وزير خارجية ثوار ليبيا لـ«الشرق الأوسط»: أمام القذافي مصيران.. ميلوسوفيتش أو هتلر

علي العيساوي: الاستعانة بقوات برية من دول عربية وإسلامية صديقة وارد.. وسنتقاعد بعد سقوط النظام

علي العيساوي
TT

قال علي العيساوي مسؤول الشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي المناهض لنظام حكم العقيد معمر القذافي، إن العقيد الليبي ليس أمامه سوى أن يواجه مصير الصربي ميلوسوفيتش في المحكمة الجنائية الدولية أو أن يتوجه إلى فنزويلا أو يلاقي مصير الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر.

وأكد العيساوي في حوار خص به «الشرق الأوسط» بحضور عبد المنعم الهوني ممثل المجلس لدى مصر والجامعة العربية، أن الثوار يرفضون أي وساطة أفريقية أو تركية لا تتضمن النص على رحيل القذافي وأسرته من السلطة. وكشف العيساوي أن الثوار قد يلجأون للاستعانة بقوات من دول عربية وإسلامية أو دول صديقة على الأرض إذا ما استمر قتل القذافي للمدنيين العزل، معتبرا أن الثوار ليسوا من جلب التدخل الأجنبي بل القذافي؛ عبر الاستعانة بمرتزقة قال إنهم من عدة دول من بينها تشاد وكولومبيا.

* ما هي حدود الوساطة الأفريقية؟

- نعم هناك مبادرة من الاتحاد الأفريقي يقوم بها مجلس السلم والأمن، وزارت لجنة من خمسة رؤساء دول بنغازي واجتمعت معنا، وعقدت أيضا اللجنة اجتماعا أمس في أديس أبابا وأرسلنا موفدين لمناقشة أفكار الاتحاد الأفريقي، ولكن لا يوجد أي تفاوض مباشر مع النظام أو مع من يمثلون النظام، والموفدون اجتمعوا مع اللجنة ليناقشوا الأفكار وما يمكن أن يقوم به الاتحاد الأفريقي.

* لكن رئيس المجلس قال إن المبادرة قد تجاوزها الزمن؟

- هذا شيء أساسي، وأي عملية سياسية لا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه بالنسبة لليبيين مرفوضة وبالتالي الحديث في هذا الإطار، وأي عملية سياسة تتضمن هذا الأمر فنحن على استعداد للتعامل معها والرد عليها، أما إذا كانت لا تتضمن هذا الأمر فهي غير جديرة حتى بالنظر فيها، ونحن نتحدث مع الاتحاد الأفريقي وغيره في هذا الإطار وعلى استعداد لقبول أي تحسينات أو تطويرات في أي أفكار قد كانت مثلا غير مقبولة بالنسبة لنا ولن نغلق الباب أمام أي جهود تحقن الدماء. القتال كما ذكرت فرض على الليبيين فرضا وليس هدف الليبيين في التسليح، بل الأهداف هي تحقيق المطالب المشروعة للشعب الليبي والقرار 1973 يقول في مقدمته بإنهاء هذه الأزمة بطريقة تلبي المطالب المشروعة للشعب الليبي، الذي يريد الحرية والديمقراطية والمستقبل الأفضل، ويريد تغيير ويريد أن يختار من يحكمه ومن يمثله، ولا يريد القذافي، يريد رحيله، وبالتالي أي مبادرة سياسية لا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه لا يمكن النظر فيها ولا التعامل معها.

* لماذا يصر القذافي على هذه المبادرة؟

- القذافي ونظامه غير صادقين وغير جديرين بالثقة وغير جديرين بالتعامل معهم ولا يمكن أن تتعامل معهم باطمئنان، هو ذكر 4 مرات أنه يطبق قرار مجلس الأمن بشأن قرار وقف إطلاق النار وهذا غير صحيح وذكر أخيرا أنه انسحب من مصراتة وهذا غير صحيح بل على العكس يستخدم ضدها صواريخ سكود وهي صواريخ ذات قوة تدميرية عالية وتستخدم للتدمير لمدى بعيد وبالتالي هو نظام غير صادق وغير جدير بالثقة ولا يمكن التعامل معه إلا على هذا الأساس.

* إذن فأي مبادرة حتى لو كانت من تركيا لا تتضمن رحيل القذافي مرفوضة مسبقا؟

- نعم أي مبادرة بغض النظر عن مصدرها لا تتضمن رحيل القذافي مرفوضة.

