المجلس العسكري يحذر من محاولات زرع الفتنة

هدوء في قنا والمنيا.. ومسيرة لسلفيي الإسكندرية

TT

شهدت محافظة الإسكندرية، شمال غربي القاهرة، مسيرات احتجاجية شارك فيها الآلاف من التيار السلفي، مطالبين السلطات المصرية بالتدخل لحماية من قالوا إنهن «مسيحيات تحتجزهن الكنيسة بعد دخولهن الإسلام». يأتي هذا في وقت شدد فيه المجلس العسكري الحاكم في البلاد على عدم التهاون مع محاولات زرع الفتنة بعد أحداث العنف والمظاهرات التي وقعت خلال الأيام الماضية في مدينتي أبو قرقاص وقنا في صعيد مصر، جنوب القاهرة.

وخرج الآلاف من المنتمين للتيار السلفي بمدينة الإسكندرية في مسيرة احتجاجية أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل بوسط المدينة، احتجاجا على ما قالوا إنه «مقتل سلوى»، وهي امرأة مصرية مسيحية. وطالب المتظاهرون بمحاكمة أشقائها بعد أن اتهموهم بالوقوف وراء قتلها عقابا لها على تغيير دينها، كما دعا المتظاهرون السلفيون إلى الإفراج عمن يعتقدون أنهما فتاتان مسيحيتان، هما وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، قائلين إن الكنيسة تحتجزهما منذ عدة أشهر بعد إسلامهما، وهي القضية التي شغلت الرأي العام المصري منذ العام الماضي.

وطالب الشيخ أحمد المحلاوي، إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية الذي تقدم المسيرة، كلا من المسلمين والمسيحيين بالتوحد كما كانوا خلال ثورة «25 يناير»، قائلا: «نحن كمسلمين في حاجة إلى المسيحيين؛ لأنهم من نسيج الوطن، والمسيحيون في أشد الحاجة إلينا».

وأضاف المحلاوي: إذا كانوا يشكون عدم السماح لهم ببناء الكنائس، فنحن نرحب بحصر عدد المساجد ومساحتها، وكذلك الكنائس ومساحتها، وحساب نسبها إلى الأعداد، وإذا تبين أن هناك نقصا في كنائس المسيحيين، فأنا أول من يتبرع لبناء الكنائس اللازمة لهم».

ورفع المتظاهرون السلفيون في الإسكندرية لافتات تقول: «عايز أختي كاميليا»، و«أخمدوا نار الفتنة وأطلقوا سراح المسلمات»، و«هذه ليست فتنة طائفية.. هذه قضية إنسانية»، و«ارفع رأسك فوق.. أنت مسلم»، و«أول مطلب للجمهور ان كاميليا تشوف النور».

وفي قنا بجنوب مصر، قرر المتظاهرون، الذين يطالبون باستقالة المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل، تعليق الاعتصام وإلغاء المظاهرة المليونية التي كان مقررا لها أمس، حتى يتمكن المسيحيون من الاحتفال بعيد القيادة الذي حل موعده أمس، وحتى يتمكن المسيحيون من الذهاب إلى الكنائس، ورددوا خلالها: «الجيش والشعب إيد واحدة»، بينما بقي عدد قليل بميدان عبد الرحيم القنائي بوسط المدينة لتنظيم حركة المتظاهرين. وقال شهود عيان: إن عددا آخر من المتظاهرين ظلوا مرابطين فوق شريط السكة الحديد لمنع حركة سير القطارات بين جنوب البلاد وشمالها.

وواصل المتظاهرون رفضهم القاطع لفتح شريط السكة الحديد بعد محاولات عدد من قيادات الجيش التفاوض مع المتظاهرين لفتح شريط السكة الحديد، إلا أن المتظاهرين أصروا على الرفض حتى يصدر بيان رسمي عبر التلفزيون المصري يؤكد رحيل المحافظ الحالي.

وفي المنيا بصعيد مصر، ساد الهدوء مدينة أبو قرقاص (التي تبعد 20 كم عن المنيا) والتي شهدت أحداث شغب مؤخرا، والتزم المسلمون والمسيحيون منازلهم ولم يخرج غالبيتهم إلى الشوارع. وبينما أكد الشيخ قطب علي، إمام مسجد ناصر بأبو قرقاص، على أن الخطباء اتفقوا على أن التصرف الأمثل في مثل هذه الأوقات التي تثار فيها الفتنة هو الهدوء والحرص قدر الإمكان على عدم الخروج لمنع أي توتر.

من جانبه، أكد الدكتور شرف أن مصر تحترم طوائفها كلها ولا تقبل تهميش أي طائفة وتسعى لإدماج الجميع للعمل من أجل التنمية، مشيرا إلى أن أي أحداث طائفية هي أمور غريبة على الشعب المصري.