السياسيون الشيعة في العراق يفضلون بقاء نظام البعث السوري

الشيخ الصغير: سنكون أكبر المتضررين

TT

يفضل الشيعة في العراق عموما، الذين يحكمون البلاد منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 2003، بقاء نظام حزب البعث السوري، خشية وصول السنة إلى سدة الحكم في دمشق، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تعكير الأجواء في العراق، وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وإذا كان العراق رسميا، وعلى لسان رئيس وزرائه نوري المالكي، قد برر المظاهرات في الدول العربية بسبب «الطغيان» و«الاضطهاد» الذي تعانيه الشعوب العربية، فإن رجال السياسة الشيعة يبدون أكثر حذرا.

ويقول الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أحد أبرز الأحزاب الدينية الشيعية في العراق: «صحيح أن حزبي البعث في البلدين حملا الاسم نفسه، لكن هناك فارقا كبيرا».

ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «سورية وقفت مع المعارضة (العراقية) بكل مناحيها، لكن لا يمكن أن نتحدث عن الاثنين (بالطريقة نفسها). فهناك فرق بين النظام المجرم الذي حكم العراق باسم حزب، وبين حزب البعث في سورية».

وبحسب الصغير فإنه «يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العراق سيكون أكبر المتضررين من عدم استقرار الأوضاع في سورية».

وأعرب الصغير عن خشيته من وصول السلفيين إلى السلطة في سورية، مؤكدا أن هذا سيجعل «المشكلة الطائفية تتعاظم» في المنطقة.

من جانبه أعرب خالد الأسدي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، عن قناعته بأن «معظم الذي يجري في سورية مفتعل وليس شيئا جذريا أو أساسيا أو شعبيا مائة في المائة».

وأشار إلى أن «هناك عناصر أجنبية تتدخل في الوضع السوري، الأمر الذي نرفضه كما رفضناه في البحرين»، مشيرا بذلك إلى موقف بغداد الذي انتقد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين.

وقال الأسدي: «نعتقد أن تدخلا أو تحريضا طائفيا أو عنصريا في الوضع سيمس القضايا العربية الأساسية ويؤثر علينا في العراق بشكل مباشر»، مشيرا إلى أن «معظم التدخلات جاءت من هذا الجانب أو الجانب المحاذي للعراق».

وتابع «وبالتالي نحن نترقب ونتحسس الوضع السوري عن غيره من مناطق العالم العربي، ونعتقد أنه من الضروري عدم التدخل، بل من الخطأ الكبير التدخل في الشأن السوري».

من جهته، يؤكد لطيف العميدي الطالب في المدرسة الإسلامية في مدينة النجف المقدسة جنوب بغداد، على خشيته من «وصول السلفيين إلى السلطة في سورية، كما حصل في السابق في الكثير من مدن محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى».