الجنرال كولدويل لـ «الشرق الأوسط»: القوات الأفغانية قادرة على تسلم المهام الأمنية قبل نهاية 2014

المسؤول عن مهمة الناتو لتدريب قوات الأمن الأفغانية: 100 مليار دولار تكلفة وجود القوات الأميركية في أفغانستان سنويا.. 10% منها للتدريب

اللفتنانت جنرال وليام كولدويل
TT

قال الجنرال المسؤول عن مهمة الناتو لتدريب قوات الأمن الأفغانية إنها ستكون مستعدة لأخذ زمام المبادرة لتسلم المهام الأمنية وتحقيق الأمن والاستقرار داخل أفغانستان قبل الموعد المستهدف من الناتو ديسمبر (كانون الأول) 2014.

وقال اللفتنانت جنرال وليام كولدويل، الذي تولى قيادة التدريب لبعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، إن عمليات تجنيد الجنود الأفغان ارتفعت من نحو 800 جندي شهريا في سبتمبر (أيلول) 2009 إلى نحو 6000 مجند جديد شهريا، ويتوقع وحلف شمال الأطلسي تحقيق الهدف المتمثل في 305 آلاف جندي أفغاني وشرطي أفغاني لإدارة البلاد وإحلال الأمن والسلام في أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام.

وأوضح القائد الأميركي الجنرال كولدويل في لقاء مع عدد محدود من ممثلي الصحافة البريطانية، أعقبه لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» بمقر السفارة الأميركية بوسط العاصمة لندن إن «التحدي الأكبر لبناء قوة أمن وطنية مكتفية ذاتيا هو نقص الكفاءة المهنية وخاصة فيما يتعلق بتجهيز ضباط الجيش والشرطة بالتعليم والخبرة المناسبة للعمل إلى جانب مكافحة الأمية في صفوف القوات».

وكشف الجنرال كولدويل أن الحكومة الأميركية تدفع الآن أكثر من 100 مليار دولار سنويا للقوات الأميركية لتوجد داخل أفغانستان، منها عشرة مليارات للإنفاق على مهمة تدريب القوات الأمنية الأفغانية سنويا. وقال: «إذا استطعنا المساعدة على سحب القوات الأميركية من أفغانستان قبل الموعد المقرر بعام ستعادل الأموال التي يتم توفيرها ميزانية القوات الأمنية الأفغانية لمدة عشر سنوات». لقد صرحنا من قبل بأن عدد القوات الأمنية سيكون في النهاية 305 آلاف من أفراد الشرطة والجيش وأن هذا الهدف سيتحقق بحلول شهر أكتوبر المقبل، لكن يمكن أن يحدث ذلك قبل شهر أو شهرين من الموعد بسبب ارتفاع معدل التجنيد. وأشار إلى أنه من أجل زيادة إجمالي الناتج المحلي للدولة والسماح لهم بالاستغناء عن المعونة الدولية، سيكون من الضروري تعزيز الأمن في الدولة لتشجيع المستثمرين على الاستثمار في أفغانستان. ومن المحتمل في هذه الحالة أن تتدفق المزيد من الأموال.

وأفاد أن تجنيد البشتون في قوات الأمن لا يزال يشكل تحديا، وقال كولدويل إن البشتون لا يزال ممثلا في قوات الأمن. فقط بنسبة 3.7 في المائة من البشتون وهم من جنوب أفغانستان في مقابل الرقم المستهدف وهو 10 في المائة. فيما يتعلق بنسبتهم في السكان، فيما تمثلت نسبة الطاجيك في الجيش الوطني الأفغاني من بنحو 8 في المائة وأكثر من 15 في المائة في الشرطة.

وقال كولدويل: «لقد أقمت في أفغانستان خلال فترة 18 شهرا متواصلة لذا استطعت تكوين وجهة نظر جيدة حول سير الأمور. والسؤال الذي كان يدور في ذهني هو هل من المتوقع أن يحقق الأفغان أهدافهم قبل الموعد المقرر بشهر أو اثنين؟ ما زال انخفاض عدد القوات يمثل تحديا في الجيش، لكنه تراجع إلى أقل معدلاته في الشرطة، حيث وصل إلى 1 في المائة وهو أقل من النسبة التي وصل إليها في بلدان العالم مما يشير إلى بلائهم الحسن. الهدف هو أن تستطيع قوات الأمن الأفغانية تولي زمام الأمور بحلول ديسمبر 2014. إذا استمر دعم الجهود كما نفعل حاليا وواصل الأفغان الجهود التي يقومون بها الآن نظرا لأهميتها والتي لا غنى عنها، سيتمكنون من تسلم المهمة الأمنية بحلول عام 2014».

