الآلاف يخرجون في درعا وبانياس وحمص قبيل إلقاء الأسد لكلمته.. ينادون بإسقاط النظام

ناشطون يتحدون نفي السلطات لدهس قوات الأمن مواطنين وينشرون شريطا مصورا جديدا

TT

خرج آلاف المتظاهرين في درعا وبانياس وحمص، أمس، قبيل بدء الرئيس السوري بشار الأسد إلقاء خطابه أمام الحكومة الجديدة. وقال شاهدا عيان لوكالة «رويترز» إن الآلاف خرجوا في احتجاجات في مدينة درعا في جنوب سورية أمس، مرددين «الشعب يريد إسقاط النظام».

وقال شاهد عيان لـ«رويترز»، في اتصال هاتفي من المدينة التي تحد الأردن، إن المحتجين ساروا من الجامع العمري في الحي القديم من المدينة صوب ساحة السرايا في وسط المدينة. وحمل العشرات صورا للقتلى خلال أسابيع من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وكذلك في بانياس، إذ أفاد شهود وناشطون في حقوق الإنسان بأن آلاف الأشخاص ساروا أمس في المدينة الساحلية التي تقع غرب سورية، في تشييع رجل توفي متأثرا بجروح أصيب بها في العاشر من أبريل (نيسان). وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية «شارك آلاف المشيعين في جنازة أسامة الشيخة (40 عاما) الذي قضى متأثرا بجراح أصيب بها خلال إطلاق مسلحين النار على مسجد أبو بكر الصديق في مدينة بانياس فجر يوم الأحد». وأضافوا أن «المشيعين كانوا يهتفون بشعارات تنادي بالحرية ومناهضة للنظام والحزب الحاكم». وجرح خمسة أشخاص فجر الأحد الفائت في مدينة بانياس، عندما أطلق رجال أمن النار عليهم أمام مسجد أبو بكر الصديق، بحسب ما أفاد شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. وذكر الشاهد أن «سبع سيارات تابعة لقوات الأمن وقفت أمام جامع أبو بكر الصديق في بانياس عند موعد صلاة فجر الأحد، وأطلق الموجودون فيها النار على المسجد».

من جهة أخرى، ذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، للوكالة نفسها، أن نحو ألفي سيدة تظاهرن أمس في وسط مدينة بانياس، بعد أن شيعت المدينة الشيخة. وأضاف أن «النسوة كن يهتفن (بالروح بالدم نفديك يا شهيد) و(الله.. سورية.. حرية وبس)».

وفي حمص، قالت مصادر محلية إن أعمال تخريب وقعت أمس، بعد تشييع جثمان شاب من منطقة عشيرة ذات الأكثرية البدوية قضى في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة حمص يوم الجمعة الماضي. وقالت المصادر إن جموعا كبيرة من المحتجين انضمت للجنازة، ورددوا هتافات تحيي الشهيد وتنادي بإسقاط النظام. وبعد الدفن عاد المحتجون ليعبروا شارع الستين، ومنه توجهوا إلى حي الزهرة ذي الأكثرية العلوية، وحصل إطلاق نار، وذلك رغم تأكيد المصادر عدم تدخل قوى الأمن. وأسفر إطلاق النار عن إصابة شرطي مرور في شارع الستين وإحراق دراجته النارية، وبعدها بدأت أعمال تخريب نزل على أثرها سكان حي الزهرة واشتبكوا مع المتظاهرين الذين تفرقوا، في حين اعتصم سكان حي الزهرة مطالبين بتدخل الأمن والشرطة لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم من المحتجين.

إلى ذلك، كشف ناشطون في شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن شريط فيديو مصور على الهاتف الجوال، لساحة قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس، وذلك ردا على محاولات وسائل الإعلام السورية تكذيب شريط فيديو مصور بالجوال بثته وسائل إعلام خارجية نقلا عن ناشطي «فيس بوك»، وتظهر فيه عناصر من الأمن والجيش السوري يحيطون بمجموعة من المسلحين يقومون بركل وضرب وإهانة عشرات من المعتقلين وقد قيدوا وألقوا أرضا، قيل إنهم من أهالي البيضا. وقالت تقارير للتلفزيون السوري وقناة «الإخبارية»، إن هؤلاء ليسوا عناصر في الأمن السوري، وإن قرية البيضا لا توجد فيها ساحة بهذا الاتساع. كما تلقوا اتصالات من مواطنين عراقيين، منهم من قال إنه هؤلاء من البيشمركة، ومنهم من قال إنهم من فدائيي صدام وإن هذه الساحة في بغداد، في حين استعان تقرير التلفزيون السوري بخبراء قالوا إن الفيلم صور بكاميرا احترافية، وإن هناك مخرجا قام بإعداد هذا المشهد، وتم تركيب صوت على المشهد يظهر عناصر المجموعة المسلحة ينادون بعضهم بعضا بلهجة محلية تشير إلى المنطقة التي ينتمي إليها هؤلاء.

لكن الكليب الذي بث أمس لساحة البيضا، يظهر اتساع الساحة التي قيل إنها شهدت إهانة المعتقلين من أهالي البيضا. وقال مصور الكليب الذي ظهر صوته فقط به «هذه ساحة البيضا وليست ساحة في العراق كما قالوا، وأنا كنت ضمن الذين تمت إهانتهم. ضربونا بالعصي، وداسوا علينا بأرجلهم، وأنا كنت ملقى هنا، والذين قاموا بذلك نعرفهم وهم من أبناء قرية مجاورة للبيضا، وهذه هي المحلات ودرج الجامع الذي أطلقوا النار عليه.. التلفزيون السوري يكذب».