أوباما راقب عملية قتل بن لادن عبر الأقمار الصناعية

سنوات من الانتظار انتهت خلال 40 دقيقة تابعها كبار المسؤولين الأميركيين

TT

بعد سنوات من انتظار الولايات المتحدة معرفة مكان اختباء زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، حصر مصير بن لادن في 40 دقيقة حاسمة انتهت بمقلته. ووصفت تلك اللحظات بالنسبة للمسؤولين الأميركيين بأن «الدقائق كانت بطول الأيام». وبينما كانت قوات خاصة أميركية تقوم بالعملية العالية السرية والخطورة في مدينة ابوت آباد، بجهل السلطات الباكستانية والمقيمين في المدينة الهادئة تقليديا، كانت الأقمار الصناعية تنقل صورا وتسجيلات صوتية حية إلى غرفة العمليات السرية في مقر عمل رئيس الولايات المتحدة. فاجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار مسؤوليه ظهر يوم الأحد على الرغم من أن الجداول الرسمية المعلنة للصحافيين أظهرت أن كل المسؤولين غير عاملين يومها.

وسرد المساعد الخاص للرئيس الأميركي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب جون برينان تفاصيل العملية دقيقة تلو الأخرى في مؤتمر صحافي أول من أمس، حيث قال إن مهمة العملية تطلبت «الاستعداد لكل الاحتمالات، فإذا كانت هناك فرصة للقبض على بن لادن وهو حي ولا يشكل تهديدا وبإمكان الأشخاص الذين يقومون بالعملية ذلك فكان من الممكن اعتقاله». إلا أنه تبين بان ذلك لم يكن ممكنا حيث إنه تم مواجهة بن لادن في تبادل إطلاق نار حيث تم قتله. وشرح برينان: «كنا نخطط لإمكانية (إلقاء القبض عليه) ولكن توقعنا أن يكون ذلك احتمالا بعيدا مع التوقع بأنه يقاوم الاعتقال، وهذا ما حدث».

واجتمع كل من أوباما ونائبه جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وكبير موظفي البيت الأبيض ويليام ديلي ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مالون وعدد من المساعدين في غرفة العمليات الخاصة في البيت الأبيض ظهر يوم الأحد الماضي. واجتمع المسؤولون في الساعة الثانية عشر ظهرا وبعدها التحق الرئيس الأميركي معهم عشية العملية العسكرية. وشرح برينان الذي حضر في غرفة العمليات أنه «عند بدء العملية راقبنا تقدمها دقيقة تلو الأخرى منذ بدئها في وقتها إلى تنفيذ العملية وحتى إخراج الجثمان» من الموقع. ووصف برينان فترة الـ40 دقيقة بأنها «من أكثر المراحل المليئة بالقلق في حياة المجتمعين هناك»، موضحا أن «الدقائق مرت مثل الأيام، وكان الرئيس قلقا جدا حول أمن قواتنا وهذا ما كان يدور في باله خلال الفترة كلها». وأضاف: «كنا نريد أن نضمن انتهاء المهمة ونجاحها». ووصف برينان «التشنج» في القاعة خلال إنجاز العملية والتقاط المسؤولين الأميركيين أنفاسهم، حيث كان الصمت مخيما ما عدا الأنباء المتوافدة من قائد القوات الخاصة حول العملية.

وكان القلق ظاهرا على وجوه المسؤولين الأميركيين في الصور التي التقطت خلال تلك اللحظات الحاسمة والتي وزعها البيت الأبيض. وكان قلق أوباما ليس فقط على حياة القوات الأميركية بل أيضا على إنهاء المهمة بنجاح والتأكد من أن بن لادن هو المستهدف في المجمع المحصن الذي تمت مهاجمته بعد متابعة مراسله لأشهر طويلة. وقال برينان: «عندما علمنا بنجاح اقتحام المجمع والعثور على الشخص الذين عرفوا بأنه بن لادن، تنفس المسؤولون الصعداء». وأضاف: «شعر الرئيس بالارتياح عندما غادر رجالنا الموقع ومعهم الجثمان».

وبينما رفض البيت الأبيض إعطاء تفاصيل دقيقة حول طبيعة الصور الحية التي حصل عليها أوباما وهو يراقب العملية العسكرية، أكد برينان أنها كانت «في الوقت الحقيقي» مما جعل أوباما على اطلاع كامل على العملية.

وكان من بين أكثر اللحظات تشنجا في القاعة عندما كان هناك عطل تقني في إحدى المروحيتين مما أدى إلى قرار تفجيرها واستخدام طائرة مروحية واحدة. وقال برينان: «رؤية المروحية في وضع لم يكن متوقعا كانت مصدر قلق لمن كان يتابع (من غرفة العمليات) وكان علينا التحول إلى خطة طوارئ ولكنها نجحت».

وكان الرئيس الأميركي يترقب التأكد من قتل بن لادن، وهو أمر كان تدريجيا بعد إطلاق النار عليه ومن ثم التعرف على شكله ومن ثم الحصول على نتائج الحمض النووي. وعندما تأكد من هويته، كانت لدى أوباما عبارة بسيطة ومعبرة، حيث قال: «لقد حصلنا عليه».