ابنة بن لادن: القوات الأميركية أسرت والدي حيا ثم قتلته من مسافة قريبة

مصدر: العثور على 500 يورو ورقمين تليفونيين بحوزة زعيم تنظيم القاعدة

مواطن باكستاني يعلق صورة لابن لادن على جدران مركز الصحافة الوطني في العاصمة إسلام آباد أمس (ا.ب)
TT

كشف أفراد من أسرة أسامة بن لادن، الذين نجوا من العملية التي قتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة، أثناء التحقيقات، أن القوات الأميركية الخاصة أسرت بن لادن حيا ثم قتلته في ما بعد من مسافة قريبة. وقد تم سحب بن لادن، الذي كان يعيش في الطابق الأرضي من مبنى مكون من ثلاثة طوابق، نحو الطائرة المروحية التي كانت تحوم حول المجمع من قوات الكوماندوز التابعة للقوات الأميركية الخاصة.

وقالت صفية، ابنة أسامة بن لادن، للمحققين الباكستانيين خلال التحقيقات التي جرت في مقر الاستخبارات الباكستانية، إنها شهدت مصرع أبيها على أيدي القوات الأميركية الخاصة في أبوت آباد. أما زوجة بن لادن التي أصيبت خلال العملية وألقت الاستخبارات الباكستانية القبض عليها فقالت إنها يمنية.

وتقول ابنة بن لادن، الصبية التي يتوقع أن عمرها 12 عاما، للمسؤولين الباكستانيين، إنها شاهدت الأميركيين يأسرون أباها حيا ثم أطلقوا النار عليه من مسافة قريبة في غرفة بالطابق الأرضي.

وقالت السلطات الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» إن اثنتين من بنات بن لادن، هما أمان 22 عاما، ومريم 26 عاما، أصيبتا إصابات طفيفة خلال العملية. وقد قدمت للفتاتين الرعاية الطبية وتم نقلهما إلى موقع آمن.

أيضا، اعتقلت السلطات الباكستانية في أعقاب العملية سيدة أخرى يعتقد على الأرجح أنها زوجة بن لادن، وكانت من بين الناجين من العملية. وقالت هذه السيدة إن اسمها أمال أحمد أبو الفتح، وإنها من أصل يمني، وتزعم أنها زوجة زعيم تنظيم القاعدة. وقد تعرضت لإصابات طفيفة خلال العملية وأغشي عليها عندما دخلت القوات الأميركية إلى المعسكر. وقال مسؤول بارز بالحكومة «إن الحكومة الباكستانية قدمت كل الرعاية الطبية اللازمة لهن في أفضل المنشآت الطبية المتوافرة».

وتواجه السلطات الباكستانية مشكلات قانونية في التعرف على الأفراد الناجين من العائلة، لأنهم لا يحملون أي أوراق ثبوتية، عدا زوجة أسامة بن لادن التي كانت تحمل جواز سفر صادرا عن الحكومة اليمنية.

وقد أعلنت الحكومة الباكستانية أنها ستقوم بترحيل أفراد عائلة أسامة بن لادن إلى بلدانهم الأصلية، لكن مسؤولا باكستانيا قال إن ذلك يبدو صعبا لأنهم لا يملكون أي وثائق سفر.

من ناحية أخرى، تركت القوات الخاصة الأميركية أربعة قتلى في المعسكر بعد انتهاء العملية. لكن هوية القتلى لم تحدد بعد، على الرغم من التخمينات بأنهم من الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن، ورسوله الشخصي الذي قاد الاستخبارات الأميركية إلى المجمع، وابنه. في الوقت ذاته تم تحديد هوية إحدى الجثث، وهي تخص إبراهيم، 21 عاما، ابن بن لادن والذي قتل خلال العملية.

وعندما وصل المسؤولون الباكستانيون إلى المجمع بعد عملية القوات الخاصة الأميركية وجدوا 11 فردا من أسرة بن لادن وأيديهم مربوطة بأشرطة بلاستيكية، فيما أشارت تقارير بعض وسائل الإعلام الباكستانية إلى أن السلطات الباكستانية عثرت على 16 شخصا يضمون سيدتين و14 طفلا تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما تمت استعادتهم من المجمع السكني. كما عثرت السلطات أيضا على جثة لسيدة في المجمع، يعتقد أنها لزوجة بن لادن التي شاركت في الاعتداء على القوات الأميركية الخاصة لدى دخولها الجزء الذي كان يقيم فيه أسامة بن لادن. وقال مسؤول آخر في القوى الأمنية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن الأفراد الذين كانوا في المنزل من النساء والأطفال فقط يحملون الجنسيتين السعودية واليمنية.

وقال الضابط في الاستخبارات الباكستانية، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الطفلة التي تبلغ من العمر 12 عاما «هي تلك التي أكدت لنا أن أسامة قتل برصاصة ونقل الأميركيون جثته». ولم يقدم مزيدا من الإيضاحات حول أقوال الابنة.

ومن الجلي أن السلطات الباكستانية تحتجز إحدى زوجات بن لادن وابنة كبرى له، لأن كلتا المرأتين عرفت بنفسهما خلال التحقيق. وقالت الزوجة للمحققين الباكستانيين إنهم كانوا يعيشون في هذا المعسكر منذ خمسة أشهر. ولم تتضح هوية الشخص الثاني الذي اصطحبته القوات الأميركية الخاصة معها أو ما إذا كان حيا أو ميتا، أو ما إذا كانت القوات الأميركية قد اصطحبت جثته. وربما تكون الجثة الثانية لأحد أبناء أسامة بن لادن أو حارسة أو رسوله.

يذكر أنه خلال العملية التي شنتها القوات الأميركية في أبوت آباد، كانت هناك عائلة باكستانية تقيم في المجمع السكني، لكن مصير هذه الأسرة لا يزال مجهولا، حيث تعود ملكية المجمع السكني الذي كان يقيم فيه بن لادن إلى محمد أرشاد خان، باكستاني عمره 45 عاما، والذي كان يعيش داخل المجمع مع زوجته وأبنائه الثلاثة.

وأحيانا ما كان أخوه طارق يزوره في المجمع السكني، وكان الرجلان من الوجوه المألوفة لسكان مدينة بلال. بيد أنه لم يتضح بعد ماذا حدث للشقيقين. وقال مسؤول باكستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن أسرة أسامة بن لادن كانت تحتفظ بحيوانات أليفة كالأرانب وبقرة وكلب، وإنها كانت تزرع الخضراوات داخل المجمع.

إلى ذلك، ذكر مصدر في الكونغرس الأميركي كان موجودا أثناء تقديم الموجز السري حول عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أنه عثر في ملابسه على 500 يورو نقدا بالإضافة إلى رقمين تليفونيين.

من ناحية ثانية، قال مصدر في المخابرات الباكستانية إن من بين أفراد عائلة بن لادن الذين تم احتجازهم بعد العملية واحدة من بناته، قالت إنها كانت موجودة عندما قتل والدها.