المعارضة الليبية تقدم مذكرة للجامعة العربية للاستفسار عن تقديم الجزائر دعما عسكريا لنظام العقيد القذافي

الهوني: لا نشكو الجزائر.. والمجلس الانتقالي حريص على حسن العلاقة والجوار

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أرسل مذكرة صباح أمس إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، يطلب فيها إجراء اتصالات مع الجزائر، وتكليف لجنة للتحقيق حول بعض الخروقات المشبوهة التي قام بها سلاح الجو الجزائري، وكذلك الخطوط الجوية الجزائرية لنقل معدات عسكرية وأسلحة ومرتزقة لنظام العقيد معمر القذافي.

وحصلت «الشرق الأوسط» على نص المذكرة، التي تضمنت ثلاث صفحات حول هذا الدعم بالأرقام والوثائق التي تؤكد نقل الدعم من الجزائر إلى طرابلس من سلاح وعتاد ومقاتلين.

جاء في المذكرة أن جمعية التضامن لحقوق الإنسان حصلت على وثائق رسمية تثبت قيام سلاح الجو الجزائري، والنقل الجوي، وشركة الخطوط الجوية الجزائرية برحلات خاصة لصالح نظام القذافي في الحرب التي يشنها على الشعب الليبي منذ منتصف شهر فبراير (شباط) وهو الأمر الذي يعد مخالفة صريحة لقوانين النقل الجوي التي تنص عليها المواثيق الدولية متمثلة في المنظمة الدولية للطيران المدني، ومنظمة النقل الجوى الدولية.

وتضمنت المذكرة بيانات بشأن 15 رحلة طيران حطت في مطارات طرابلس والمعتيقة والأبرق. ويلاحظ أن الرحلات التي قام بها سلاح الجو الجزائري لا تحمل أرقاما؛ الأمر الذي يشير إلى سرية هذه الرحلات، وهو ما يعد مخالفة قانونية.

وتتضمن المذكرة توضيحات حول رحلات سلاح الجو الجزائري، التي تؤكد جلب مرتزقة أجانب، واستئجار طائرات مدنية من شركات خاصة للغرض نفسه. وتزامن ذلك مع شن حرب قامت بها كتائب القذافي ضد المدنيين العزل.

ولفتت المذكرة إلى أن ملف نظام القذافي ضد شعبه أحيل لمحكمة العدل الدولية لدراسته، مشيرة إلى أن كل من ساهم في إعانة القذافي سوف يتحمل التبعات القانونية كافة.

وذكرت المذكرة أن المادة 7 من البرتوكول الأول الإضافي لاتفاقية جنيف المبرمة في أغسطس (آب) 1949 المتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة نص في الفقرة الثانية على أن المرتزق هو أي شخص يتم تجنيده محليا أو في الخارج ليقاتل في نزاع مسلح.

واستندت المذكرة إلى ما نشر في صحيفة «الخبر» الجزائرية خلال أسابيع مضت بأن رحلات جوية هبطت في مطار عقبة بليبيا، محملة بأسلحة وأفراد من المرتزقة، كما وقع في يد الثوار أفراد مرتزقة يحملون الجنسية الجزائرية. وأضافت المذكرة أنه سيكون من حق المجلس الانتقالي استجوابهم، وإظهار حقيقة الأمر أمام العالم بالتنسيق مع الجهات والمنظمات الدولية ذات العلاقة.

وفي سياق ذلك، أوضح السفير عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الانتقالي في مصر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه المذكرة التي تم تقديمها إلى الأمين العام للجامعة العربية ليست شكوى ضد الشقيقة الجزائر بقدر ما هي استفسار وعتاب في إطار الأخوة والمحبة والجيرة بين الشعبين الجزائري والليبي». وقال: «نحن حريصون على حسن العلاقة مع الجزائر، ونستغرب من تصريح الأخ عبد العزيز بلخادم بحق المجلس الانتقالي».

من جهته، رفض سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية، عبد القادر حجار، التعليق على ذلك.