عرض مفاجئ للحمام الطائر يؤكد تصاعد المقاومة السرية ضد القذافي في طرابلس

قوات القذافي تدك مصراتة بالصواريخ والقذائف ومصرع وإصابة 90 شخصا

TT

تحدث ناشطون ليبيون أمس عبر صفحات «فيس بوك» و«توتير» عما وصفوه بـ«عرض تحدّ» نفذه بعض شباب العاصمة طرابلس بحي الدريبي، عبر إطلاق مجموعة من طيور الحمام المعروف بـ«الشقلابو» ربطت بأرجلها أعلام الاستقلال التي تعبر عن تأييد المجلس الانتقالي الوطني المعارض للقذافى والممثل للثوار.

وقال «ائتلاف ثورة شباب طرابلس» إن هذا المشهد غير المسبوق أدى إلى تجمع عدة مئات من المواطنين الذين اصطفوا وسط الشارع الرئيسي لمشاهدة «عرض التحدي»، وسط ربكة من الكتائب الأمنية الموالية للقذافى.

وبحسب ما قاله الائتلاف، فقد أطلق عناصر من هذه الكتائب، الرصاص الحي لترهيب المشاهدين ومنع الطيور من التحليق. وأظهر شريط فيديو مصور تناقلته المواقع والصفحات الليبية على الإنترنت ظهور علم الاستقلال على مبنى يخص إحدى الكليات الجامعية في العاصمة طرابلس، في ما بدا أنه تعبير عن المقاومة السرية لنظام القذافي الذي يجادل على الدوام بأنه ما زال يتمتع بتأييد سكان العاصمة البالغ عددهم نحو مليون ونصف مليون نسمة.

ومؤخرا بدأت تظهر فيديوهات ولقطات مصورة لمواطنين ليبيين على موقع «يوتيوب» الشهير لنشر لقطات الفيديو، تبين قيام ناشطين ليبيين بتتبع كتائب القذافي الأمنية وهى تمشط ليلا شوارع طرابلس التي غالبا ما تبدو شبه مهجورة طيلة ساعات النهار.

كما كشف شباب ائتلاف طرابلس النقاب عن أن قوات القذافي نقلت أعدادا كبيرة من صواريخ «غراد» إلى مدينة الزاوية خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لكسر مقاومة الثوار الذين يحتمون داخل المدينة التي شهدت مؤخرا عمليات كر وفر بين الطرفين. وعلى الرغم من أن نظام القذافي أعلن عن وقف القتال في مدينة مصراتة التي يحاصرها منذ نحو ثمانية أسابيع، فإن قوات القذافي العسكرية واصلت قصف المدينة بصواريخ «غراد» والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن مصرع وإصابة تسعين شخصا على الأقل.

وقال المهندس أحمد القاضي الذي يعمل في محطة «صوت ليبيا الحرة» الموالية للثوار في مصراتة إن الكتائب الأمنية والقوات العسكرية التابعة للقذافى قصفت الأحياء المدنية بشكل عشوائي وعنيف للغاية، مشيرا إلى أن الجثث تأتي إلى المستشفى محروقة. وتابع: «60 جريحا و30 شهيدا مع مطلع صباح أمس، هذه الحصيلة خلال الـ12 ساعة الماضية».

ونقل موقع «جيل ليبيا» الإلكتروني عن مصادر طبية وإغاثية تحذيرها من وقوع مذبحة جديدة في مدينة مصراتة بعد تعرضها لقصف صاروخي عنيف لم تشهده المدينة من قبل. وقال سكان إن القصف لم يكن بدبابات أو قذائف «هاون» بل من المرجح أن يكون بصواريخ «سكود» أو ما يقاربها، وأشاروا إلى أنه تم نقل عائلات بأكملها لمستشفى المدينة الذي بات يعج بالجثث والجرحى.

وقال شهود عيان إن قوات القذافي تقوم بتفخيخ أي مكان كانت موجودة فيه، وإنها تعمل على زرع الألغام في المنازل والمباني والشوارع بالمدينة. وقال عبد الحفيظ غوقة الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافى في مدينة بنغازي إن انسحاب كتائب القذافي من مصراتة كان بفعل الثوار، مشيرا إلى أنها تتمركز حاليا في المنطقة الغربية من المدينة تحديدا عند منطقة زاوية المحجوب، إلى جانب قصف المدينة من مدخلها الشرقي بقذائف «غراد».

وتمثل مصراتة، التي تعتبر ثالثة كبريات المدن الليبية، أهمية عسكرية واستراتيجية كبيرة لنظام القذافي ليس فقط باعتبارها أول مدينة في المنطقة الغربية تنتفض ضده لمطالبته بالتخلي عن السلطة التي يقودها منذ نحو 42 عاما، لكن أيضا لكونها مدينة تجارية تضم نحو نصف مليون نسمة.

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم المجلس الانتقالي أن قرار إرسال واشنطن طائرات من دون طيار كان استجابة لمطالب حلف «الناتو» الذي يحتاج إلى مزيد من الطائرات لحماية المدنيين. وتحدث غوقة خلال مؤتمر صحافي في بنغازي، عن خروج مظاهرات في منطقة الهضبة الخضراء ضد القذافي، وتمكن الثوار من رفع علم الاستقلال، قبل تعرضهم لإطلاق الرصاص من قبل كتائب القذافي. وأضاف أن باب العزيزية حيث مقر إقامة القذافي في طرابلس شهد إطلاق نار كثيفا، مما دعا النظام إلى إشاعة أن بعض جماهير مدينة بنغازي خرجت في مظاهرات مؤيدة للقذافي، وأن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي قد تعرض للاغتيال، وذلك لتغطية ما يحدث في طرابلس.