مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: ليس لدينا خطط لاستدعاء السفير من سوريا

خبراء: المساندة العربية للأسد والخوف من صعود الإسلاميين والنفوذ الإيراني وراء إحجام أميركا عن ممارسة ضغوط

صورة مأخوذة بالهاتف الجوال لمظاهرة في «حوران» أمس
TT

دعت الولايات المتحدة السلطات السورية إلى التواصل مع ممثلي المعارضة وإجراء حوار معهم للقيام بإصلاحات، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية مكررا رفضها لاستخدام العنف، وحذرت من تصاعد حملات النظام السوري لقمع المتظاهرين، دون أن تلمح إلى خطوات جديدة يمكن أن تتخذها الإدارة الأميركية ضد النظام السوري، بعد قيام إدارة الرئيس أوباما بفرض عقوبات مالية على مسؤولين كبار في النظام السوري.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه لا توجد أي خطط لدى وزارة الخارجية الأميركية لاستدعاء السفير الأميركي، روبرت فورد، من دمشق، وأضاف أن «سفيرنا في دمشق يحسن قدرتنا على تسليم رسائل قوية للحكومة السورية، ويقدم بوضوح اهتماماتنا وأولوياتنا، وقد قام السفير فورد - بشكل منتظم - بالإعراب عن قلقنا لكبار المسؤولين السوريين بشأن استمرار العنف ضد المظاهرات السلمية، وقيام الحكومة السورية باعتقال المواطنين والنشطاء السياسيين».

ويتراجع إلحاح المشهد السوري في خضم الاهتمام بأحداث مقتل أسامة بن لادن، زعم تنظيم القاعدة، والملابسات الخاصة بعملية القتل، وتأثير ذلك على العلاقات الأميركية - الباكستانية، إضافة إلى المشهد الليبي المفتوح عسكريا منذ عدة أسابيع، دون أن يلوح في الأفق بوادر لاستجابة القذافي لمطالب الثوار، أو قدرة لقوات تحالف الناتو على ترجيح كفة القوة لصالح المجلس الانتقالي الليبي.

وتكتفي التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية بإدانة العنف والتحذير من كوارث إنسانية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد أدانت «بأشد العبارات» تصرفات الحكومة السورية على مدى الأسابيع الماضية، ودعت إلى التوقف فورا عن قتل واعتقال ومضايقة المتظاهرين والنشطاء السياسيين.

ودعت كلينتون الحكومة السورية للاستجابة لدعوة الشعب السوري من أجل التغيير. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «إنه من الواضح أن تصريحات الإصلاح التي أعلنتها الحكومة السورية كاذبة، ولا تلبي التغيير في سوريا، ولا تزال الحكومة السورية تحذو حذو إيران في اللجوء إلى القوة الغاشمة لقمع الاحتجاجات»، دون أن يلمح إلى خطوات تدرسها الخارجية الأميركية في التعامل مع هذا الملف.

وأشارت كبيرة الباحثين بمعهد كارنيغي، مارينا اوتواي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك عدة عوامل تحول دون قيام الولايات المتحدة بممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري، منها عدم اليقين في قدرة المحتجين على مواصله ضغوطهم وتظاهراتهم ضد النظام السوري، كما تخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي سقوط نظام الرئيس بشار الأسد إلى صعود تيار الإخوان المسلمين، وهي مخاوف تتشارك فيها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتضيف اوتواي: «إن الرئيس بشار الأسد يحظى أيضا بنوع من المساندة والدعم من العالم العربي، ولا ينظر له باعتباره من الأنظمة المارقة - مثل العقيد معمر القذافي في ليبيا.

وأوضحت اوتواي أن الدوائر السياسية الأميركية تخشى التورط في صراع آخر بعد التدخل العسكري في ليبيا، كما أن الولايات المتحدة لديها أدوات ضغط محدودة على نظام الرئيس الأسد، خاصة أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس أوباما لن يكون لها تأثير، لأن الدول العربية لن تقوم بفرض عقوبات على سوريا.