من الأمور التي بدأنا القيام بها هي اكتشاف كيف نستثمر في هذا البلد، فقد قام المجتمع الدولي باستثمارات هائلة في رأس المال البشري وحياة البشر وفقدت الكثير من الدول رعاياها هناك فضلا عن الاستثمارات المالية. لكن ما ينبغي التأكد منه في هذا الشأن هو استمرار هذا الاستثمار من خلال التأكد من قدرة الأفغان على إدارة أنظمة تضمن لها أسباب الحياة مثل الدعم اللوجيستي ومؤسسات الصيانة والمؤسسات الطبية وأخرى تضمن لها البقاء مثل أكاديمية أفغانستان العسكرية وأكاديمية الشرطة والمعاهد التعليمية. وجاء الحوار على النحو التالي:

* ما الجديد بالنسبة لإعداد كوادر من القادة والمدربين الأفغان لتولي المهمة بدلا عن الناتو؟

- أسرعنا في تدريب القادة، فقد وصلت الزيادة إلى نحو 500 في المائة منذ تدشين مهمة تدريب الأفغان منذ 18 شهرا. إن هذا تطور كبير ويوفر لهم أمرا هاما. ومن جهة توفير مستوى معيشة مرتفع للشرطة والجنود الأفغان ووضع نهاية للفساد، فلا بد أن يكون لديك قادة مدربون ومتعلمون جيدا. عندما وصلت إلى هناك في خريف 2009 قال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي السابق إلى أفغانستان: «إنه علي العمل على محو الأمية وأتذكر كم كنت أفكر أنني بعقلية الجندي وأن هذه ليست وظيفتي ولا وظيفة الجيش. لكن بعد مرور تسعين يوما على ذلك أدركت أنه كان محقا لأنني لن أستطيع تحقيق أي تقدم والإبقاء عليه إلا إذا كان هناك رجال ملمون بقواعد القراءة والكتابة في قوات الجيش والشرطة، فإنني بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على قراءة الرقم المسلسل الموجود على أسلحتهم وعد النقود التي يتقاضونها شهريا، بحيث نحد من الفساد بأقصى درجة ممكنة. إذا لم يجيدوا القراء والكتابة، فسيستشري الفساد بين أفراد الجيش والشرطة. وبدأ هذا الجهد الذي بذلناه في تعليم الجيش والذي بدأ في إبريل (نيسان) من العام الماضي يترسخ. لقد بات برنامج التدريب إجباريا، حيث نقوم بتدريب نحو 34 ألفا من رجال الشرطة والجيش كل يوم من خلال برامج مختلفة. ونستعين حاليا بمدرسين وننقلهم إلى القوات ونمنحهم فرصة لمواصلة التعلم. كذلك تعاونا مع وزير التعليم وفريقه ونجري اختبارات للمجندين الجدد الذين يجيد 14 في المائة منهم فقط القراءة والكتابة، بينما 86 في المائة لا يلمون بقواعد القراءة والكتابة إطلاقا. وعندما أقول إنهم لا يلمون بقواعد القراءة والكتابة فأنا أعني بذلك أنهم لا يعرفون الأرقام ولا الحروف. كذلك نعلمهم مهارات فنية. فمن أجل المحافظة على مستواهم، يجب أن نعلمهم الدعم اللوجيستي والصيانة وإجراءات الإمداد وكيفية القيام بالاتصالات. وسنبدأ العام الحالي تدريب الأفغان ليصبحوا مدربين ثم نعلم المدربين كيفية تعليم مدربين آخرين فهي عملية ذات مرحلتين. ومن المرجح أن تستغرق عملية تعليم الأفغان ليصبحوا قادرين على تعليم المدربين عامين كاملين، ومع ذلك قد لا يتمكنون بعد ذلك من التحكم في النظام. ينبغي على الأفغان أن يتحلوا بالقدرة على تدريب أنفسهم بأنفسهم في 71 معهدا تدريبيا تابعة لنا بحلول ديسمبر 2012.

