مصر: «الحزب الوطني» يفجر خلافات بين مرشح الرئاسة عمرو موسى وائتلاف ثورة 25 يناير

أمين الجامعة العربية نفى علاقته بالحزب المنحل.. وقال إن عمله وزيرا لخارجية نظام مبارك «كان لصالح الشعب»

عمرو موسى
TT

في ثاني جولاته لعرض برنامجه الانتخابي في صعيد مصر، تعرض عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، لاعتداء من شباب ائتلاف ثورة 25 يناير خلال مؤتمره بمحافظة الأقصر، بينما أعلن مصدر بحملة موسى الانتخابية أن عددا من أبناء الأقصر قدموا اعتذارا لموسى عقب الشغب الذي حدث في مؤتمره الانتخابي، إلا أن عضوا بائتلاف الثورة بالأقصر نفى لـ«الشرق الأوسط» تقديم أي اعتذار لموسى.

وكان عدد من شباب ائتلاف شباب الثورة المصرية التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل شهرين، قد اعتدوا على المشاركين في مؤتمر عمرو موسى الذي عقد بفندق «إيزيس» الأقصر لإعلان برنامجه الانتخابي، ضمن جولاته التي بدأت قبل يومين بمحافظة أسوان، وتستمر لمدة 5 أيام في محافظات بصعيد مصر. واتهم شباب ائتلاف الثورة موسى بالاستعانة برجال الحزب الوطني المنحل، مرددين شعارات «يا عمرو بيه يا عمرو بيه الحزب الوطني بيعمل إيه؟».

كما شهد المؤتمر عدة مداخلات من الحضور، وسأل أحد الشباب موسى: «هل ما زلت تحتفظ بكارنيه الحزب الوطني؟»، فرد موسى قائلا إنه «وبوضوح، لا أحتفظ به لأنني لم أكن أحمله أصلا، فأنا لم أنضم إلى الحزب الوطني ولم أكن عضوا في أي حزب».

وردا على ما يتردد عن انتمائه إلى النظام السابق، قال موسى: «أنا كنت وزير خارجية الشعب المصري ولم أكن قط وزير خارجية النظام. وقد انحازت وزارة الخارجية المصرية في الفترة من عام 1991 وحتى 2001 إلى سياسات الشعب المصري في الخطاب الخارجي، ولم تلتزم بسياسات النظام في هذه المرحلة، ولهذا تم إقصائي».

من جانبه أكد يوسف العريني عضو ائتلاف شباب الثورة بالأقصر أن ائتلاف الثورة لاحظ حضور قيادات الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا) المنحل حاليا بحكم القضاء وأعضاء المجالس المحلية، بصحبة موسى، وقيامه بعقد اجتماع معهم في فندق «سونستا» ظهر أول من أمس، وتجاهل ائتلاف الثورة نهائيا.

وقال العريني لـ«الشرق الأوسط» إنه «في المؤتمر الجماهيري الذي عقد الليلة الماضية بفندق (إيزيس) الأقصر، لوحظ أن أغلب الحضور من رجال الحزب الوطني المنحل، وقبل أن يبدأ موسى في الحديث طالبه شباب الائتلاف أن يخرج إلى الجماهير في الشارع، وهو ما اعترض عليه رجال الحزب الوطني، ورفضوا خروج موسى، ما جعل أعضاء شباب الائتلاف يقومون بسبّ رجال الحزب الوطني وموسى».

وتابع العريني قائلا إن تصرف الشباب دفع موسى للرد بقوله: «مفيش حاجة اسمها وطني لا قضائيا ولا شعبيا»، في تحايل منه على الموقف، حسب العريني الذي أردف موضحا بقوله: «عقب ذلك قام شباب الائتلاف بتوجيه السباب والشتائم لموسى واتهموه بأنه من أتباع النظام السابق الذي أسقطته الثورة المصرية وأطاحت بالرئيس المصري السابق مبارك، لافتا إلى أن شباب الائتلاف بدأ بالتعدي على الرجال المصاحبين لموسى في مشاجرة استخدمت فيها الكراسي ومحتويات قاعة المؤتمر، وهو ما دعا أمن الفندق إلى التدخل لإبعاد موسى خوفا على حياته، خصوصا بعدما هدد رجال الوطني المنحل شباب الائتلاف بإطلاق النار عليهم».

وأوضح العريني أن 4 أعضاء من شباب الائتلاف أصيبوا بجراح وتم نقلهم إلى مستشفى الأقصر الدولي في حالات حرجة، كما نفى تنظيم أي وقفات مساء أول من أمس من شباب الأقصر للاعتذار لموسى أمام الفندق الذي يقيم فيه، قائلا: «إن موسى صعد لغرفته، وبعدها غادر الأقصر وعلى وجهه علامات الضجر».

