدث في سورية لأسباب عدة، حيث «من الأولويات تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهناك جزء إقليمي سورية جزء منه». وأضاف أن «من المهم أن تلعب سورية دورا بناء لتحيق أهداف السلام الشامل.. ولكن أيضا لزيادة الاستقرار حول المنطقة».