بوش يشيد بـ«إنجاز تاريخي» لمقتل خصمه الأول

تشيني: مقتل بن لادن رسالة واضحة بأن من يهاجم أميركا يلقى عقابا

TT

عاد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى صدارة المشهد السياسي بعد الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن، وحمل المئات من الأميركيين صورة بوش إلى جوار صورة أوباما في الاحتفالات التي عمت أرجاء شوارع نيويورك وواشنطن، وحاول الجمهوريون إلصاق بعض من الفضل في قتل بن لادن إلى الرئيس بوش وتصوير الحدث على أنه استكمال للجهود التي قام بها بوش. ووصفوا عملية قتل بن لادن بأنها «مهمة تم إنجازها».

وجاءت مكالمة الرئيس باراك أوباما مع الرئيس السابق بوش في العاشرة مساء الأحد بتوقيت واشنطن لتضيف بعدا كبيرا للحدث، وقد امتدت المكالمة لمدة أربع دقائق فقط. وأشارت مصادر بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس أوباما أبلغ بوش خلال المكالمة بمقتل أسامة بن لادن وقام بمراجعة البيان الذي سيلقيه مع الرئيس بوش.

وقد أشار أوباما في بيانه إلى ما قاله الرئيس بوش من أن أميركا ليست في حرب مع الإسلام في أعقاب هجمات سبتمبر (أيلول)، مضيفا أن بن لادن لم يكن قائدا للمسلمين وإنما قاتل قام بقتل جماعي للمسلمين.

واتجهت الأضواء والأنظار إلى الرئيس الأميركي السابق مرة أخرى، الذي وقعت هجمات سبتمبر في عهده، وأعطى أوامره كرئيس للولايات المتحدة بشن الحرب التي وصفها بـ«المقدسة» ضد الإرهاب، ووعد في ديسمبر 2001 بالقبض على زعيم «القاعدة»، وتأكيداته بالقبض عليه (كما أعلن) «حيا أو ميتا، سواء بعد شهر، أو بعد عام»، لكن بوش لم يستطع تحقيق هدفه خلال سنوات حكمه.

وعقب خطاب أوباما قبل منتصف ليل الأحد، وصف بوش مقتل أسامة بن لادن بأنه «إنجاز تاريخي»، وقال «إن مقتل بن لادن يمثل نصرا للولايات المتحدة وللباحثين عن السلام في العالم، والذين فقدوا أحباءهم في 11 سبتمبر». وأضاف بوش «الحرب ضد الإرهاب مستمرة، وقد أرسلت أميركا الليلة رسالة واضحة بأنه مهما طال الوقت فإن العدالة ستتحقق». وأرسل الرئيس الأميركي السابق رسائل تهنئه إلى مؤسسات الجيش الأميركي والمخابرات، معربا لهم عن امتنانه لجهودهم في قتل زعيم تنظيم القاعدة.

وقد حاول الجمهوريون إبراز صورة الرئيس بوش في وسط الفرحة الأميركية، والتأكيد على أن رؤيته كانت صحيحة وأن وعده قد تم تنفيذه بفضل الاستخبارات الأميركية وعناصر الجيش. وهو اتجاه وصفه المراقبون بأنه رغبة في تقليص الشعبية الكبيرة التي سيحصل عليها أوباما بعد هذا الحدث، وإعطاء الفضل لجورج بوش لدعم موقف الجمهوريين في سباق الانتخابات الرئاسية القادمة.

وحرص زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب النائب اريك كانتور، على الإشادة بدور بوش وإدارته في محاربة بن لادن، قائلا «إنني أثني على الرئيس أوباما الذي اتبع خطى الرئيس بوش في جلب بن لادن إلى العدالة». واستعان بأقوال بوش السابقة في أعقاب 11 سبتمبر التي قال خلالها «سواء قدمنا أعداءنا إلى العدالة، أو قدمنا العدالة لأعدائنا، فإن العدالة سوف تأخذ مجراها». وعلق كانتور «هذه الليلة تعلمنا أن العدالة تحققت، والرجل الذي حمل على يديه دماء أكثر من ثلاثة آلاف أميركي قد مات».

وقال رئيس مجلس النواب جون بينر «إنه نبأ عظيم للشعب الأميركي، وانتصار في حربنا المستمرة ضد (القاعدة) والتطرف الراديكالي في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أن نستمر يقظين في جهودنا لمواجهة التهديدات الإرهابية».

وقال النائب الجمهوري بيتر كينغ رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب «اليوم رأى الشعب الأميركي العدالة تتحقق وحصل العدو الأول للولايات المتحدة على ما يستحقه، وقد أعلن الرئيس بوش في عام 2001 أننا لن نتعب ولن نفشل، ويستحق الرئيس بوش الكثير من الثناء لقيامه بهذه الكلمات موضع التنفيذ».

ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس (التي كانت تشغل منصب مستشار الأمن القومي الأميركي في 11 سبتمبر 2001) سعادتها بمقتل بن لادن، قائلة: «أشعر بسعادة غامرة، أنا ممتنة بما حققه الجيش الأميركي».

وعبر السيناتور الجمهوري جون ماكين والعضو الأقدم في لجنة القوات المسلحة لدى مجلس الشيوخ الأميركي أيضا عن شعوره بالسعادة، قائلا: «أشعر بسعادة غامرة لأننا قبضنا أخيرا على أكبر إرهابي في العالم، والعالم سيكون أفضل وأكثر عدلا دون بن لادن، لكننا يجب أن نتذكر أن (القاعدة) وحلفاءها الإرهابيين لم يختفوا، وعلينا أن نظل يقظين لإلحاق الهزيمة بهم».

من جهته، اعتبر نائب الرئيس السابق ديك تشيني أن «مقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية هو انتصار للولايات المتحدة وإنجاز رائع للاستخبارات والقوات العسكرية التي نفذت هذه المهمة. إن جهودهم التي لم تهدأ منذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) جعلت هذا الإنجاز ممكنا، ومكنتنا من إلقاء القبض وقتل الآلاف من الإرهابيين من تنظيم القاعدة وقياداتهم، وأود أن أهنئ الرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي».

وأضاف تشيني «(القاعدة) ما زالت عدوا خطيرا، وعلى الرغم من موت بن لادن، فإن الحرب مستمرة. إننا يجب أن نستمر في اليقظة خاصة الآن، ويجب أن نستمر في دعم الرجال والنساء في القوات الأميركية الذين يقاتلون على الجبهات الأمامية في هذه الحرب كل يوم. إن الرسالة التي قدمتها قواتنا المسلحة اليوم في غاية الوضوح (إذا هاجمت الولايات المتحدة، فإننا سنتعقبك، وسنقدمك للعدالة)».