ثوار ليبيا يرفضون عرض القذافي بوقف النار: نظام طرابلس فقد مصداقيته

طرابلس تتهم الناتو بمحاولة اغتيال القذافي مجددا وترسل مبعوثين للبحث عن حل سياسي

TT

بدا أمس أن محاولة العقيد الليبي العقيد معمر القذافي إحداث فجوة وشق الصف بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمجلس الانتقالي الوطني الليبي الممثل للثوار المناهضين للقذافي، قد باءت بالفشل بعدما أعلن المجلس رفضه لعرض القذافي بوقف إطلاق النار والتفاوض إذا أوقف الحلف هجماته على المواقع والقوات العسكرية التابعة للقذافي.

وقال عبد الحفيظ غوقة الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني في بيان أصدره من مدينة بنغازي إن نظام القذافي فقد مصداقيته، معتبرا أن القذافي عرض مرارا وقف إطلاق النار ليواصل فقط انتهاك حقوق الإنسان.

وأضاف غوقة في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عبر البريد الإلكتروني، أن نظام القذافي فقد كل مصداقية، وأنه يكرر عروضه المستمرة لوقف إطلاق النار ليواصل اعتداءاته على أبسط حقوق الإنسان وقوانين الإنسانية وأمان واستقرار الأقاليم الداخلية في ليبيا.

واعتبر أن الآلاف من المدنيين البسطاء قتلوا أو تم إيذاؤهم جسديا وتم احتجاز أعداد كبيرة غير محصورة ممن تم تشويههم ولا يزالون في عداد المفقودين، مشددا على أن «وقت التسويات قد ولى، والشعب الليبي لا يمكن أن يتخيل نظام القذافي يلعب أي دور في ليبيا المستقبل». وندد المجلس في بيان إضافي منفصل بقيام ميليشيات القذافي بمنع الإغاثة من الوصول إلى مدينة مصراتة ثالث كبريات المدن الليبية التي تتعرض لحصار وقصف متواصل منذ أكثر من شهرين. وقال المجلس في البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «أكد نظام القذافي أمس أنه سيهاجم أي سفن تحاول الدخول إلى ميناء مصراتة»، مشيرا إلى أنه لاحقا تم إلقاء القبض على قوات للقذافي وهي تحاول زرع ألغام مضادة للسفن خارج ميناء مصراتة لمنع وصول أي مواد إغاثة إلى المدينة. وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس أن نظام القذافي قاس ويائس في آن واحد معا بقدر كاف يجعله يستهدف ميناء مصراتة بزرع ألغام مضادة للسفن ليعطل وصول أي مواد إغاثة لمصراتة. واعتبر أن هذه تعد حلقه من مسلسل لا يمكن إنكاره من أدلة تثبت أن نظام القذافي يستخف بالقوانين والأعراف الدولية.

وختم البيان بالقول: «نؤكد أن نظام القذافي سيهزم، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا حول ما الذي ينبغي فعله لإيقاف هذا الشر». من جهته رأى العقيد أحمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني، أن القذافي يلعب ألعابا قذرة وأن المعارضة لن تصدقه ولن تثق به.

من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي الليبي أن طائرات الناتو قد قصفت مبنى مجاورا لمقر التلفزيون أثناء بث كلمة العقيد القذافي معتبرا أن هذا يدل على وجود نية مبيتة لاستهداف القذافي شخصيا. ولاحقا قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن ما وصفته بـ«العدوان الصليبي الأطلسي» نفذ ما سمته «محاولة إرهابية جبانة جديدة لاغتيال القذافي» في الساعات الأولى من صباح أمس، مشيرة إلى أن القصف استهدف مبنى إذاعة ليبيا في طريق الشط بطرابلس أثناء بث كلمة القذافي على الهواء مباشرة إلى الشعب الليبي بمناسبة الذكرى 96 لمعركة القرضابية.

وقالت إن صواريخ طائرات الناتو أخطأت هذا المبنى، لكنها أصابت مبنى مجاورا يضم مكتب النائب العام، ومقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، واللجنة الوطنية للطفولة الواقعة بالمبنى المجاور للإذاعة، موضحة أنه قبل هذا القصف لوحظ تحليق مكثف لطيران الناتو منذ أن تم الإعلان عن أن القذافي سيتحدث إلى الشعب الليبي كما زعم التلفزيون الرسمي الذي تعرض ثلاث مرات للتشويش الواضح خلال خطاب القذافي أنه فور انتهاء القذافي من خطابه المطول خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة بنغازي تأييدا لما ورد في الخطاب، لكن مصادر الثوار في بنغازي نفت هذه المعلومات وقالت في المقابل إن نظام القذافي يواصل حربه الإعلامية لتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي حول حقيقة الوضع في لبلاد.

إلى ذلك، أعلن موسى إبراهيم القذافي الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية أن حكومته سترسل وفودا إلى أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية للعمل من أجل إنهاء الصراع في ليبيا. وقال إبراهيم القذافي للصحافيين في العاصمة الليبية طرابلس إن الحكومة لا تخشى السلام. وأضاف أن قوات القذافي عبرت إلى تونس تحت ضغط هجوم من المعارضين المسلحين لكنها لم تفتح النار على القوات التونسية وأنها استعادت منذ ذلك الحين السيطرة على المعبر الحدودي. كما ادعى أن قوات القذافي سيطرت على ميناء مصراتة، محذرا الثوار في المدينة المحاصرة من أنهم يواجهون مزيدا من إراقة الدماء إذا لم يسلموا أسلحتهم خلال أربعة أيام مقابل العفو. وقال إن الحكومة الليبية تنسق مع الحكومة التونسية لمنع وقوع كارثة على الحدود. وحمل الثوار المسؤولية عن الانتهاكات للحدود وتعهد باحترام السيادة التونسية. كما حث إبراهيم أي مقاتلين أجانب على مغادرة البلاد وإلا فسيتم القضاء عليهم، على حد قوله.