* هل تعتقد أنه بالإمكان توفير خروج آمن له الآن؟

- هو يبدو أنه اتخذ قراره بعدم الخروج وقتل الليبيين للنهاية ولآخر لحظة وإبادتهم، وبالتالي كل الناس تتحدث عن الخروج الآمن ووجود حل سياسي، نقول لهم عليهم إخراج القذافي أولا وأن يتحدثوا عن تنفيذ قرار مجلس الأمن وإيقاف إطلاق النار وعن حماية المدنيين وعن السماح للإمدادات الإنسانية والغذاء والدواء والسماح بحياة طبيعية لليبيين، من المضحك أن وقف إطلاق النار يطالب به المعتدي وليس الضحية.

* هو يقول إنه لا يشغل أي منصب في النظام، فلماذا تطالبونه بالاستقالة؟

- هو أولا يقول إنه لا يشغل منصبا ولكنه هو كل شيء لا يمكن أخذ أي قرار أو سياسة معينة دون موافقته ولكن أيضا له منصب رسمي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الذي يحرك الكتائب ويحرك الأسلحة وبيده السلاح وهو من يعطي الأوامر لقتل الليبيين وله منصب رسمي.

* هل تعني أنه المسؤول مباشرة ورسميا عن قتل آلاف الليبيين؟

- نعم هو المسؤول، هو وأبناؤه، ولهذا نرفضهم أيضا لأن أياديهم ملطخة بدماء الليبيين، فأبناؤه هم من يقودون الكتائب وهو من يحرض على قتل الليبيين وهم الذين يقودون العمليات الآن.

* كيف انتهى المشروع الإصلاحي لسيف الإسلام؟ إلى لا شيء؟

- المشروع الإصلاحي كان فيه وعود براقة وآمال كبيرة كانت محل مطالبة من معظم الليبيين، ولكن لم تكن هذه الوعود حقيقية ولم يكن هناك تنفيذ حقيقي ولم يكن هناك جدية في الأمر وإنما كان عملية تجميل لنظام قبيح وليست إصلاحات جذرية.

* من المدهش أن ينقلب الرجل هكذا؟

- ربما هذا هو الوجه الحقيقي له.

* هل صحيح أن ثنائية الحرس الجديد والقديم، كانت لضمان بقاء القذافي وعائلته في السلطة؟

- في اعتقادي هي جزء من سيناريو، معروف أن القذافي إذا أراد تنفيذ شيء نفذه، معروف أنه ليس هناك هامش لمعارضة القذافي وبالتالي هي جزء من سيناريو كنوع من الحراك بأن هناك حرية ومعارضة وخلق نوعا من الدعاية الإعلامية.

* هل انتهت إذن ثنائية الحرسين؟

- نعم، هذا هو الوجه الحقيقي انكشف الآن.

* كنت أصغر وزير في الحكومة وأصغر سفير ومن أوائل الذين استقالوا.. ألا تخشى اغتيالك؟

- هذا صحيح وحياتي معرضة للخطر ولكنها ليست أفضل من حياة آلاف الليبيين الذين ماتوا.

* تعني أن كل زملائك يحملون أكفانهم على أيديهم؟

- نعم، صحيح، أي شخص كان يعارض القذافي حتى معارضة سلمية فحياته كانت في خطر فما بالك الآن.

* هل كان خروج موسى كوسا من النظام لمصلحة الثوار؟

- خروجه يعطينا إشارة هامة جدا عما يمر به هذا النظام ونظام القذافي من فشل ذريع ومن فقدان للتوازن بسبب بشاعة هذا الجرائم لا يمكن لأي ليبي أن يقبل الآن هذه الجرائم التي تتم الآن بحق الليبيين حتى وإن كان أقرب المقربين وإذا كانت لديه قطرة دم تجري في عروقه وبالتالي ما قام به السيد موسى كوسا نحن نرحب به ونشجع الآخرين على القيام بمثل هذا الإجراء.

* كيف تقرأون الوضع في طرابلس؟ هل لديكم مصادر في داخل النظام؟

- نعم، المصادر موجودة هناك اتصالات مستمرة مع أهلنا في طرابلس، فطرابلس الآن تعاني فهي عليها قبضة من القذافي قبضة حديدية، أي تجمع أكثر من شخصين يطلق عليه النار في كل الأماكن نقاط للتفتيش كل كيلومتر أو كيلومترين، هناك نقاط ذات صعوبة بالغة في المعيشة فهناك نقص في الوقود وهناك نقص في المواد التموينية وهناك ارتفاع في الأسعار، طرابلس تعاني من جحيم لا يطاق ونحن ننصح أهلنا في طرابلس بالهدوء منعا من مذبحة كبيرة قد يقوم بها النظام إلى أن تتوفر الظروف الملائمة للتحرك.

