إسلام آباد تنفي تهمة التواطؤ في قضية مقتل زعيم «القاعدة»

جيلاني يعلن فتح تحقيق حول اختباء بن لادن في أبوت آباد.. وقال إن بلاده لم تكن مهد «القاعدة»

هنا رباني، وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية، لدى وصولها إلى البرلمان في العاصمة إسلام آباد أمس، للاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء عن عملية قتل بن لادن (إ.ب.أ)
TT

جدد رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، ثقة حكومته الكاملة في الجيش والاستخبارات وأكد على أن المزاعم بشأن تورط مسؤولين باكستانيين في قضية إخفاء أسامة بن لادن لـ5 سنوات في أبوت آباد هي ضرب من العبث. وخلال كلمته أمام البرلمان أمس أعلن جيلاني أن مسؤولي الجيش الباكستاني وأبرزهم الجنرال كياني سيطلعون البرلمان بشأن الموقف على الأرض فيما يتعلق باختفاء بن لادن في أبوت آباد وفشل رادارات القوات الجوية الباكستانية في اكتشاف الطائرات الأميركية، ومن ثم سيعرض قادة الجيش ما لديهم خلال الجلسة المشتركة لغرفتي المجلس يوم 13 مايو (أيار). وقال جيلاني: «المزاعم بالتواطؤ وعدم الكفاءة نوع من العبث، وسيكون من العبث أيضا الادعاء بأن الاستخبارات الباكستانية كانت تنسق مع شبكة «القاعدة». ورفض رئيس الوزراء في كلمته المزاعم التي أثارتها وسائل الإعلام والمسؤولون الأجانب والانتقادات في الداخل بأن الاستخبارات الباكستانية ليست ذات كفاءة وإما أنها تعاونت مع شبكة «القاعدة» التي دعمت أسامة بن لادن لمدة 5 سنوات في أبوت آباد. وأضاف جيلاني: «باكستان لم تكن مهد (القاعدة) ولا يمكن أن تقف مسؤولة على تشكيل هذه المنظمة الإرهابية»، وقد اتهم مسؤولون باكستانيون الولايات المتحدة ضمنيا برعاية وصول أعداد كبيرة من المقاتلين من جميع أنحاء العالم خلال فترة القتال السوفياتي ضد الغزو الأفغاني، وأن بن لادن كان واحدا من هؤلاء الجنود. وتوقع الكثير من المحللين قيام رئيس الوزراء بإنشاء لجنة برلمانية للتحقيق في فشل وكالاتها الاستخباراتية، بيد أن كلمة رئيس الوزراء كانت مليئة بالرفض للاتهامات التي وجهت إلى باكستان من واشنطن ورفض للانتقادات الداخلية التي طالت الجيش والاستخبارات الباكستانية. وأشار رئيس الوزراء إلى أن عملية القوات الخاصة في أبوت آباد، قد تكلف باكستان الكثير من العواقب الخطيرة، بيد أنه عاد في الجملة التالية ليؤكد على أهمية علاقاته مع واشنطن. وصرح جيلاني في مجلس النواب «نحن مصممون على أن نكشف بكل السبل الممكنة متى ولماذا كان أسامة بن لادن في أبوت آباد. لقد أمرنا بفتح تحقيق». وأضاف أن «(القاعدة) لم تنشأ في باكستان» وذلك ردا على اتهامات خصوصا من واشنطن بحصول تواطؤ محتمل داخل الجيش أو الاستخبارات الباكستانية. وتساءل «من المسؤول عن تشكيل (القاعدة) (في التسعينات)؟» و«من المسؤول عن صنع أسطورة بن لادن؟!» في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة. وأضاف «من الضروري أن نذكر الأسرة الدولية بعقد التسعينات الذي شهد متطوعين غربيين ينضمون إلى الجهاد (المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي) والذي تحول إلى (القاعدة)». وكان المقاتلون الأفغان يحاربون الجيش السوفياتي في الثمانينات بفضل مساعدة مالية وتسليح من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وبوساطة من الاستخبارات الباكستانية.