واعتبر محمد أبو صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية بالأقصر أن ما حدث في مؤتمر موسى يعد التفافا حول الثورة، خصوصا بعد استعانة موسى برجال الحزب الوطني في مؤتمره، لافتا إلى أن ما حدث في المؤتمر أكد لجميع الحضور أن موسى سيكون بديلا للنظام السابق.

وقال أبو صالح لـ«الشرق الأوسط»: «طلبنا من موسى عقد لقائه في ميدان أبو الحجاج بوسط مدينة الأقصر، وهو الميدان الذي اندلعت منه الثورة بالأقصر»، كاشفا عن أن موسى كان يقيم في الجناح الخاص بالرئيس السابق مبارك في فندق «سونستا»، وعندما شاع الأمر بين أهالي الأقصر قرر ترك الفندق والإقامة في «إيزيس» الأقصر، وعقد مؤتمره في نفس الفندق.

وأوضح أبو صالح أن مؤتمر موسى لم يحضره أي من التيارات الدينية أو الأحزاب السياسية في الأقصر، وأن دعوات الحضور كانت شخصية، من قبل رجال الحزب الوطني فقط.

في المقابل، نفى مصدر في حملة موسى ما أوردته وسائل إعلام محلية عن أن موسى التقى مع أعضاء بالحزب الوطني، وقال إنه استقبل جميع أطياف الشعب المصري والقوى الوطنية. وأكد المصدر أن عددا من أبناء الأقصر تجمعوا حول الفندق الذي يقيم فيه للاعتذار له عن الشغب الذي حدث خلال مؤتمره الانتخابي، وأن الأهالي اعتبروا المعتدين قلة أساءت التعبير والسلوك.

وقال المصدر إن «عددا من كبار العائلات ورجال الدين تقدموا لموسى بالاعتذار علنا مما بدر من بعض الشباب ومن أعضاء الوطني المنحل في قاعة المؤتمر».

وأكد المصدر أن الدعوة التي وجهت إلى أعضاء الحزب الوطني المنحل لحضور المؤتمر لم توجه من عمرو موسى، وإنما وجهت من الناشطين السياسيين والقبائل بالأقصر.

وفي وقت لاحق من يوم أمس انتقل هاني القطان رئيس مباحث بندر الأقصر إلى مستشفى الأقصر الدولي واستمع لاتهامات المصابين الذين حرروا محضرا ضد كل من عمرو موسى والدكتور محمد خليل العماري النائب السابق بالبرلمان عن الأقصر، والشيخ محمد الطيب رئيس المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة، واتهموهم بـ«السب والقذف والتعدي عليهم بالضرب». وكتب موسى على صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعي «تويتر» أنه رغم الأحداث التي شهدها مؤتمر الأقصر فإنه أصر على الاستمرار فيه وعدم المغادرة، وعبر عن سعادته ببقاء معظم الحاضرين معه قائلا: «لاحظت أن أكثر من 95% من الحاضرين قبل الصدام قد بقوا، وهذا ما ارتحت إليه كثيرا».

وأوضح موسى في رسالته أن «عددا من الشباب احتكوا بمنتمين إلى الحزب الوطني أثناء مؤتمر انتخابي حضره نحو ألف شخص، وجرت مشادة خلال المؤتمر انتهت إلى خروج بعض الشباب ومجموعة من المنتمين إلى الوطني من الاجتماع، واستؤنف الاجتماع لمدة ساعتين»، وأنه أجاب خلال المؤتمر على أسئلة الحاضرين.

وواصل موسى جولاته بصعيد مصر أمس حيث زار مدينة نجع حمادي وأدى صلاة الظهر بمسجد النجدة بالمدينة وسط نحو ألفين من مؤيديه الذين التفوا حوله حاملين صوره ولافتات ترحب بزيارته لمدينتهم. كما زار دير القديس الأنبا بضابا بنجع حمادي بقرية الغربي بهجورة، واستقبله الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي بترحاب كبير وسط أعداد غفيرة من الأقباط والمسلمين. وقال الأنبا كيرلس إن عمرو موسى يحمل تاريخا من الإنجازات في كل المناصب التي تولاها، «ونحن حين نحتفي به فإنما نحتفي بمصر العربية القومية باعتباره أمين عام جامعة الدول العربية وأبرز المدافعين عن وحدة الأمة».