* إذن أنت لست مع من يقولون إن الثورة في طرابلس أقل منها في بنغازي؟

- أنا أقول إن ما سيحدث في طرابلس ستشاهدونه بأعينكم وإنه لا يقل عن بنغازي أو الزاوية أو مصراتة.

* كيف تفسر وجود المئات في باب العزيزية كل ليلة؟

- هؤلاء هم جنود القذافي يلبسون ملابس مدينة عند الحاجة ويلبسون جهازا عسكريا عند الحاجة وبعض الأعوان للجان الثورية الذين ارتبط مصيرهم بالقذافي وليس لهم أي مستقبل في ظل غياب القذافي أو أي فرصة للعيش بصورة طبيعية في ظل نظام آخر غير القذافي.

* نعلم أن لديكم أشخاصا في طرابلس لماذا لم تقوموا بالإعلان عنهم؟

- حفاظا على حياتهم وهذا لأنهم موجودون بأسرهم وعائلاتهم وباقي الأسماء هي معلنة وقمنا بتشكيل فريق يسمى فريق إدارة الأزمة برئاسة الدكتور محمود جبريل.

* فهمت أنكم بصدد تطوير عمل هذا الفريق؟

- نعم، هذا صحيح ونحن بصدد توزيع هذا الفريق وتحويله لمكتب تنفيذي لإدارة الأعمال اليومية والقطاعات المختلفة كالتعليم والبنية التحتية، وهناك قطاعات كثيرة تحتاج إلى إدارة وتنظيم خاصة في هذه الظروف الصعبة وسيتوسع هذا المجلس قريبا وليشمل كل القطاعات ومن بينها الدفاع سيكون هناك مسؤول مدني عن الدفاع بحيث يكون الرأي للمدنيين والقرار للعسكريين، ولن تكون هناك سيطرة عسكرية نحن ندعو للدولة المدنية وهناك حاجة ملحة بأن يكون هناك نفوذ مدني على الدفاع وخاصة بعد أن طال أمد هذه الأزمة فنحن في حاجة إلى تنظيم هؤلاء الثوار وهؤلاء المدنيين وتدريبهم بحيث أنهم يتولون مسؤولية الدفاع عن أنفسهم بشكل منظم وفاعل.

* هل هو مجلس إدارة أزمة أم حكومة؟

- لا نقول إنه حكومة، هو مجلس تنفيذي.

* ولكن مناصبكم تماثل الحكومة؟

- نعم هي مماثلة لها.

* ولماذا لا تسمى مباشرة حكومة؟

- الحكومة يجب أن تكون منتخبة، نحن ليس هدفنا الحكم وإنما الهدف هو إنقاذ الليبيين وإدارة هذه الأزمة والتخلص من القذافي وعمل دستور وقيام انتخابات حرة ونزيهة ويختار الليبيون من يحكمهم ويمثلهم بطريقة حرة وديمقراطية ونزيهة، وبالتالي نحن لا ندعي أننا نحكم ليبيا ولا نطلب ذلك وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي اتفقوا فيما بينهم على أن لا يقوموا بترشيح أنفسهم.

* تعني أنه عندما تنتهي المهمة سيتقاعدون؟

- نعم، وهذا في النظام الداخلي؛ أنهم بعد انتهاء المهمة لن يستمروا، ولا يمكن لأحد أن يستثمر هذا الوضع بعمل شعبية له أو منصب سياسي له مستقبلا.

* لكن في العالم العربي لا يوجد دستور يحترم؟

- هذه المرحلة الحالية هي حماية المدنيين والتخلص من القذافي وبعدها سيكون هناك مؤتمر وطني ومن خلاله يكون هناك جمعية وطنية أو تأسيسية من خلالها توجد انتخابات حرة ونزيهة.

* هل تعتقد أنكم قادرون على إدارة شؤون ليبيا بعد سقوط نظام القذافي؟

- هذه المرحلة قد يكون فيها حكومة مؤقتة، لكن الوضع الحالي هو لإدارة أزمة في الفترة الانتقالية لحين وجود حكومة منتخبة والمجلس الوطني إذا نجح في المرحلة الحالية سيكون قادرا على إدارة أي مرحلة مقبلة.

