15 قتيلا بينهم 10 أجانب في تفجير إرهابي يستهدف قلب مراكش

الملك محمد السادس يأمر بتحقيق شفاف.. وساركوزي يدين الهجوم «المشين والوحشي»

إخلاء ساحة الفنا بمراكش بعد انفجار أمس (رويترز)
TT

تعرضت مدينة مراكش، صباح أمس، إلى اعتداء إرهابي خلف 15 قتيلا على الأقل، بينهم 6 فرنسيين و4 أجانب آخرين، إضافة إلى أكثر من 20 جريحا، حسب مصادر رسمية. إلا أن الأنباء تضاربت حول طبيعة الاعتداء. فحسب شهادات استقتها «الشرق الأوسط» من مكان الحادث الواقع بساحة جامع الفنا، تحدث البعض عن عمل انتحاري، نفذه شاب مغربي، بينما تحدث آخرون عن شخص اعتاد التردد على المقهى، وترك حقيبة مليئة بالمتفجرات بين كراسي المقهى لتنفجر بعد ربع ساعة من مغادرته لها. كذلك، أكدت وزارة الداخلية أن الحادث نجم عن حادث إجرامي، وأنه تم فتح تحقيق لتحديد ملابسات هذا الانفجار، وأسبابه.

وأكد وزير الاتصال المغربي، خالد ناصري، لوكالة الصحافة الفرنسية أن تفجير مراكش «عمل إرهابي، إجرامي متعمد»، مضيفا أن «المغرب يواجه التهديدات نفسها التي شهدها في مايو (أيار) 2003، وسيجابهها بالفعالية والعزم عينهما».

وكان التلفزيون المغربي قدم نقلا عن السلطات الحكومية حصيلة تمثلت في 15 قتيلا، موضحا أنهم ستة فرنسيين وخمسة مغاربة وأربعة أجانب آخرين لم يذكر جنسياتهم. كذلك، قدمت القناة التلفزيونية الثانية الحكومية، في نشرة أخبار الظهيرة حصيلة أولية، وأوضحت أن الاعتداء الذي وقع بمقهى «أركانة» في ساحة جامع الفنا، نجم عن انفجار قنينات غاز، وبثت الصور الأولى للتفجير، قبل أن تعود في موجز أخبار خاص، للتأكيد أن الأمر يتعلق بحادث «مدبر».

وأمر العاهل المغربي الملك محمد السادس وزيري الداخلية والعدل، بأن تقوم السلطات المختصة بفتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب وملابسات هذا الانفجار الإجرامي، وبالتعجيل بإخبار الرأي العام بنتائج هذا البحث بما يقتضيه الأمر من شفافية، وكشف للحقيقة، ومن التزام بسيادة القانون، وحفظ للطمأنينة ولأمن الأشخاص والممتلكات، في ظل سلطة القضاء»، وذلك خلال ترؤسه مجلسا للوزراء، أمس، بفاس، حسب بيان صادر عن الديوان الملكي. كما أعلن الملك محمد السادس عن تكفله بمصاريف دفن الضحايا ومآتم عزائهم، وقدم تعازيه لأسر الضحايا، كما أوصى وزارة الصحة بالعناية بالجرحى والمصابين في الحادث.

ومن جانبه، أدان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في بيان، تفجير مراكش، واعتبره عملا «مشينا ووحشيا وجبانا أسفر عن عدد كبير من القتلى، من بينهم فرنسيون». ولم يوضح بيان ساركوزي عدد القتلى والجرحى الفرنسيين، لكنه أكد أن الرئيس «تلقى باستياء نبأ الهجوم الإرهابي الذي وقع في مراكش» في مقهى في ساحة جامع الفنا الذي يعتبر مقصدا للسياح في البلاد.

وخلف الانفجار استياء كبيرا في صفوف المراكشيين، الذين تجمهروا في محيط مكان الحادث. وفور وقوع التفجير تم إيفاد فرق الإنقاذ إلى المكان. كما حضر إلى مكان الانفجار رجال الوقاية المدنية ومختلف أسلاك الأمن، حيث تم تطويق سوق «البهجة» المحاذي للمقهى.

وتوزع أفراد الشرطة العلمية بمكان الانفجار بقصد تجميع الأدلة، حيث تم التركيز بشكل خاص على الطابق الأول من البناية، المكونة من طابقين. وقد خلف الحادث ارتباكا كبيرا وسط الساحة، خاصة أن المقهى يتوسط الساحة، فضلا عن أن التوقيت تزامن مع منتصف النهار، حيث يتم الإقبال بشكل مكثف على المقاهي والمطاعم.

وذكرت مصادر إعلامية محلية أن غالبية السياح القتلى يحملون جنسيات فرنسية. وأوردت المصادر ذاتها، نقلا عن مصادر طبية، أن جثث الضحايا وجدت بها مسامير وقطع حديد، وأن 14 من المصابين حالتهم خطرة. وعبر عدد من المراكشيين، ومن العاملين بالقطاع السياحي في المدينة الحمراء، عن تخوفهم من أن يؤثر الحادث سلبا على صورة مراكش، كوجهة سياحية.

ويعتبر مقهى «أركانة» أحد أشهر مقاهي مدينة مراكش، ويتوسط ساحة جامع الفنا، ولا تتوقف خدماته عند تقديم المشروبات، من عصائر وكؤوس القهوة والشاي، بل يقدم مطعمه وجبات للزبائن، في منتصف النهار، كما في الليل.

ويوجد بجامع الفنا عدد من المقاهي الشهيرة، مثل مقهى «فرنسا» ومقهى «الحمراء». ونظرا للإقبال الكثيف على الساحة، التي توصف بقلب مراكش النابض، فإن هذه المقاهي تغص على مدار ساعات النهار، وحتى ساعات متأخرة من الليل، بزبائن يختارون كراسي هذه المقاهي لتناول بعض المأكولات وللراحة بعد تعب التجول في الساحة.