وقد سمعت أن سبب مشاركة بعض الجنود الأفغان هو معرفتهم بأن الجيش سوف يعلمهم القراءة والكتابة وهو ما رغبوا فيه. يعني هذا أنهم التحقوا بالجيش لرغبتهم في التعلم. وقد قلنا مرارا إنهم يريدون أن يكون لديهم جيش وطني الذي من المرجح أن يكون أكثر ما يوحد البلاد. لكن لبرامج تعليم القراءة والكتابة تأثير كبير. ما لا نريده هو أن يبدو الوضع مثل فترة الاتحاد السوفياتي، فعندما غادر الروس توقفت الإمدادات ولم يكن هناك متابعة واستمرار وبدأ كل شيء في الانهيار. أعتقد أن السبب في ذلك هو أن التدريب كان قائما على عدد محدود من الناس. كل من ندربهم من السكان الأصليين بحيث يتم تعليم كل فرد في الجيش والشرطة في النهاية. لقد كنت أتحدث مع أحد المدربين في يوم من الأيام وقال: «تريد حركة طالبان أن تبقيني في الظلام، لكن الجيش الأفغاني يعلمني القراءة والكتابة وينير لي الطريق». نحن نعلم قبائل البشتون والداري. لكن لدينا أيضا مدارس إنجليزية صغيرة. العام الماضي أدركنا أنه على هؤلاء الذين سيصبحون طيارين تعلم اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة عالمية في مجال الطيران، لذا قمنا بإنشاء معهد لتعليم مهارات اللغة بالمعايشة. ما كنا نفعله قبل ذلك هو إرسال الجميع إلى المملكة المتحدة لتعلم اللغة الإنجليزية وكان متوسط الوقت الذي يقضيه كل طالب في الولايات المتحدة ليجيد اللغة الإنجليزية بدرجة تسمح له العمل كطيار 400 يوم. ومن أجل القيام بذلك في أفغانستان قمنا ببناء مدينة للطلبة بها مساكن مخصصة للرجال وأخرى للنساء وألحقنا بها مدربين يتحدثون الإنجليزية. إنهم على الأرجح من المملكة المتحدة والولايات المتحدة ويدفع ذلك الطلبة للتحدث باللغة الإنجليزية طوال الوقت ولا يتحدث أحد منهم لغة البشتو أو الدارية. إنهم يتناولون طعاما أميركيا ويشاهدون قنوات أميركية، وعلى الجميع أن يشاهدوا فيلم باللغة الإنجليزية كل ليلة. إنهم منخرطون في الثقافة الإنجليزية.