* لكن ثمة فوارق في أداء المجلس عسكريا، مقارنة بالإعلام والخارجية؟

- الدفاع واضح جدا لماذا الأداء ليس في مستوى الطموح لأن هؤلاء مدنيون غير عسكريين وغير مدربين بينهم من أول مرة يقوم بحمل السلاح ولم تتأت لهم الفرصة للتدريب الكافي وبالتالي فمن الواضح وجود حاجة للتدريب وحاجة للمعدات ومناسبة لمواجهة للطرف الآخر ليكون أداؤهم جيدا، وباقي الأمور كما ذكرت لا يوجد فريق متكافئ في كافة الجهات لتولي المهمة وإنما المجلس التنفيذي سيعوض أي قصور موجود في شواهد أخرى.

* لماذا قبلتم بمستشارين عسكريين من فرنسا وإيطاليا؟

- حتى هذه الفكرة وعملية وجود القوات على الأرض إذا استمر هذا الأمر والقتل في الليبيين بهذه الطريقة لن نقف هذا الموقف إلى الأبد، فهناك خيارات مفتوحة أمام الليبيين كالتعامل بقوات عربية أو قوات إسلامية أو صديقة لإنقاذ الليبيين فهذا خيار مفتوح أمام الليبيين.

* ربما هذا يعني تعميق الأزمة؟

- ليست أزمة بل هو إحقاق الحق وتطبيق قرارات الأمم المتحدة وحماية أرواح الأبرياء فلا أعتقد بوجود أي عاقل أو أي شخص عادل يوافق على أن يقتل الناس أمام أنظار العالم دون التدخل ونحن لنا في تاريخنا وديننا أساس ولدينا حلف الفضول الذي كان قبل الإسلام وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام «لقد شهدت حلفا لو دعيت إليه لأجبت وهو حلف الفضول» وجاء من أشخاص يسمون الفضل وهو حلف يقوم على حماية الأبرياء وهذا هو شيء أساسي ونتمنى أن يكون هذا التدخل من قبل الجامعة العربية والدول العربية والدول الإسلامية ولكن إذا لم يتوفر فبإمكان القيام به أي قوى دولية.

* هل ستكون لديكم ضمانات بأن ترحل هذه القوات بعد أداء دورها؟

- هذا عندما يحين أوانها سيكون هناك ضوابط ولكني أقول إنه خيار وارد ومتاح أمام الليبيين.

* ما الذي يجعله خيارا حتميا؟

- هو تصرف القذافي ونحن نعول كثيرا على شبابنا وهذه الأزمة ليبية وستنتهي بأيد ليبية ولكننا نقول إنه خيار موجود ومتاح لليبيين.

* ثمة جدل مع الجزائر، لماذا؟

- نحن ننزعج من تصريحات الجزائر بشأن ليبيا خصوصا التصريح الأخير بأن أي مبادرة يجب أن لا تتضمن رحيل القذافي وهذا نعتبره تدخلا في الشأن الليبي فهذا شأن ليبي، الليبيون يحددون مصيرهم بأنفسهم وكنا لا نتوقع ذلك وأيضا استخدام الطائرات الجزائرية في نقل المرتزقة، لا نرغب في أي توتر مع أي دولة عربية.

* ولكن الجزائريون قد نفوا هذا رسميا؟

- نحن نتمنى من الإخوة الجزائريين التعامل مع هذه الأمور بحكمة فهناك قتل لليبيين وبموضوعية وأن ينسجموا مع الضمير العالمي في هذا الشأن.

* يصعب أن توجهوا الاتهام للجزائر بغير أدلة؟

- نحن نمتلك أكثر مما هو موجود في الإعلام.

* هل قمتم بالاتصال بالحكومة الجزائرية مباشرة؟

- لا يوجد مانع من الاتصال بالحكومة الجزائرية ولكنهم يتخذون موقفا حتى في المحافل الدولية من المجلس والليبيين، وفي الحقيقة لا نرغب في التعامل إعلاميا مع هذا الموقف حرصا على العلاقات الأخوية وعلاقات الجوار بيننا وبينهم.

* لكن إذا صمتم هم لا يسكتون؟

- نعم فلنكن نحن الطرف الأعقل والمتضرر الأكبر فتناول هذه الأمور في الإعلام يسبب صعوبة في حلها وتجاوزها مستقبلا، ولكن لدينا أكثر مما هو موجود في الإعلام.

* اتهمتم أحمد قذاف الدم ثم نفى المجلس العسكري المصري، ما القصة؟

- إذا قال المجلس المصري ذلك فنحن نثق بهم وفي تقديرهم.

