اليمن: حشود مليونية غير مسبوقة تطالب برحيل الرئيس

صالح يعلن تمسكه بـ«الشرعية الدستورية» أمام أنصاره ويقيل النائب العام.. و«شباب الثورة» يكشفون عن خطة للإطاحة به

TT

شهد اليمن، أمس، مظاهرات هي الأضخم والأكبر منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي احتشد أنصاره في جنوب صنعاء لتأييده، وأمامهم اتهم المعتصمين المطالبين برحيله بأنهم «قتلة وقطاع طرق»، وأعلن تمسكه بـ«الشرعية الدستورية»، في الوقت الذي كان أصدر قرارا بإقالة النائب العام، الدكتور عبد الله العلفي، وتعيين نائب عام بدلا منه؛ دون إعلان الأسباب.

وتلبية لدعوة «شباب الثورة» خرجت حشود مليونية في معظم المحافظات اليمنية لإحياء ما سميت «جمعة الوفاء للشهداء»، وقدرت مصادر المعارضة عدد المشاركين في المظاهرات في جميع المحافظات، بأكثر من 6 ملايين شخص، ففي العاصمة صنعاء احتشد في شارع الستين الغربي زهاء المليون ونصف المليون شخص، وهناك أدوا صلاة الجمعة وقاموا بتشييع جثامين المتظاهرين الذين سقطوا، يوم الأربعاء الماضي، في قمع مظاهرة بالقرب من مبنى التلفزيون اليمني، وفي شارع الدائري الذي تقع فيه «ساحة التغيير»، أدى قرابة نصف مليون مواطن صلاة الجمعة، كما خرجت مظاهرات مليونية أخرى في تعز، وعدن، والحديدة، وحضرموت، والبيضاء، والمهرة وغيرها من المحافظات.

وهتفت حشود المتظاهرين بإسقاط النظام، وبالرحيل الفوري للرئيس علي عبد الله صالح وأبنائه وأشقائه وأبنائهم وأركان نظامه عن الحكم، وطالبت الشعارات المرفوعة بمحاكمته بسبب قتل مئات المتظاهرين خلال الأشهر الـ3 الأخيرة، كما أعلن المتظاهرون رفضهم للمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، ولما نصت عليه من ضمانات بعدم ملاحقة صالح ومن معه في الحكم قضائيا بعد التنحي.

وكما درجت عليه العادة، فقد حشد الرئيس صالح أنصاره في «ميدان السبعين يوما» المجاور لدار الرئاسة، بينما أطلق عليها «جمعة الشرعية الدستورية»، وقد توافد أنصار صالح، خلال اليومين الماضيين، من المحافظات وأدوا صلاة الجمعة في «ميدان التحرير» قبل أن يتجهوا إلى «السبعين»، وأطل صالح على مناصريه وألقى فيهم كلمة مقتضبة أدان فيها ما حدث يوم الأربعاء الماضي، وحسب روايته فإن المتظاهرين انطلقوا من حي الجامعة باتجاه «مدينة الثورة»، وذلك لـ«يحتلوا مدينة الثورة الرياضية ويعتدوا على المعتصمين المؤيدين للشرعية الدستورية»، دون أن يتطرق إلى موضوع سقوط 13 قتيلا من المتظاهرين، برصاص قوات الأمن. وأضاف صالح أمام أنصاره: «وكيف رأيتم وهم يسحبون الشيوخ ويدوسونهم ولا يحترمون الدم ولا يحترمون الشايب الكهل ولا يحترمون الشباب، هؤلاء القتلة.. يجب أن ندينهم جميعا.. يجب أن ندين قطاع الطرق وندين الخونة إدانة كاملة؛ لا للخونة ولا للعملاء»، وقال: «أحييكم يا جماهير شعبنا اليمني العظيم، رجالا ونساء، على مواقفكم الوطنية المشرفة ومشاعركم الفياضة، وأحيي روح الوفاء، ونبادلكم الوفاء بالوفاء، ونؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا الرافض رفضا كاملا للعمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية»، واعتبر الحشود المؤيدة له أنها «خير رد من جماهير شعبنا اليمني على من يسعون إلى الانقلاب على الشرعية الديمقراطية والدستورية، ومن يريدون أن ينقضوا على السلطة ويدمروا مكاسب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر (أيلول) والرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) والثاني والعشرين من مايو (أيار) وتقول نعم.. نعم للشرعية الدستورية.. لا للانقلابات ولا للفوضى ولا لقتل النفس المحرمة».

وجاء تجديد صالح تمسكه بـ«الشرعية الدستورية»، بعد موافقته وقبوله بالمبادرة الخليجية التي ينتظر أن يتم التوقيع عليها اليومين المقبلين، وبحسب المواقف الرسمية المعلنة، فإن مصطلح التمسك بـ«الشرعية الدستورية»، يعني التمسك بإكمال ولايته الرئاسية التي تنتهي في 2013، لكن صالح لم يعلن تراجعه عن قبول المبادرة الخليجية التي يرفضها «شباب الثورة»، رغم أنها تنص على أن يتنحى الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم في غضون شهر واحد، بعد أن يمنح ضمانات بعدم الملاحقة القضائية.

من جانبها أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية أن لديها «خطة لإسقاط النظام بطرق سلمية»، وقال عدد من قيادات اللجنة، في مؤتمر صحافي عقدوه، مساء أول أمس، في «ساحة التغيير» في صنعاء، إنهم لن يكشفوا عن الخطة في الوقت الراهن بسبب «الاحتياطات الأمنية»، وإن أي خطوة تصعيدية سوف يتم الإعلان عنها في حينها، وقالت اللجنة إن تسلسل الأحداث منذ بدء «الثورة» وما رافق ذلك من اعتداءات على المتظاهرين، يبين «تعمد النظام قتل المتظاهرين».