نظام القذافي يعلن استعداده للحوار مع الثوار في حال سلموا أسلحتهم

قوات العقيد تستعيد البريقة.. والطيران البريطاني يقصف آلياتها في مصراتة وسرت

ثوار بالقرب من أجدابيا أمس، وبيدو أحدهم مصابا برجله ويمشي على عكاز (أ.ب.أ)
TT

بينما أعلن نظام العقيد معمر القذافي أنه مستعد للحوار مع الثوار، في حال سلموا أسلحتهم، تعهد حلف شمال الأطلسي أمس بفعل «كل شيء» لحماية المدنيين في مصراتة (غرب)، التي اتهمه الثوار بترك سكانها المحاصرين يموتون دون التدخل لإنقاذهم.

وقال وكيل وزارة الخارجية الليبية، خالد الكعيم مساء أول من أمس إن الثوار «يجب أن يسلموا الأسلحة. بإمكانهم بعد ذلك المشاركة في العملية السياسية».

وبعد أن أشار إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار «لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا». وأوضح أنه «ستكون هناك ضمانات لأي عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة قادرين - كما قال - على تبديد أي شك». ولفت إلى أن اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي حول ليبيا ستصل إلى طرابلس «خلال الأسبوع المقبل». من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه «سيفعل كل شيء لحماية المدنيين» في مصراتة، وذلك غداة اتهامه من قبل الثوار الليبيين بترك سكان هذه المدينة التي تحاصرها قوات القذافي يموتون دون التدخل لإنقاذهم.

وقالت مساعدة المتحدث باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حلف شمال الأطلسي لديه تفويض شديد الوضوح» من الأمم المتحدة و«سنفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة».

ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن الوضع في مصراتة «لا يمكن أن يستمر». مشيرا إلى أنه سيبحث هذا الأمر مع الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن.

وتعليقا على تصريح جوبيه، قالت المتحدثة باسم الأطلسي إن «مصراتة هي بالطبع أولويتنا الأولى». مكررة في ذلك العبارات التي وردت أول من أمس (الثلاثاء) على لسان المسؤول العسكري في الحلف الجنرال مارك فان أوم. مؤكدة أن محادثة هاتفية كانت ستجرى بين راسموسن وجوبيه حول هذا الموضوع في وقت لاحق من يوم أمس.

كما أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أنه سيكون بمقدور الثوار الليبيين إرسال إمدادات عن طريق البحر إلى سكان مصراتة.

وأضاف الوزير لإذاعة «فرانس إنتر» أن التحالف الدولي «رأى أن سفنا تابعة للثوار يمكن أن تبحر من بنغازي لنقل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى لمصراتة».

وأوضح أنه «في وقت سابق كان الحظر يقضي بعدم السماح لأي سفينة بإمداد أي مدينة»، ولكن «اليوم أعدنا فتح الممرات البحرية إلى طبرق وبنغازي، وبالتالي ستتمكن سفن تبحر من بنغازي من نقل إمدادات إلى مصراتة، على الرغم من وجود بحرية القذافي، لأن التحالف سيمنع أي عمل عسكري ستحاول هذه البحرية القيام به».

وفي الطرف الآخر من ليبيا، تواصلت عمليات القصف صباح أمس قرب مدينة البريقة النفطية (800 كلم شرق طرابلس) على بعد نحو 40 كلم من إجدابيا، بحسب الثوار. وتعذر على الصحافيين والمدنيين التوجه إلى المكان.

وفي غضون ذلك، قصف الطيران البريطاني ست آليات مدرعة وست دبابات للجيش الليبي في مدينتي مصراتة (غرب) وسرت (وسط) الساحليتين، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بيان للوزارة إن طائرات من طراز «تورنادو» ألقت أمس صواريخ «ضد أهداف عسكرية في منطقتي مصراتة وسرت. وأصيب ما مجموعه 12 هدفا: ست آليات مدرعة وست دبابات». هذا في الوقت الذي أعادت فيه قوات القذافي سيطرتها على مدينة البريقة، وأخرجت الثوار منها بالكامل. وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية في مدينة إجدابيا، التي تبعد 80 كيلومترا شرق البريقة، أن الثوار تعرضوا لقصف مدفعي من قوات القذافي الليلة قبل الماضية.

وحلقت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) صباح أمس فوق المنطقة دون أن تتدخل في الأحداث.

إلى ذلك، طرد ثوار ليبيون سفينة تركية محملة ببضائع إغاثة من ميناء مدينة بنغازي، احتجاجا على موقف الحكومة التركية المعارض لتسليح الثوار.

وقالت متحدثة باسم الهلال الأحمر التركي، الذي أرسل السفينة إلى المدينة التي يسيطر عليها الثوار، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أمس في أنقرة: «السفينة غادرت الميناء، لكن طاقم سفينتنا ما زال منتظرا أمام السواحل الليبية».