وفد رسمي تركي في دمشق لـ«توجيه» الأسد نحو «التغييرات الديمقراطية»

غل: بدأنا مطالبة الرئيس السوري بالإصلاح منذ «ثورة تونس».. ومن يلعب مع الوقت يتجاوزه

TT

يبدأ اليوم وفد تركي رسمي، يمثل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، زيارة رسمية إلى دمشق، التي وصلها مساء أمس بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي بحث خلاله «الملف السوري» بحضور السفير التركي في دمشق عمر أونهون، الذي وضع القيادة الأمنية – السياسية لتركيا في أجواء الوضع القائم في سورية منذ اندلاع الاضطرابات ونتائج لقاءاته المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء عادل سفر، الذي نقل عنه السفير التركي أنه سيتم إعداد سلسلة من الإصلاحات وعرضها على الأحزاب السياسية والحكومات المحلية للموافقة عليها في الأيام المقبلة.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن زيارة الوفد هي «جزء من جهد يرمي إلى المساهمة في عملية إصلاح الإدارة السورية لتوجيه الرئيس بشار الأسد نحو التغييرات الديمقراطية». ويضم الوفد مسؤولين رفيعي المستوى بالإضافة إلى خبراء سياسيين واقتصاديين من أجل تقديم تجربة الإصلاح في تركيا للسوريين، لا سيما في مجال الإدارة العامة. وأوضحت المصادر أن الوفد يتضمن مسؤولين أمنيين سيضعون خبرتهم بتصرف السوريين في مجال «حفظ الأمن والتعامل مع التظاهرات بما يضمن أمن الجمهور ويمكن - في الوقت نفسه - الشعب السوري من التعبير».

وأشارت المصادر التركية إلى أن أنقرة لن تذهب إلى حد «المطالبة بتغيير النظام في سورية.. على الرغم من خيبة الأمل جراء بطء السلطات السورية واعتمادها (لعبة الوقت) لبدء عملية الإصلاح»، موضحة أن «أنقرة تفضل إعطاء فرصة لنظام الأسد، بدلا من المطالبة بتغيير النظام».

وقال مصدر دبلوماسي تركي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وفدا يقوده مبعوث خاص لأردوغان سيقوم بعد الاجتماع بالتوجه إلى العاصمة السورية. وقال مصدر رسمي إن المبعوث التركي إلى دمشق سيضغط على حكومة الأسد من أجل إطلاق إصلاحات، فضلا عن «نقل نصائح ومقترحات» في هذا الإطار.

وأضاف المصدر أن «هناك مشاكل مؤسساتية حقيقية في سورية ويجب التغلب عليها»، مشيرا إلى أن الرسالة التي سيتم نقلها تدعو على وجه الخصوص إلى وضع نهاية لاستخدام العنف من قبل القوات السورية ضد المتظاهرين وتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية فورية.

وكشف الرئيس التركي عبد الله غل أن بلاده قد بدأت في الضغط على الأسد للشروع في الإصلاحات بعد تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقال لصحيفة «حريات» التركية على هامش زيارته إلى النمسا «البعض لا يقبل التغيير.. وهؤلاء لا فرصة لديهم على الإطلاق.