«ويكيليكس» تكشف انتهاكات حقوق الإنسان في غوانتانامو

المعتقل ضم مرضى عقليين وعجائز وأبرياء بجانب المشتبه في صلتهم بالإرهاب

لقطة جماعية لسجناء معسكر «أشعة إكس» في غوانتانامو (رويترز)
TT

نشر موقع «ويكيليكس» الإلكتروني وثائق سرية للجيش الأميركي تتحدث عن أكثر من 700 سجين في معتقل غوانتانامو سيئ السمعة. وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية الصادرة أمس، أن تلك الوثائق تكشف أن انتهاكات حقوق الإنسان كانت من سمات المعتقل الأميركي بكوبا. وجاء في تقرير الصحيفة أن 160 مشتبها فيهم ظلوا معتقلين لسنوات كثيرة، رغم أنهم ليسوا على صلة بتنظيم القاعدة، ولم يصنفهم الجيش الأميركي على أنهم خطيرون. وأضافت الصحيفة أن من بين المعتقلين رجل يبلغ من العمر 89 عاما، ويعاني من الخرف والاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى أفغاني كان يبحث عن ابنه في موطنه، لكنه وقع في أيدي الجيش الأميركي، وتم نقله إلى غوانتانامو. وكشفت الوثائق أنه كان يتم اعتقال مرضى عقليين وعجائز وأبرياء في غوانتانامو، بجانب الأشخاص المشتبه بصلتهم بالإرهاب. وجاء في التقرير أن المعسكر يخدم الجيش الأميركي في المقام الأول، للحصول على معلومات من السجناء، ولم تتطرق الوثائق إلى أساليب الاستجواب داخل المعتقل. وأشارت الوثائق إلى أن 143 شخصا مشتبها فيهم قبعوا في المعتقل لمدة تزيد عن 9 سنوات. يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد من قبل بغلق معتقل غوانتانامو، ونقل المعتقلين إلى المحاكمة أمام نظام المحاكم المدنية الأميركية، ولكنه لم يقرر شيئا منذ ذلك الوقت، وجرى نقل أكثر من 600 معتقل إلى دول أخرى منذ فتح السجن عام 2002.

وتكشف الوثائق السرية التي نشرتها عدة وسائل إعلام إخبارية أخرى حول العالم أن معظم السجناء الباقين البالغ عددهم 172 مصنفون بأنهم «مصدر خطر كبير» بمعنى أنهم يمثلون خطرا على الولايات المتحدة وحلفائها إذا أفرج عنهم دون إعادة تأهيل أو إشراف كافيين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته في وقت متأخر أمس أن الوثائق التي سربها موقع «ويكيليكس» تظهر أيضا أن نحو ثلث السجناء الذين تم إرسالهم إلى دول أخرى والبالغ عددهم 600 صنفوا كـ«مصدر خطر كبير» قبل الإفراج عنهم أو تسليمهم لحكومات أخرى احتجزتهم. وأضافت الصحيفة أن الملفات التي أعدت في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش تظهر أيضا أن عملية جمع معلومات المخابرات تمت بطريقة غير مهنية في مناطق الحرب مما أدى إلى سجن أبرياء لسنوات نتيجة أخطاء في تحديد الهوية أو لمجرد سوء الحظ. وقالت الصحيفة إن الوثائق لا تتحدث عن استخدام أساليب الاستجواب القاسية في غوانتانامو وهو الأمر الذي أثار إدانة دولية. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل عامين بإغلاق المعتقل الموجود في قاعدة للبحرية الأميركية في كوبا لكن الأمر لم يحسم بعد بسبب مشكلات قانونية. وندد مسؤولون بإدارة أوباما بتسريب الوثائق لكنهم قالوا إن المادة قديمة.

وهذه هي أحدث دفعة من الوثائق السرية الأميركية التي ينشرها موقع «ويكيليكس» والذي كان فيما سبق قد نشر تقارير عن حربي أفغانستان والعراق فضلا عن 250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأميركية. ومنذ مايو (أيار) من العام الماضي يحتجز الجندي الأميركي برادلي مانينج، 23 عاما، المتهم بتسريب وثائق سرية لـ«ويكيليكس».