* إذن فعلام بني السيد عبد الجليل تصريحاته؟

- بالتأكيد ليس من فراغ، ولكن إذا قدر المجلس المصري ذلك فنحن نثق في تقديرهم وتعاملهم مع الأمر، مصر لا يمكن أن تقوم بأي شيء يضر بليبيا.

* لكن هل هناك مصريون معتقلون بالفعل أم لا في بنغازي؟

- لا أريد أن أخوض في هذا الأمر أكثر من ذلك وهناك كما ذكرت السيد عبد الجليل لم يتحدث من فراغ ولكن إذا قام الإخوة بنفي ذلك وتأييد ذلك فنحن نثق بهم.

* هل صحيح أن أعوان القذافي في مصر يقومون بعمليات استخباراتية لصالحه؟

- نحن لدينا معلومات سنقدمها للجانب المصري في الوقت المناسب.

* هل هذه المعلومات تعني أن البعثة الدبلوماسية الليبية متورطة في قتل ليبيين؟

- لا أريد أن أخوض في التفاصيل لكن لدينا معلومات عن نشاط يقوم به القذافي وأعوانه في مصر ضد الليبيين وهذا أيضا يعرض أمن مصر للخطر، والدبلوماسيون الذين ما زالوا على ولائهم للقذافي موجودون.

* هل تعتقد أن أحمد قذاف الدم ما زال على ولائه للقذافي وللنظام؟

- هو قدم استقالته ونفى علاقته بالنظام.

* لكن اتهاماتكم الأخيرة تعني أنه نفي على طريقة التقية الإيرانية؟

- عليه أن يقنع الليبيين.

* يوجد مفقودون مصريون في ليبيا هل توجد اتصالات معهم؟

- نحن نتعاطف مع كل الأشخاص الموجودين في ليبيا ونحن على استعداد لتقديم أي مساعدة لهم.

* هل لديك أخبار عن الدول المرشحة قريبا للاعتراف بالمجلس؟

- هناك دول ستعترف بنا قريبا، دولة المغرب معنا الآن وهناك بعض الدول العربية ستقوم بالاعتراف بالمجلس قريبا.

* لماذا تلحون على فكرة الاعتراف بشرعية المجلس الانتقالي؟

- هذا ليس اعترافا بالمجلس بل هو اعتراف بالحقوق المشروعة لليبيين وليس مطلبا لأعضاء المجلس أو رئيس المجلس أو شيئا شخصيا بل هو اعتراف بأن هؤلاء الناس الذين يعيشون في هذه البقعة الجغرافية التي تسمى ليبيا لهم حقوق مشروعة ينبغي تلبيتها وهذا هو معنى الاعتراف بالمجلس الوطني.

* من يتحمل فاتورة القصف الذي يتم على أهداف قوات عسكرية تابعة للقذافي؟

- من يتحملها يتحملها، نحن على استعداد لتحملها إذا كانت تقوم بإنهاء هذه الأزمة وإخراج القذافي من المشهد الليبي.

* عفوا لكن حلف الناتو له أهداف ولن يساعدكم مجانا؟

- هذه قرارات دولية والفصل السابع ملزم بالتطبيق ولو باستخدام القوة ولكن من يتحمل الفاتورة يتحملها بالنسبة لنا تحملنا هناك ونحن تحملنا فاتورة 42 عاما مئات المليارات بسبب القذافي وأبنائه ومستعدون للتحمل.

* البعض يقول إن تحمس ساركوزي يعني أنه حصل مقدما على الثمن؟

- لا، هذا غير صحيح.

* ألم يحصل على جزء من كعكة النفط الليبي مسبقا؟

- لم تطلب فرنسا أو الرئيس نيكولاي ساركوزي أي مطلب من الليبيين ولم نقدم لهم أي شيء، ونحن نقدر هذا الموقف الفرنسي الذي منع مذبحة حقيقة كانت ستحدث في بنغازي وعدد سكانها نحو 750 ألف نسمة وكانت هناك مئات المدرعات والدبابات والمدفعية الثقيلة تتجه لبنغازي ومنعوا هذه المذبحة بالتدخل في الوقت المناسب وهذا شيء مقدر من الليبيين، وغير صحيح أن فرنسا طلبت منا أي مقابل ونحن ليس لدينا ما نقدمه بل على العكس نحن نعاني من قصور مادي.

