آلاف يحتفلون أمام البيت الأبيض حتى ساعات الفجر بمقتل بن لادن

أميركيون وأجانب يتوافدون إلى مقر الرئيس الأميركي فور إعلان الخبر

أميركيون يحتفلون بعد سماعهم نبأ مقتل اسامة بن لادن خارج محطة «ايه بي سي» التلفزيونية في تايمز سكوير بنيويورك أمس (أ.ب)
TT

ما لبث أن تسربت توقعات بإعلان خبر مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، أمس، حتى بدأ العشرات من الأميركيين يتجهون إلى البيت الأبيض للاحتفال بالنبأ، ليفوق عددهم الـ4 آلاف بعد انتهاء خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس ليؤكده. وسادت أجواء الاحتفال بين الأميركيين والأجانب الذين تجمعوا أمام البيت الأبيض عند الساعة الـ11 مساء أول من أمس وحتى ساعات فجر أمس. وامتزجت هتافات باسم الولايات المتحدة بومضات عدسات كاميرات المحتفلين مع رفرفة الأعلام الأميركية أمام البيت الأبيض وفي حديقة «ميدان لافيات» المقابلة.

وبطريقة تلقائية وغير منظمة، وجد سكان العاصمة الأميركية أنفسهم يتجهون إلى مقر البيت الأبيض ليل الأحد، إما مشيا وإما عبر المواصلات العامة، بينما استخدم آخرون سياراتهم ليجدوا صعوبة في الحصول على موقع لصفها بسبب ازدحام الشوارع. وكان الشاب ريان الأميركي على دراجته الهوائية يتوجه إلى البيت الأبيض وينادي على كل من يراه في طريقه: «هل سمعتم الأخبار؟ إنه مات! تعالوا معي». أما الأميركية سارة كيتون فقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إنني سعيدة، سعيدة جدا، وأشعر بانفعال لا أستطيع أن أصفه»، مضيفة: «لم أتوقع أن تكون ليلة الأحد الهادئة هكذا». فجاء خبر اقتراب موعد إلقاء أوباما خطابا في الساعة التاسعة و45 دقيقة مساء وألقى خطابه في الـ11.30 مساء، لتزداد أعداد المحتفلين بعد الساعة الـ12 منتصف الليل.

وبينما كان المحتشدون أمام البيت الأبيض يحملون الأعلام الأميركية وآخرون ينادون باسم الولايات المتحدة الأميركية، اختار آخرون غناء النشيد الوطني للتعبير عن سعادتهم. وبينما حمل شابا أميركيا علما أميركيا وهو يرفع شعار النصر، كان ينادي: «السلام.. نحن نريد السلام». ومن بين الهتافات التي نادت بها الحشود: «يو إس إيه.. يو إس إيه»، وأخرى: «عيد سعيد للولايات المتحدة» و«هذا هو يوم أميركا». وبينما لبس البعض قمصانا عليها صورة الرئيس الأميركي الحالي أوباما، من المرجح أنها تعود إلى الانتخابات الرئاسية، حمل آخرون لافتات تشيد بسلفه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وخلال دقائق من ظهور الحشود أمام البيت الأبيض، قررت الشرطة الأميركية منع السيارات من دخول الشوارع المؤدية إلى مقر عمل الرئيس الأميركي وإقامته. وقال الضابط تشارلي فاليز لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الشوارع مغلقة للسيارات وليس المارة.. سنكون هنا لفترة إلى حين تراجع الأعداد المحتشدة». ورفض فاليز الحديث عن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتُّخذت حول البيت الأبيض فجر أمس، قائلا إنه ليس مخولا للحديث عن الإجراءات الأمنية. وامتلأت شوارع واشنطن الرئيسية بأصوات أبواق السيارات، على الرغم من تأخر الوقت، كما كان من اللافت تسلق البعض الشجر وأعمدة الإضاءة في الشوارع المجاورة للبيت الأبيض. وعلى الرغم من أن مثل هذه التصرفات عادة ممنوعة في واشنطن، لم تتدخل عناصر الشرطة في تلك القضايا.

ولكن لم يكن المحتفلون من الأميركيين فقط؛ فرفع العلم الجزائري من قبل مجموعة من الشباب أمام البيت الأبيض، بينما كان هناك مشاركون في الاحتفالات من جنسيات مختلفة مثل زوار من الصين وآخرين من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط. وكان بين الحشود دبلوماسي عراقي لدى السفارة العراقية في واشنطن، يدعى أحمد نجاتي أغا، الذي قال: «من المؤكد أن هذه فرحة، ليس فقط للأميركيين، كلنا عانينا الإرهاب ونحن في العراق نعانيه منذ سنوات؛ فقد استنزف الإرهاب الشعب العراقي، فنسعد بضربة ضد الإرهاب». وأضاف: «الإرهاب استهدف الشعب العراقي بشكل مأساوي خلال السنوات الماضية، وأتذكر الليلة بشكل خاص وزارة الخارجية (العراقية) التي لم تسلم من الإرهابيين ومقتل زملائنا وإصابتهم» في أغسطس (آب) 2009.

وبالطبع، كانت هناك أصوات تدعو إلى الحذر بسبب ما قد يأتي بعد الاحتفالات في حال قررت عناصر تابعة لـ«القاعدة» القيام بعمليات إرهابية ثأرا لمقتل بن لادن. وقال ريتشارد سمان، وهو سائق تاكسي يعمل في واشنطن: «لم تحدث هجمات إرهابية على هذه الأراضي منذ نحو 10 سنوات»، مضيفا: «بات من الواضح أن (القاعدة) لم ترِد استفزاز الولايات المتحدة مجددا، لكن الآن نحن استفززناهم». وتابع بصوت حاد: «علينا أن نكون حذرين فيما نقوم به الآن».