أوباما: على باكستان التحقيق في دعم بن لادن

واشنطن: «القاعدة» لم تهزم استراتيجيا بعد * رئيس الوزراء الباكستاني يلقي كلمة أمام البرلمان اليوم

حارس بالقرب من المجمع السكني لبن لادن في مدينة أبوت آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

في أول تعليق علني له عن باكستان منذ قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، قال الرئيس باراك أوباما إن بن لادن «لا بد أن يكون حصل على نوع من شبكة دعم من باكستان». وطلب أوباما من حكومة باكستان أن تحقق في ذلك.

وقال أوباما: «إننا لا نعرف إذا كان هناك بعض الناس داخل حكومة باكستان (ساعدوا بن لادن)، أو بعض الناس خارج الحكومة. هذا شيء يجب علينا أن نحقق فيه. والأهم من ذلك أن تحقق فيه الحكومة الباكستانية».

وأشار أوباما، الذي تحدث في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس»، إلى أن القوة الأميركية التي قتلت بن لادن حصلت على كميات كبيرة من الوثائق. وقال إن دراسة هذه الوثائق «ستستغرق بعض الوقت بالنسبة لنا لنكون قادرين على تحليل المعلومات الاستخباراتية».

وأكد أوباما في هذه المقابلة التي نشرت مقتطفات منها أمس «يتعين علينا التحقيق في الأمر، ويتعين على باكستان خصوصا أن تحقق». وقال أيضا بشأن السلطات الباكستانية «لقد تحدثنا معها بهذا الشأن وأكدت أنها تأمل في كشف أي نوع من الدعم تمكن بن لادن من الاستفادة منه». واعتبر أوباما «أنها مسائل لا يمكننا الرد عليها بعد ثلاثة أو أربعة أيام على الوقائع».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن بعض أعضاء الكونغرس كانوا دعوا لتخفيض المساعدات لباكستان بعد اكتشاف حقيقة أن بن لادن عاش هناك لخمس سنوات، على الأقل، حياة آمنة. لكن، في الجانب الآخر، دعا آخرون إلى الحذر من أن الضغط على الحكومة الباكستانية، التي تملك أسلحة نووية، يمكن أن يقود إلى تطورات تقود إلى وقوع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين الإسلاميين.

من جهته، أعلن توم دونيلون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الأحد أن لا دليل يؤكد أن السلطات الباكستانية كانت على علم بمكان اختباء أسامة بن لادن، إلا أنه دعا إسلام آباد إلى التحقيق في الأمر. وقال توم دونيلون في مقابلة مع شبكة «إن بي سي»: «استفاد بن لادن من مساعدة بعض الشبكات في أبوت آباد» المدينة المحصنة القريبة من إسلام آباد حيث قتل زعيم تنظيم القاعدة بيد فريق كوماندوز أميركي في الثاني من مايو (أيار) الحالي. وأضاف: «لا نملك أي دليل على أن حكومة إسلام آباد كانت على علم بذلك. لكن عليها أن تحقق في الأمر». وقال إن على المسؤولين الباكستانيين «في الوقت نفسه أن يعطونا المعلومات التي حصلوا عليها في المجمع السكني بالإضافة إلى السماح لنا باستجواب زوجات بن لادن الثلاث الموقوفات لديهم». وتابع: «أقول لكم بصراحة أن لا دليل لدي على أن مسوؤلين سياسيين أو عسكريين أو من الاستخبارات كانوا يعلمون (بمكان) بن لادن».

وقتل بن لادن ليل الأحد - الاثنين خلال عملية نفذتها وحدة كوماندوز أميركية من 79 جنديا بواسطة مروحية. وأوضحت واشنطن أنها لم تبلغ السلطات الباكستانية بالعملية خشية تسرب الخبر ولأنها تشتبه في أن وجود عدوها الأول في هذا المكان يشير إلى تواطؤ داخل الجيش.

إلى ذلك، أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي توم دونيلون أمس أن الولايات المتحدة «لا يمكنها أن تعلن أن القاعدة منيت بهزيمة استراتيجية» على الرغم من قتل زعيمها أسامة بن لادن. وقال دونيلون ردا على سؤال لشبكة «إن بي سي» التلفزيونية: «أعتقد أنه لا يمكننا حتى الآن أن نعلن أن القاعدة منيت بهزيمة استراتيجية». ورأى أن التنظيم المتطرف «لا يزال يشكل تهديدا للولايات المتحدة، لكننا أنجزنا مرحلة مهمة نحو تفكيكه» مع القضاء على بن لادن في الثاني من مايو في باكستان.

وأضاف المسؤول الأميركي الكبير: «إننا ننتظر أن يكون التهديد لا يزال قائما. وسنواصل العمل دون ملل واغتنام كل الفرص (لمقاتلة القاعدة) في حين يحاول هذا التنظيم البقاء على قيد الحياة». إلا أن دونيلون لاحظ أن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري «لا يملك مقومات الزعامة» مثل أسامة بن لادن. من جهة أخرى، شكك مسؤولون أمنيون باكستانيون أمس في تأكيد الولايات المتحدة أن أسامة بن لادن كان يدير بنشاط شبكته واسعة الانتشار من مجمعه في أبوت آباد حيث قتل في الثاني من مايو. وقال مسؤول كبير بالمخابرات الباكستانية: «الأمر يبدو سخيفا. لا يبدو أنه كان يدير شبكة إرهابية». إلى ذلك أكد مسؤوؤلون لـ «الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء الباكستاني سيلقي كلمه أمام البرلمان يتحدث فيها عن عملية قتل بن لادن لأول مرة اليوم