أوغلو بعد زيارة الأسد: تركيا مستعدة لتقديم المساعدة لتسريع الإصلاحات في سورية

الرئيس السوري تلقى اتصالا من نظيره الروسي ورسالة من الرئيس السوداني.. و«الإخوان» في مصر يحذرون من تدويل الأزمة

الرئيس السوري بشار الاسد مستقبلا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في القصر الرئاسي بدمشق أمس، في صورة وزعتها وكالة الانباء السورية الرسمية (أ.ب / سانا)
TT

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من دمشق، بعد زيارته الرئيس السوري بشار الأسد، إن بلاده مستعدة لتقديم «كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانيات لتسريع الإصلاحات التي بدأتها سورية وبما يساهم في تعزيز أمن واستقرار الشعب السوري»، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية. وقال بيان رسمي سوري إن أوغلو بحث خلال اللقاء «الأحداث التي تشهدها سورية».

ونقل البيان عن الأسد «تقديره لحرص تركيا على أمن واستقرار سورية»، وقال إن سورية منفتحة «للاستفادة من تجارب الدول الأخرى وخصوصا تركيا وذلك لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة في مجال الإصلاح». وحضر اللقاء وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة والسفير التركي في دمشق والوفد المرافق لوزير الخارجية التركي. وبعد لقائه الأسد، التقى أوغلو المعلم في وزارة الخارجية بحضور عمورة ومديري إدارتي الإعلام وأوروبا والسفير التركي والوفد المرافق. وكان الأسد تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في 25 من الشهر الماضي عبر خلاله عن وقوف بلاده إلى جانب سورية. وأشار بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية في الثالث من الشهر الحالي، إلى إيلاء تركيا «الاهتمام بأمن واستقرار ورفاهية الشعب السوري بنفس القدر الذي توليه لشعبها وعدم قبولها لأي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح فيها». وكانت تركيا، ومع تصاعد التوترات في سورية، قد أرسلت رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان إلى دمشق للقاء المسؤولين السوريين. وقالت صحيفة «حرييت» التركية قبل يومين، في مقارنة بين الأحداث في ليبيا وبين ما يجري في سورية: «إن المصالح الاقتصادية قد حدّدت مواقف تركيا تجاه ليبيا، لكن الوضع مختلف في سورية.. حيث هنا الحدود المشتركة والروابط العائلية وحقوق الجيرة ومصالح مشتركة كثيرة». وأضافت أن على تركيا في مواجهة رياح التغيير في سورية أن «تكون سياساتها أكثر دقة بكثير».

وكان أردوغان قد أعرب عن قلقه مما يجري في سورية، وقال خلال زيارة للندن نهاية الأسبوع الماضي: «بالطبع نحن نتابع ذلك بقلق. لا أريد أن أكون قلقا، لكن حدودنا الأطول هي مع سورية.. حتى من مناطق قريبة من اللاذقية يطلبون مساعدتنا»، معربا عن مخاوفه من أن يؤدي تفاقم الأوضاع إلى موجة هجرة من سورية إلى تركيا وهو ما لا يتمناه، معتبرا أنه إذا حصل فسيجلب مصاعب لتركيا.

من جانب آخر، تلقى الأسد اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف أكد فيه دعم بلاده لمسيرة الإصلاحات في سورية، بحسب بيان رسمي. وقال البيان إن الاتصال بحث «تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا الأحداث التي شهدتها سورية مؤخرا». ونقل البيان عن ميدفيديف إعرابه عن «دعم روسيا لمسيرة الإصلاح التي تشهدها سورية»، خصوصا الإجراءات التي قامت بها القيادة السورية في الأيام القليلة الماضية بما يعود بالخير والنفع على الشعب السوري».

كما تسلم الأسد رسالة من نظيره السوداني عمر حسن البشير تتعلق «بتطورات الأوضاع في سورية وتؤكد وقوف السودان إلى جانب الشعب والقيادة السورية في مواجهة محاولات زعزعة أمن سورية واستقرارها ودعم الجهود التي تبذلها القيادة السورية في مسيرة الإصلاحات»، وذلك بحسب بيان رسمي قال إن وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة قام بنقل الرسالة أمس. إلى ذلك، حذرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر «من مغبة استغلال الأحداث في سورية بتدويلها تحت دعوى حماية المدنيين وفق الباب السابع وتدمير الجيش السوري من البحر والجو لصالح العدو الصهيوني». وقاربت جماعة الإخوان في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الموقف في سورية بحذر، وقالت في بيان لها أمس إنها تقدر «موقف النظام السوري من المشروع الصهيو - أميركي، ورفضه التفريط في الحق والأرض، وتصديه لمشروع الشرق الأوسط الكبير ووقوفه منه موقف الممانعة، ودعمه للمقاومة والمقاومين، واحتضانه لزعماء الفصائل الفلسطينية، وتأييده لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعمه أيضا للمقاومة اللبنانية».

لكنها أردفت قائلة: «إننا بنفس القدر نؤيد حق الشعب السوري في الحرية والحياة الكريمة والديمقراطية والتمتع بكافة حقوق الإنسان التي أقرها الإسلام هبة من الله، وأقرتها المواثيق الدولية، ونرفض تماما العدوان على أفراد الشعب الذين يعبرون عن أنفسهم بالتظاهر السلمي، كما ندين إراقة قطرة دم واحدة بغير حق ناهيك عن قتل العشرات في المدن والقرى».

وحذرت جماعة الإخوان من تدويل الأزمة في سورية، وقالت: «إننا نحذر من القوى العالمية الظالمة المتربصة بالدول الرافضة للخضوع لسياستها من أن تستغل الأحداث الجارية في سورية، وخصوصا إذا زاد الصدام والتناحر وإراقة الدماء، أن يستدرج مجلس الأمن إلى قرار لحماية المدنيين وفق الباب السابع، ثم تذهب لتدمير الجيش السوري من البحر والجو لصالح العدو الصهيوني، الذي ينتظر هذه اللحظة دون أن يتكلف شيئا».

وقال الدكتور حازم فاروق القيادي بالجماعة لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد سقوط النظامين المصري والتونسي، بوغت المشروع الصهيوني بالحراك العربي الجارف، وبالتالي حاول تدارك الأمر بدعم الأنظمة القمعية في اليمن وليبيا». وأضاف: «بعد أن رأينا إصرار الغرب على عدم رفع الغطاء عن النظامين اليمني والليبي بصورة واقعية، فإنه يحاول اليوم إسقاط ضلع أساسي من أضلاع مثلث الممانعة، وهو ما يجب أن ننتبه له».