* القذافي خاض معارك كثيرة.. هل هذه معركته الأخيرة؟

- أعتقد أنها المعركة الأخيرة، وأقول هذا بناء على ما رأيته من الشعب الليبي والشباب الليبي من تصميم وإرادة.

* أنت تعاملت مع القذافي وابنه سيف الإسلام.. ما هو تحليلك لنفسيتهم الآن؟

- هذه هي نفسية انتقام وهي نفسية تعظيم الفاتورة؛ إنه يقول أنا سأخرج ولكن سأخرج بفاتورة باهظة الثمن.

* هل تعتقد أن المحكمة الجنائية الدولية بصدد إصدار قرار قريبا باعتقال القذافي؟

- الآن توجد لجنة تقوم بجمع الأدلة والوثائق والتحقيقات وستقدم تقريرها لمجلس الأمن وأعتقد أنه يمكن أن يصدر له أمر اعتقال في حال صدرت أوامر لاعتقال يصعب حتى خروج القذافي ويصبح اعتقاله واجبا.

* لا مناص من اعتقاله في نهاية الأمر؟

- عليه أن يختار بين ثلاثة خيارات إما أن يكون مع ميلوسوفيتش في المحكمة الدولية أو مع صديقه تشافيز أو مصير هتلر.

* أنتم تقولون إنه يجب أن يذهب إلى فنزويلا؟

- ليس أمامه حل إلا أن يذهب إلى دولة غير موقعة على اتفاقية محكمة الجنايات الدولية حتى ينجو من الموت، والخيار الأفريقي ما زال مطروحا، ونحن لا نمانع.

* لكن إذا فعل، ما الذي يمنع اعتقاله لاحقا؟

- هذا موضوع يبحث في وقتها، هذا من شأن الليبيين، الآن يهمنا حقن الدماء.

* ثمة من يقول إن تشاد تدعمه بالمرتزقة؟

- توجد دول كثيرة تقوم بدعم القذافي من المرتزقة ومنها على سبيل المثال كولومبيا التي تدعم القذافي بالمرتزقة، ووجود مرتزقة من دولة معينة لا يعني أن هذه الدولة موافقة أو أن هذه الدولة تعلم.

* كيف يدخل السلاح والمرتزقة ليبيا؟

- أحضرهم القذافي بالطائرات ومن قبل الأزمة كان يقوم بإحضار مرتزقة، لم نسمع بحاكم أو رئيس استخدم مرتزقة أجانب ضد أبناء بلده، هذا شيء لأول مرة يحدث.

* هل القذافي مهووس أم يدعي الجنون؟

- يمكن أن تصفه بكل هذه الأشياء فما يقوم به الآن هو درب من الجنون والخبث والمكر ويمكن أن تصفه بأي وصف الآن.

* يوجد تباطؤ أميركي مقابل اندفاع فرنسي.. فلماذا؟

- أميركا تورطت في العراق وأفغانستان، ولا تريد أن تتورط في أوضاع داخلية وفي أوضاع تخص الشأن الأميركي وتتعلق بالكونغرس وعملية اتخاذ القرار ولا يريدون تحمل أعباء إضافية أكثر مما يتحملونها الآن ولكن لهم مجهود ولهم دور مؤيد لليبيين سواء في المحافل الدولية أو في مجلس الأمن ولكن التدخل العسكري بسيط لأن لديهم التزامات عسكرية في مناطق أخرى.

* لكن السيناتور الأميركي جون ماكين تحدث بعد زيارته لبنغازي عن وجود تنظيم القاعدة؟

- الجانب الأميركي دائما يسأل عن هذه النقطة، ما تزال في أذهانهم أحداث سبتمبر ولكن هذا غير موجود في ليبيا، كل الموجودين في هذه الانتفاضة مجمعون على العملية السلمية للسلطة واستخدام الوسائل السلمية لتداول السلطة وهناك إجماع على هذه الوسائل وهناك أيضا نبذ للعنف ولا يوجد أي نشاط لـ«القاعدة» في ليبيا حتى قبل الأحداث وأنفي وجود تنظيم القاعدة في ليبيا بشكل يمثل خطورة، قد يكون هناك أشخاص منهم يشاركون مع الليبيين الآن ونحن لا نمنعهم من ذلك، العملية القادمة سلمية والشرط الأساسي أن الكل يوافق على الدستور والانتقال السلمي للسلطة.

* الآن يتحدث القذافي عن دستور؟

- ما أستطيع أن أقوله باختصار.. لا يمكن أن يأتي من القذافي أي خير ولقد فات الأوان على ما يفعله.