بعد أربعة أشهر تم إرسالهم إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة التدريب على الطيران. واستغرقت تلك العملية 80 يوما فيما كانت تستغرق في السابق من 400 إلى 500 يوم. تم توفير الكثير من النفقات مما عجل إتمام عملية تدريبهم ليصبحوا طيارين. هناك طريقتان للتخلص من الفساد، الأولى اتخاذ إجراء ضد الفاسدين واستئصال شأفتهم، الأخرى هي إرساء الأنظمة والشفافية لمنع مثل هذه الممارسات. لقد عملنا جاهدين للحفاظ على شفافية هذه الإجراءات فكلما ازدادت قدرة الناس على رؤية الحقائق، قلت احتمالات الفساد. إن برنامج تعليم القراءة والكتابة من أفضل طرق مكافحة الفساد المستشري بين أفراد الجيش والشرطة لأننا نشجع هؤلاء المجندين على الاضطلاع بمسؤولية أمورهم المعيشية. ونقوم بتغيير نظام الدفع الإلكتروني بحيث يكون لدى المجندين حسابات في المصرف يحصلون على رواتبهم من خلالها. لكن المشكلة الرئيسية هي جهل 86% منهم بالحسابات المصرفية، حيث لا يعرفون ما إذا كانوا حصلوا على المبلغ الصحيح، وبالتالي يسألون آخرين عن المبلغ المستحق لهم ولا يحصلون سوى على القليل لعدم فهمهم للعملية. إن الفساد الذي يبدأ في المستوى الأدنى يستمر، لذا يمكن للتعليم أن يقضي على الفساد. وندرك نحن والأفغان إمكانية اختراق حركة طالبان لقوات الأمن إضافة إلى خطر تحويل فرد من أفراد القوات الأمنية نفسه إلى عضو في الحركة. لذلك طلب الأفغان منا المساعدة في إنشاء جهاز استخبارات مضاد يحمي القوات الأفغانية. ولا يتعلق الأمر بالحفاظ على سرية المعلومات على أجهزة الكومبيوتر وحسب، بل أيضا بمنع الناس الذين لا يسمح لهم بالإطلاع عليها. ويتطلب تحقيق ذلك القيام بعملية من 8 مراحل. لم يكن هذا متوفرا العام الماضي فقد قاموا بالانتباه إلى مسائلة الأشخاص. والمرحلة الثانية هي الاستخبارات المضادة التي تهدف إلى حماية القوات والمرحلة الثالثة هي توعية الناس بما يجري حولهم وبملاحظة أي سلوك غير عادي. من الأهداف الرئيسية قياس مستوى تعاطي المخدرات في أفغانستان. يمكنني القول إننا دون متوسط المستوى الذي كان في السابق. لكن هذا لا يكفي وقد تبنى المسؤولون الأفغان سياسات لتجريم تعاطي أفراد الشرطة والجيش المخدرات أثناء أداء الخدمة. حصرنا عدد أفراد الشرطة العام الماضي وقمنا بإجراء تحاليل لهم ووجدنا أن 10 في المائة منهم يتعاطون المخدرات. ووسعنا دائرة التحاليل لتشمل السكان المحليين، ووجدنا أن نسبة من يتعاطون المخدرات في الجنوب أكبر من أي منطقة أخرى في البلاد.

* كم تدفعون راتبا إلى الجندي الأفغاني المتخرج في الأكاديميات العسكرية؟

- في الوقت الحالي يحصل الخريج الجديد الذي يعمل مع الشرطة أو الجيش على 165 دولارا شهريا، وينطبق ذلك على الشرطي والجندي، ويمثل راتبهم الأساسي. وإذا تم تكليفهم بأي مهمة في منطقة الجنوب، فإنهم يحصلون على بدل العمل المحفوف بالمخاطر، بسبب وجودهم في منطقة تتضمن تحديات كبيرة جدا، وفيها مخاطر أكبر تتهدد حياتهم. وإذا كانت لديهم مهارات خاصة، مثلما يحدث عندما نعلمهم التعامل مع المتفجرات، أو أي شيء من هذا القبيل، فإنهم يحصلون على بدلات إضافية نظير ذلك. وفي الواقع، فإنهم إذا بقوا لأكثر من عام أو اثنين فإنهم يحصلون على مقابل بقائهم لهذه الفترة الطويلة. ولدينا عنصر تحفيز في نظام الدفع الذي نتبعه. ويحصل الشرطي الجديد المكلف بالعمل داخل هلمند على 165 دولارا، إلى جانب 45 دولارا شهريا مقابل العمل المحفوف بالمخاطر.

* هل تعتقد أن الأجور كافية لمحاربة الفساد؟

- تمثل الأموال شيئا هاما، حيث إنها تمنحهم القدرة على رعاية عائلاتهم حتى لا يضطروا إلى البحث عن وسائل أخرى للحصول على المال. كما قد تحدث القيادة فارقا كبيرا، ولذا من المفيد أن يكون هناك قادة أفغان جيدون يحدثون فارقا في قوات الشرطة.

* منذ نوفمبر 2009، عندما بدأت العمل، كم عدد الخرجين الذين عملوا معك؟

- قرابة 130 ألفا قمنا بتدريبهم في إطار النظام المتّبع لدينا.

