نقابيون تونسيون يقدمون اليوم طلبا للترخيص بتشكيل حزب عمالي

البدوي لـ «الشرق الأوسط» : الهيئة الجديدة تتطلع إلى بعث قطب سياسي لمواجهة مخاطر حركة النهضة وعودة «التجمع»

TT

تعتزم نحو 12 شخصية تونسية نقابية وحقوقية اليوم التقدم بطلب للترخيص بتكوين حزب سياسي جديد أطلقوا عليه اسم «حزب العمل التونسي».

وقال عبد الجليل البدوي، أحد مؤسسي الحزب، إن المجموعة المؤسسة له تتطلع إلى بعث قطب سياسي هو عبارة عن جبهة عريضة وسطية تواجه مخاطر وصول النهضة إلى السلطة، وتعمل على عدم عودة التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى السلطة.

وحول علاقة الحزب الجديد بالاتحاد العام التونسي للشغل، قال البدوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن تكوين الحزب لم يكن بقرار من المنظمة العمالية، بل هو رغبة من مجموعة من النقابيين في تكوين أرضية سياسية مشتركة بينهم. وتابع البدوي قائلا: «لا شيء يمنع النقابي المستقل في تونس من الانتماء السياسي».

وكن عبد السلام جراد، الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل قد صرح في حوار سابق مع «الشرق الأوسط» أن «الاتحاد لا ينوي أبدا الوصول إلى الحكم. الحكم مرفوض بالنسبة لنا، ونحن نرفض رفضا قاطعا أن يكون لنا حزب عمالي، فالاتحاد يشتمل على كل الحساسيات والأحزاب».

وحول حظوظ نجاح هذا الحزب العمالي، الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ تونس السياسي، قال الناشط النقابي فتحي العياري، إن المتأمل في تركيبة الأعضاء المؤسسين لحزب العمل التونسي يلاحظ أن معظمهم من جزيرة قرقنة الواقعة في ولاية (محافظة) صفاقس (350كلم وسط شرقي تونس).

وتعتبر جزيرة قرقنة مهد العمل النقابي التونسي باعتبارها أنجبت في السابق القائد النقابي فرحات حشاد، والنقابي المعروف الحبيب عاشور، الذي وقف للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة بالمرصاد، وعارض سياساته الانغلاقية، وربما تكون فكرة بعث حزب عمالي تأكيدا للتوجه الذي لا يفصل بين العمل السياسي والعمل النقابي.

وحول مدى قبول التونسيين لفكرة بعث حزب على أساس عمالي، قال العياري، إن القاعدة النقابية قد لا تعير الموضوع الكثير من الأهمية، وربما يكون الحزب أكثر حسما بالنسبة لبعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، مشيرا إلى أن من بين مؤسسي الحزب من لا يمنحه القانون الأساسي للاتحاد إمكانية الترشح للقيادة النقابية لمرة ثالثة على التوالي، حسب الفصل العاشر من قوانين المنظمة العمالية، وهذه المسألة هي التي قد تكون وراء لجوء بعض القيادات النقابية إلى خيار تأسيس حزب سياسي على أساس نقابي.

يذكر أن البدوي عينه الاتحاد العام التونسي للشغل من بين ثلاثة ممثلين عنه في الحكومة الأولى لمحمد الغنوشي، التي أعلن عنها يوم 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، غداة الإطاحة بنظام بن علي. وتشمل قائمة مؤسسي الحزب الجديد كذلك جمال الدين بيدة، وخليل الغرياني، والهادي الجيلاني، وعلي بن رمضان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، ومحمد السحيمي، وحبيب الكرشاوي، وعددا آخر من النقابيين.