بن لادن قبل مقتله: لا أمن في أميركا قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين

بثته المواقع الجهادية القريبة من «القاعدة»

TT

أقسم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسجيل له قبل مقتله نشره أمس موقع أصولي على الإنترنت، بأن «أميركا لن تحلم بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين». وقال بن لادن في التسجيل الذي نشر موقع إسلامي مقاطع منه «أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم أميركا ولا من يعيش في أميركا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين».

وكان فريق كوماندوز أميركي قتل بن لان في المنزل الذي كان يعيش فيه في مدينة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من مايو (أيار) الحالي.

إلى ذلك، تشكل الغارة الجريئة على مقر إقامة أسامة بن لادن، التي أتت نتاج عمل دؤوب للتوصل إليه، انتصارا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) التي تتعرض لسيل من الانتقادات منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

فقد عاشت وكالة الاستخبارات الأميركية عقدا صعبا إثر عجزها عن منع حدوث الاعتداءات التي زعزعت أميركا وأدت إلى اندلاع «الحرب على الإرهاب».

وواجهت «سي آي إيه» ضغوطا من إدارة الرئيس السابق جورج بوش التي كانت تطالبها بتقديم أدلة على برامج نووية وكيميائية عراقية لتبرير شن الحرب، وكذلك اتهامات بممارسة التعذيب. وبالنسبة للرأي العام فإن عملياتها الناجحة في أفغانستان وباكستان أو في اليمن يضمحل بريقها أمام إخفاقاتها مثل مقتل سبعة عملاء في الهجوم الانتحاري الذي نفذه عميل مزدوج في أفغانستان في يناير (كانون الثاني) 2010 أو عجزها عن توقع الثورات في العالم العربي. إلى أن تمكنت من تصفية أسامة بن لادن في عملية قامت بها من البداية حتى النهاية. واعتبر مايكل أوهانلون من مؤسسة بروكينغز في واشنطن أنه «نصر كبير». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «ذلك يعيد إلى حد ما الأمور إلى نصابها لأن عددا من الأحداث في السنوات الأخيرة لم تكن كثيرا في مصلحة (سي آي إيه)».

ورأى بروس هوفمان، البروفسور في جامعة جورج تاون والملم بشؤون الوكالة، أن هذه العملية «ستزيل، أقله في أذهان الناس، جميع الشكوك الممكنة بشأن (سي آي إيه)»، فالفشل الذي شكلته اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) بالنسبة لوكالة استخبارات قلما تتقاسم معلوماتها، أدت إلى إصلاح عميق لنظام التجسس الأميركي وإلى تعيين مدير وطني للاستخبارات على رأس كافة الوكالات المتخصصة (التنصت، التصوير والرسم، الاستخبارات البشرية وعمليات استجواب عناصر القاعدة).