إعلاميون: بث كلمة مبارك عبر القنوات المصرية كان سيعد استفزازا للشعب

اختص بها «العربية» «لموضوعيتها في تغطية أحداث الثورة»

TT

أدار ملايين المصريين، عصر أمس، مؤشرات أجهزة التلفزيون إلى قناة «العربية»، للاستماع إلى كلمة رئيسهم السابق، حسني مبارك، في أول ظهور له في وسائل الإعلام عقب تخليه عن سلطات منصبه في 11 فبراير (شباط) الماضي. ومن فاتته الكلمة، استمع إليها معادة بعد أن بثتها «العربية» مرات ومرات.

ومعها ظهرت التساؤلات؛ لماذا قناة «العربية» تحديدا التي اختصها مبارك دون غيرها؟ وألم يكن من الأولى بث الكلمة عبر التلفزيون المصري؟

الإعلامي حسين عبد الغني، المدير السابق لمكتب قناة «الجزيرة» في القاهرة، يقول: «منذ اللحظة الأولى لعملي مديرا لمكتب (الجزيرة) في القاهرة وحتى غادرته، وقناة (العربية) تعامل معاملة تفضيلية مقارنة بـ(الجزيرة) أو أي قنوات إخبارية أخرى، فكانت قريبة من نظام مبارك، بل هي القناة الوحيدة التي ظهر عليها رموز النظام السابق، وفي مقدمتهم جمال مبارك، وكانت تختص بحضور اجتماعات لا يحضرها إلا التلفزيون المصري».

يضيف: «كذلك كان النظام السابق على علاقة طيبة بالسعودية، لذا كانت قناة (العربية) هي الأقرب سياسيا للنظام أو قناة صديقة، على عكس قنوات أخرى اعتبرت معادية، مثل (الجزيرة)، وامتد ذلك إلى أن (العربية)، كانت المنبر الذي يستخدمه في مواجهة السياسات التي تعارض مصر، سواء قطر أو سورية أو إيران أو حماس، فكان يتم توصيل الرسائل السياسية من خلالها، لذا كان من الطبيعي أن يظهر مبارك على (العربية) ليقول كلمته الصوتية».

ويذكر عبد الغني أن قناة «العربية» لم تتعرض لأي مضايقات أو مصاعب في عهد نظام مبارك، وربما كانت مضايقات بطرق الخطأ، أو لذر الرماد في العيون أمام القنوات الأخرى التي كان يستهدفها رجال النظام. وحول عدم قيام التلفزيون المصري بإذاعة الكلمة، أوضح مدير مكتب «الجزيرة» السابق: «أعتقد أن التلفزيون المصري لا يستطيع مواجهة الرأي العام المصري بإذاعة هذه الكلمة، لأنها ستعد خطوة استفزازية تثير التحدي، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يشأ ذلك، وهو أمر مقدر له».

وباعتقاد الدكتور رضا عكاشة، أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، كان اختيار قناة «العربية» في هذا التوقيت الحساس هو نوع من الذكاء من جانب الرئيس المخلوع حسني مبارك، «فقناة (العربية) قناة سعودية، وجل المشاعر المصرية والعربية متعاطفة مع السعودية دائما، فكان اختيار القناة لإيصال وجهة نظره اختيارا موفقا، وحتى لا يحسب على قناة أخرى ذات تيار معين».

يكمل: «فضلا عن ذلك فقناة (العربية) تبنت خطا أقرب إلى الموضوعية والحيادية خلال تغطيتها للثورة المصرية والثورات العربية، حيث زاوجت بين الخبر الموضوعي والرأي الذاتي، وانفتحت في أوقات كثيرة على رموز معظم التيارات المختلفة، مثل الأصوات الحكومية والإخوان المسلمين واليسار وغيرها، ولم تقع في تهويلات مثل قناة (الجزيرة)، أو تهوينات مثل غالبية القنوات الفضائية المصرية».

من جانبه، قال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس السابق حسني مبارك هو الذي اختار قناة «العربية»، واختصها بكلمته، وإنه لم يتم تقديم أي طلب منه، أو من أي جهة لإذاعة كلمته على قنوات التلفزيون المصري، «بل إننا تابعنا الكلمة كغيرنا من المشاهدين المصريين».

وأوضح الصياد أنه إذا تقدم مبارك بطلب لإذاعة الكلمة في التلفزيون المصري، فالذي يقوم بأخذ قرار في هذا الشأن هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد وقيادات التلفزيون المصري.

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التواصل مع أحد من مسؤولي قناة «العربية» سواء في مكتبها في القاهرة، أو مكتبها الرئيسي في دبي.