* رأينا أخيرا مظاهرات في كابل بسبب حرق المصحف في أميركا. إلى أي مدى سيؤثر ذلك على عملية التدريب داخل الجيش الأفغاني؟

- دعني أقول أولا إن ما قام به هذا الشخص الذي يتبعه 12 شخصا داخل الولايات المتحدة يعد شيئا سيئا للغاية، ولا يعكس لنا أي شيء أو يشير لأحد سوى هؤلاء وحدهم. ويعتبر أي شيء مثل هذا سيئا للغاية، لأنه لا يمكن قبول هذا النوع من التعصب داخل أي مكان من العالم، ويجب أن لا يقبل داخل دولتي أو التعامل معه على أنه شيء عادي. وما سأقوله لك هو أنه على ضوء الطبيعة الحرفية للتدريب مع نظرائنا الأفغان، ينظر الجميع إلى ذلك على أنه شخص لا يعبر عن الوضع في المجتمع. «قد يتسبب بمشكلات كبيرة» للقوات الأميركية في الخارج. ونحن ندين جميعا ما قام به، ولذا نمضي قدما من دون أن تتوقف منظومتنا التدريبية.

* تحدثت عن برنامجك لمحو الأمية. كم من الأشهر تحتاج ليتعلم أي جندي القراءة والكتابة؟

- نتعامل مع هذا الأمر بمنهجية شديدة، ووجدنا أننا نحتاج 64 ساعة لنأخذ رجلا غير متعلم ونعلمه الحروف والأعداد والكتابة. وخلال 64 ساعة، يكون الأشخاص الذين يجتازوا هذه المرحلة 87 في المائة، وبذلك يصلون بهم إلى مستوى الصف الأول. وخلال 124 ساعة أخرى، يمكننا أن نصل بهم إلى مستوى الصف الثالث.

* تكلفة الجيش الأميركي داخل أفغانستان تصل إلى 100 مليار دولار سنويا، هل هذا صحيح؟

- هذا صحيح، الإجمالي يبلغ أكثر من 100 مليار دولار في العام.

* كم يتكلف التدريب؟

- خلال العام الحالي كانت ميزانيتنا تصل إلى 10 مليارات دولار. ويتضمن ذلك شراء المعدات وبناء المنشآت والقواعد ومراكز الشرطة. ويتضمن أيضا الدفع مقابل الأمن داخل مواقع التدريب، إلى جانب دفع رواتب جميع الجنود التابعين للجيش.

* هل هناك أخبار جديدة عن عملية السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان؟

- ما أستطيع قوله لك هو أنه جهد تتزعمه أفغانستان، وفي النهاية سيكون حلا دفعت أفغانستان من أجله. ونعرف أننا لن نكون يوما قادرين على تحقيق النصر، هذا ليس ممكنا. وسنحتاج إلى تسوية سياسية، ولكن يجب أن تكون هناك تسوية سياسية تتزعمها الحكومة الأفغانية.

* كيف تكسبون عقول وقلوب الشعب الأفغاني؟

- في نهاية المطاف يتعلق الأمر بالقيادة الأفغانية وقدرة الجيش الأفغاني على كسب عقول وقلوب مواطنيهم. نحن هنا بصورة مؤقتة من أجل مساعدتهم وتدريبهم في الأساس، وبعد ذلك لنساعدهم على تدريب أنفسهم. وفي النهاية، يتعلق الأمر بقدرة الأفغان على كسب عقولهم وقلوبهم.

* في الفترة الأخيرة، قتل جندي أفغاني مدربا أميركيا. كيف يمكننا ضمان أن ذلك لن يحدث مرة أخرى؟

- أعتقد أن الشيء الأكثر أهمية هو أن القيادة الأفغانية قررت أنهم سينفذون بعض الإجراءات الصارمة والشاملة من أجل منع حدوث ذلك بأقصى قدر ممكن. ويتنوع ما يقومون به بين التحقيق في المجندين الجدد وصولا إلى قرارهم استخدام أفراد في مجال الاستخبارات المضادة للعمل في وحداتهم وقرارهم بالمضي قدما وعمل سجل كامل لكل شخص في الشرطة والجيش حاليا. أعتقد أن هذه خطوات إيجابية في طريقة مضيهم قدما وتعاملهم مع الأمر.

* هل هناك جنود التحقوا بحركة طالبان بعد تدريبهم؟

- ما أفهمه من نظرائي الأفغان الذين حددوا وأبعدوا بعض الأشخاص عن الجيش والشرطة هو أنهم يخشون من بعض عمليات التسلل في البداية، كما يخشون من شخص قد يتحول.

