مسيحيون يعتصمون احتجاجا على منعهم من الصلاة

وزارة الأوقاف تفكر بفضائية لنشر الإسلام المعتدل

TT

بدأت أحزاب مصرية في تشكيل ائتلاف لمواجهة ما سماه قياديون فيها «الهيمنة الدينية» على الحياة السياسية، في وقت قالت فيه مصادر في محافظة المنيا بصعيد مصر إن حركات دينية سلفية يقودها عدد من الإسلاميين المتشددين منعوا مسيحيين من الوصول إلى كنيستهم لأداء الصلاة، مما أسفر عن تنظيم مئات المسيحيين لوقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، في ما أعلنت وزارة الأوقاف عن خطة لنشر المنهج الإسلامي المعتدل. ومنذ انتهاء نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتخليه عن الحكم في 11 فبراير (شباط) الماضي، تصاعدت المخاوف حول ما وصفه مراقبون بـ«تزايد المد الديني» من جانب قوى وجماعات تسعى للمشاركة بقوة في الحياة السياسية رافعة شعارات دينية، إلا أن أربعة أحزاب مصرية رئيسية (التجمع والوفد والناصري والجبهة الديمقراطية) أطلقت أمس الدعوة لتشكيل ائتلاف واسع يضم كافة الأحزاب والقوى السياسية التي تتبنى مطالب الدولة المدنية في مواجهة من وصفهم حزب التجمع (مُطلق الدعوة) بـ«القوى التي تتبنى شعارات دينية وتستغل الدين لتحقيق أهداف سياسية».

وقال ائتلاف الأحزاب الأربعة في بيانه الذي يسعى إلى الحصول على موافقة أحزاب وقوى سياسية أخرى عليه: «تمر مصر بمرحلة بالغة الدقة إذ تتنازعها تيارات عدة بعضها يحاول أن يسعى بها نحو التقدم والديمقراطية وسيادة مناخ ليبرالي يؤسس لدولة مدنية.. بينما البعض الآخر ينشر بإصرار دعاوى التمييز بين المواطنين على أساس الدين ويقحم الدين المقدس عند أتباعه في آليات العمل السياسي سعيا نحو المتاجرة بالدين لتحقيق أهداف سياسية ويحاول البعض منهم أن يفرض رؤيته بطريقة همجية تتنافى مع الشرائع ومع أبسط المبادئ الإنسانية وفى تحد سافر لسلطة الدولة».

وأضاف الأمين العام لحزب التجمع سيد عبد العال لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة لتشكيل ائتلاف للقوى المؤيدة لمدنية الدولة تمت بمبادرة من حزبه ووافقت عليها الأحزاب الثلاثة الأخرى. وأضاف أن «الدعوة للائتلاف مفتوحة لكافة الأحزاب والقوى والتيارات السياسية المؤمنة بالدولة المدنية سواء كانت تيارات أو منظمات سياسية أو أحزاب تحت التأسيس».

وشهدت مصر في الفترة الأخيرة جدلا كاد أن يصل إلى حد المواجهات بين الجماعات السلفية والصوفيين على خلفية تهديدات أطلقتها الجماعة السلفية بهدم أضرحة أولياء الله التي يعتبرها المصريون جزءا من مقدساتهم، كما سيطرت حالة من الذعر على العديد من المصريين والمواطنين البسطاء عقب انتشار دعاوى على شبكة الإنترنت منسوبة إلى الجماعة السلفية تهدد بمهاجمة النساء والفتيات اللاتي لا يرتدين الحجاب، وهي الدعوة التي تبرأت منها الجماعة السلفية، لكن إعلان السلفيين براءتهم من الدعوة لم ينجح في تهدئة مخاوف المصريين مسلمين ومسيحيين.

واعتصم أمس مئات المسيحيين أمام مبنى محافظة المنيا بصعيد مصر عقب تظاهرهم منذ مساء أول من أمس، احتجاجا على قيام عدد من الأهالي تقودهم جماعات سلفية بحصار مبنى «جمعية ماري يوحنا» بقرية القمادير التابعة لمركز مغاغة بالمحافظة، الذي يستخدمه المسيحيون للصلاة بتصريح من جهاز أمن الدولة في عهد النظام السابق. وقال شهود عيان إن متشددين إسلاميين بالقرية حاصروا المبنى ومنعوا المسيحيين من دخوله عقب شائعة انتشرت بالقرية تقول إن المسيحيين يعتزمون تحويل المبنى إلى كنيسة. وردد المتظاهرون شعارات بينها: «يا عسكري خليك سامع.. الكنيسة زي الجامع»، و«مصريين مصريين نصارى زي المسلمين». وقال المتظاهرون إن سبب الاحتجاج مطالبة الجهات التنفيذية بالمحافظة بتحويل الجمعية إلى كنيسة. وقال القس أسطفانوس شحاتة الكاهن بمطرانية سمالوط في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن نحو 1500 شخص ممن وصفهم بـ«المتطرفين» استمروا أمس في حصار مبنى الكنيسة مهددين باقتحامه، بعد أن منعوا مسيحيين من دخول المبنى.