عمر يحيى مستشار الرئيس التشادي لـ«الشرق الأوسط»: أغلقنا حدودنا مع ليبيا خوفا من تسرب عناصر «القاعدة»

قيادي في المعارضة الليبية يتهم حكومة تشاد بإرسال قوات لمساعدة القذافي

TT

اتهم عضو قيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحكومة التشادية بدعم نظام العقيد معمر القذافي لمواجهة الثوار بغرض حمايته من السقوط، وقال إن الرئيس التشادي يحاول رد دين قديم له مع القذافي عندما حاولت المعارضة دخول انجمينا في فبراير (شباط) 2008، غير أن الحكومة التشادية نفت بشدة تلك الاتهامات واعتبرتها باطلة، وتسعى لتدمير العلاقة التاريخية بين الشعبين، وأعلنت أنها أغلقت حدودها مع ليبيا لوقف أي تسرب لعناصر تنظيم القاعدة إلى تشاد، حسب تعبير مسؤول كبير في انجمينا.

وقال القيادي الليبي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الحديث عن مرتزقة من تشاد ليس هو المناسب كما تردده بعض وكالات الأنباء والفضائيات، وإن «ما يحدث هو تدخل من قبل نظام إدريس ديبي في الشأن الليبي دعما للقذافي، الهدف منه حماية نظامه من السقوط»، مشيرا إلى أن الثوار لا يعادون الشعب التشادي بسبب التداخل التاريخي بينهما.

وقال القيادي الليبي: «ديبي يحاول رد دين قديم له مع القذافي الذي أفشل محاولة للمعارضة التشادية بإسقاط النظام عندما اقتحمت انجمينا في فبراير (شباط) 2008». وزاد قائلا إن قيادات معروفة في النظام التشادي هي التي تتولى مسؤولية تقديم الأسلحة والذخيرة وترحيلها إلى مناطق توجد فيها كتائب القذافي إلى جانب استجلاب مقاتلين من دول أفريقية.

وأضاف أن حاكم إقليم بوركو، مدير الأمن التشادي السابق الجنرال رمضان اروبو، والجنرال سائر عبادي حاكم إقليم ادري، والجنرال طوفا قائد الحرس الجمهوري، يشرفون على إرسال قوات أفريقية وينشرونها في المناطق بين الزاوية وطرابلس.

وقال المصدر ذاته إن تلك القوات تقوم بحماية الطريق بين الزاوية وطرابلس، وزاد قائلا إن «السفير التشادي في طرابلس، دوسة ديبي، ومدير أحد البنوك، هما اللذان يدفعون الأموال لاستجلاب الأفارقة خاصة من تشاد الذين يتم إنزالهم في مطار أم جرس أو تاندا في الحدود مع ليبيا ونقلهم بالسيارات إلى الداخل»، مشيرا إلى أن العناصر التي شاركت في السيطرة على رأس لانوف لصالح كتائب القذافي كانت من القوات التشادية.

وقال القيادي الليبي إن الثوار ليست لديهم مصلحة في معاداة تشاد خاصة أن البلدين دخلا في حروب كثيرة في وقت سابق، وأضاف: «ما نطلبه من الحكومة التشادية هو أن تقف محايدة في الصراع الدائر الآن في ليبيا باعتباره صراعا داخليا لا شأن لهم به»، وذكر أن باريس لديها معلومات مؤكدة وأنها هددت بضرب أي سيارات متجهة نحو ليبيا.

من جانبه، رفض مستشار الرئيس التشادي عمر يحيى اتهام بلاده بالضلوع في الصراع الدائر في ليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده لا تتدخل في الشأن الليبي، ولا تقف مع أي طرف رغم العلاقات التاريخية التي تجمع ديبي والقذافي. وأضاف أن البلدين سبق أن دخلا في حروب كثيرة، ولكن العلاقات بينهما تحسنت في عهد ديبي، معتبرا أن اتهامات الثوار لبلاده تتم عبر الإنترنت وليس لديهم أدلة حتى في ما يخص الأسماء التي أوردها القيادي في المجلس الوطني، معتبرا ذلك «محض شائعات». وقال: «لم يقبضوا على أي عسكري تشادي ومعه بطاقة عسكرية من القوات المسلحة التشادية. إنهم يتحدثون في الإنترنت»، مشيرا إلى أن عناصر من «القاعدة» موجودة في عدد من الدول الصحراوية بمن فيها ليبيا، وقال: «لذلك تحركنا مع دول الجوار خاصة موريتانيا والجزائر لحماية حدودنا التي أغلقناها مع ليبيا لوقف أي تسرب لعناصر (القاعدة)». وأضاف: «لا نستبعد وجود عناصر من (القاعدة) في الصراع الدائر في ليبيا، ونحن نقوم بحماية حدودنا، وسنتعاون مع الدول المجاورة مع ليبيا»، نافيا وجود ضغوط من الدول الغربية، خاصة فرنسا على تشاد بخصوص ليبيا، وقال: «لماذا يضغطون علينا؟ وحول ماذا؟».

وقال يحيى إن بلاده لم تعلن أن القذافي طلب اللجوء إليها مستقبلا. وأضاف أن الوقت غير مناسب الآن للحديث عن استقبال للعقيد القذافي في انجمينا. وأضاف: «مستقبل ليبيا يحدده الليبيون، لكننا ندعو الثوار والحكومة الليبية إلى التوصل إلى حلول سلمية». وأشار يحيى إلى أن بلاده لم تتقدم بمبادرة إلى الأطراف الليبية، خاصة أن الثوار يتهمون تشاد بأنها تقف إلى جانب القذافي، لكنه عاد وقال: «نحن نعمل مع الاتحاد الأفريقي، وإذا طلب منا الإسهام ضمن منظومة الاتحاد الأفريقي للوصول إلى حل في طرابلس، فلن نتوان عن فعل ذلك»، نافيا إجراء أي اتصال من جانب انجمينا مع الثوار، بيد أنه قال: «إننا مستعدون للإسهام عن طريق الاتحاد الأفريقي لوقف إراقة الدماء في هذا البلد العزيز».