* ما هو رأيك في مستقبل الشعب الأفغاني؟

- أنا هناك منذ 18 شهرا. وبالمقارنة مع نوفمبر 2009، عندما بدأنا هذه المهمة لأول مرة أشعر بالتفاؤل الشديد. وأنا واقعي بشأن التحديات التي نواجهها والعقبات التي لا يزال علينا التغلب عليها، ولكن أشعر بتفاؤل شديد بشأن الطريق الذي قد تسير فيه هذه الدولة مستقبلا.

* الجنرال كولدويل في سطور

* تولي لفتنانت جنرال ويليام بي كولدويل قيادة بعثة الناتو التدريبية في أفغانستان والقيادة الانتقالية الأمنية المشتركة في أفغانستان في نوفمبر عام 2009 بعد خدمته كقائد لمركز الأسلحة المشتركة في الجيش الأميركي وفورت ليفنوورث لمدة 28 شهرا، قاد خلالها تحولا في عقيدة الجيش الأميركي من خلال تطوير دليل العمليات ودليل عمليات الاستقرار ودليل مساعدة القوات الأمنية. دفعت هذه الإصدارات إلى التجديد داخل الجيش من أجل التعامل مع العمليات المعقدة الراهنة. قبل تكليفه بهذه المهمة، كان لفتنانت جنرال كولدويل متحدثا باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق أثناء عملية تحرير العراق، ونائبا لرئيس الأركان للتأثيرات الاستراتيجية. وقبل ذلك، قاد فرقة 82 المحمولة جوا لمدة 25 شهرا، وتقدم عمليات الدعم المدني والإغاثة الإنسانية بعد إعصاري كاترينا وريتا. جاءت قيادته لفرقة 82 المحمولة جوا بعد خدمته كنائب مدير عمليات القيادة الأميركية في المحيط الهادي؛ ومساعد قائد فرقة المشاة 25.

جاء تكليف لفتنانت جنرال كولدويل في سلاح المشاة بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت عام 1976. وتقلد مناصب قيادية في وحدات المشاة المحمولة جوا والآلية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط والبلقان والكاريبي، ومنها قائد كتيبة في فرقة المشاة 25 ولواء في الفرقة الجبلية العاشرة. بالإضافة إلى ذلك، تولى مناصب تدرجت: من كبير المساعدين العسكريين، إلى مساعد وزير الدفاع؛ ومن مساعد تنفيذي إلى رئيس الأركان؛ وزميل البيت الأبيض؛ ومسؤول سياسي عسكري في هايتي أثناء عملية استعادة الديمقراطية؛ ومسؤول العمليات في اللواء الثالث في الفرقة 82 المحمولة جوا أثناء عملية بنما. حصل جنرال كولدويل على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية ومن كلية الدراسات العسكرية المتقدمة في كلية قيادة الجيش وأركان الحرب الأميركية. كما التحق بكلية جون كينيدي للحكم بجامعة هارفارد كزميل كلية الخدمة. والتحق أيضا بمدرسة إنترناشونال شيب الثانوية في مونس ببلجيكا من عام 1968 إلى 1970. تشمل الجوائز والأوسمة التي حصل عليها لفتنانت جنرال كولدويل ميدالية الناتو في الجدارة، وميداليتين في تميز الخدمة، وثلاث ميداليات في تفوق الخدمة، وثلاثة أوسمة استحقاق، ونجمتين برونزيتين، وأربع ميداليات في الخدمة الإنسانية، ووسام الخدمة التطوعية العسكرية المتميزة، وصليب الاستحقاق من لويزيانا. وحصل أيضا على شارة تعريف الخدمة الرئاسية، وشارة مكتب وزير الدفاع، وشارة هيئة الأركان المشتركة. ويحمل أيضا شارتي ضابط المشاة الخبير والمقاتل، وشارة عمليات القتال، وشارات قفز بالمظلات ألمانية وكندية وبريطانية وأيرلندية. واعتبر لفتنانت جنرال كولدويل عضوا شرفيا في نادي سيرجنت أودي ميرفي، وعضو شرفي في مؤسسة ذا روكس لعام 2008. وفي عام 2007، حصل على الميدالية الذهبية للقائد الأعلى للمحاربين القدامى في الحروب الأجنبية وشهادة تقدير.