جمال مبارك.. الابن الذي أضاع والده

سطع نجمه قبل 11 عاما.. وتدخل في اختيار الوزراء

جمال مبارك (أ.ب)
TT

جمال مبارك، أو جمال الدين محمد حسني سيد مبارك، هو الابن الأصغر للرئيس المصري الذي تخلى عن الحكم تحت الضغط الشعبي، الأمين العام المساعد أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم السابق.. ولد في القاهرة عام 1963، والدته هي سوزان ثابت، ومتزوج من خديجة الجمال وله ابنة اسمها فريدة. درس جمال في المرحلة الابتدائية بمدرسة «مسز وودلي» بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة، ثم انتقل إلى مدرسة سان جورج الإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية عام 1980.. ثم تخرج في الجامعة الأميركية بالقاهرة في مجال الأعمال، وحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.

بدأ عمله في «بنك أوف أميركا» فرع القاهرة، ثم انتقل إلى فرع لندن، حتى وصل إلى منصب مدير الفرع، ويعمل بصفة عامة في مجال الاستثمار البنكي، وحاصل على عضوية الروتاري الفخرية في مايو (أيار) 2001.

انضم جمال إلى الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم عام 2000، حيث تولى لجنة الشباب، وكون جمعية «جيل المستقبل»، التي يتم عن طريقها تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم. وشهد عام 2002 صعودا قويا لجمال في «سلم الحزب»، بتوليه منصب أمين لجنة السياسات.. التي تتولى رسم السياسات للحكومة ومراجعة مشاريع القوانين التي تقترحها حكومة الحزب، قبل إحالتها إلى البرلمان المصري بغرفته الأولى. شرع جمال منذ سنواته الأولى داخل الحزب الحاكم في استقطاب مجموعات من المثقفين الليبراليين الذي يقترب هواهم من فكرة (الإصلاح من الداخل)، وشرع في إقامة مشروع الحزب المستقل أو ما سمّي بحزب المستقبل، ليكون قناة لصعود جمال مبارك سياسيا.

وفي المؤتمر السنوي الذي عقد في 1995، تعرف جمال مبارك على أحمد عز (51 عاما)، وبفضل العلاقة الجديدة تحول عز إلى عضو في لجنة السياسات، وفي نادي الأعمال المصري - الأميركي ولجان جمعية جيل المستقبل، وبعد ذلك تم تعيينه كرئيس للجنة التنظيم في الحزب الحاكم. وبفضل علاقته بابن الرئيس، حصل عز عام 1997 على قرض من ملياردير إيطالي تصل قيمته إلى 600 مليون دولار بضمانة من الحكومة المصرية، وكان هذا القرض هو الأساس في الثروة الكبيرة التي حققها عز خلال سنوات قليلة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، وخلال المؤتمر السنوي التاسع للحزب، تولى منصب الأمين العام المساعد في الحزب الحاكم، الذي لم يكن يوما أكثر من مجرد امتداد لمؤسسة الرئيس في عصر حسني مبارك.. وتحوّل في ما بعد إلى حزب «للابن» داخل حزب «الأب»، ونادٍ للمحظوظين وأصحاب الفرص في التقرب من السلطة.

ومع صعوده السريع وظهوره القوي على الساحة السياسية، أصبح اسم جمال متداولا كخليفة محتمل لوالده على رأس الحزب ومرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة خريف هذا العام كخطوة نحو «التوريث»، لكن هذه الخطوة لم تقده إلى كرسي الرئاسة.. إنما إلى سجن طرة على ذمة التحقيقات في قضايا تحريض على القتل واستغلال النفوذ.