إسلام آباد: مكان اختباء بن لادن يثبت فشل المخابرات العالمية

كابل: كان يتحتم على باكستان معرفة مكان اختباء زعيم «القاعدة»

TT

رأى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن المكان الذي كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يختبئ فيه يثبت فشل ليس فقط الاستخبارات الباكستانية، وإنما «العالم بأسره». وقال للصحافيين في فرنسا، حيث يقوم بزيارة تستمر ثلاثة أيام، إن اختباء بن لادن في فيلا بمدينة أبوت آباد يثبت فشل جميع أجهزة الاستخبارات في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. تأتي هذه الزيارة، التي كانت مقررة قبل مقتل بن لادن، في وقت تثار فيه الشكوك حول التزام باكستان بالحرب على الإرهاب بعدما تبين أن بن لادن عاش فترة طويلة بالقرب من أكاديمية عسكرية باكستانية. وكان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان قد قال إن القول بأن بن لادن لم يكن يتمتع «بنظام دعم» في باكستان «أمر لا يمكن تصديقه». كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس إنه «من الصعب تصديق» أن المسؤولين الباكستانيين لم يكونوا على علم بأن بن لادن يعيش على أرضهم. والتقى جيلاني صباح أمس مع عدد من رجال الأعمال، ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق بالرئيس نيكولا ساركوزي. باكستان حددت مخبأ بن لادن لواشنطن كمكان مشبوه من بين ملايين المواقع الأخرى. إلى ذلك، أكد سلمان بشير أعلى، موظف في وزارة الخارجية الباكستانية، أمس لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن بلاده أعلمت الولايات المتحدة منذ عام 2009 بمخبأ زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن «من بين ملايين المواقع الأخرى» المحتملة. وقال بشير: «نحن أبلغنا منذ عام 2009 بأنه موقع محتمل، فمكان بن لادن كان أولوية للعالم أجمع»، مشيرا إلى «ملايين المواقع الأخرى التي تم تحديدها كمخابئ محتملة وأخرى على الحدود بين باكستان وأفغانستان». وأضاف أن «أجهزة المخابرات الأميركية تمتلك بالتأكيد الكثير من الأجهزة المتطورة من أجل تقييم وتقدير الموقع». وتم تحديد مكان اختباء بن لادن بعد أشهر من عمليات التعقب في أبوت آباد الواقعة على بعد نحو 80 كلم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد حيث تم قتله بعملية شنتها مجموعة كوماندوز أميركية ليلة الأحد. وقال رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) ليون بانيتا في مقابلة مع مجلة «تايم» إن الولايات المتحدة لم تخبر باكستان بالعملية ضد بن لادن لأن هذا البلد «كان يمكن أن يعلم» زعيم تنظيم القاعدة بالعملية. ويعتبر موقف باكستان مزدوجا في موضوع محاربة الإرهاب. وقال بشير: «بانيتا، له الحق بالتأكيد أن تكون لديه آراؤه الخاصة، لكن ما أعرفه أنا، هو أننا نتعاون بشكل كبير مع الأميركيين، خصوصا مع (سي آي إيه)، وكذلك مع باقي الدول في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن «باكستان لعبت دورا مركزيا في معظم النجاحات المتحققة في محاربة الإرهاب». وتابع: «لذلك، فإن التعليقات حول نقص الثقة والتعاون هي من وجهة نظري إلى حد ما ليست في محلها». وانتقدت باكستان أول من أمس قيام الولايات المتحدة بشن العملية ضد زعيم تنظيم القاعدة داخل الأراضي الباكستانية من دون إبلاغها.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأفغانية أمس إنه كان يتحتم على وكالة المخابرات الباكستانية معرفة أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كان يختبئ على مقربة من العاصمة الباكستانية.

وهذا هول أول تعليق مباشر من كابل على عجز جارتها المحتمل عن تعقب بن لادن. وقال ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع إن القضية أثارت أيضا تساؤلات عن قدرة باكستان على حماية أسلحتها النووية بشكل مناسب.

وقتل بن لادن مهندس هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 في عملية أميركية في وقت متأخر من مساء يوم الأحد على المجمع الذي كان يقيم به في بلدة أبوت آباد الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمالي إسلام آباد. وطالب أعضاء بالكونغرس الأميركي بمراجعة المساعدات التي تقدم لباكستان بعد الإعلان أن بن لادن ربما كان يقيم في هذا المجمع القريب من الأكاديمية العسكرية الرئيسية في باكستان منذ خمس أو ست سنوات. وقال عظيمي في مؤتمر صحافي: «عندما نتحدث عن مكان المنزل والأكاديمية العسكرية القريبة.. فكان على الأقل يتحتم معرفة الأنشطة التي تدور داخل المنزل ومن يقيم فيه». واستطرد: «إذا لم تكن وكالة المخابرات الباكستانية على دراية بالمنزل القريب من الأكاديمية، فهذا أمر يثير تساؤلات عنها. إذا كنت محللا أمنيا كنت سأثير هذه التساؤلات المهمة». والتزمت المخابرات الباكستانية القوية والجيش الباكستاني الصمت إزاء العملية الأميركية وهو ما أثار تساؤلات ما إذا كانا يعلمان من البداية مكان اختفاء بن لادن. وكانت المخابرات الباكستانية اتهمت أيضا بأن لها صلات بالمقاتلين الذين يستهدفون القوات الأميركية عبر الحدود في أفغانستان.