«الأطلسي» يعتبر أنه وجه ضربات موجعة للقذافي في مصراتة.. والثوار يسيطرون على المدينة

الثوار وحلف الناتو ينفون رواية التلفزيون الليبي بمقتل 16 في غارة للناتو على البريقة

ليبيون يحضرون صلاة الجمعة بالقرب من مبنى المحكمة في بنغازي (رويترز)
TT

أكد حلف شمال الأطلسي، أمس، أن الضربات التي وجهها في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى القوات الموالية للعقيد القذافي، ألحقت بها أضرارا بالغة، مشيرا إلى أنها لم تطلق الخميس أي قذيفة على مصراتة التي تحاصرها منذ شهرين.

كما أعلن الثوار المناهضون لنظام القذافي أنهم سيطروا، أمس، بالكامل على مدينة مصراتة، ثالثة كبريات المدن الليبية، بينما اتفقوا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) على رواية رسمية قدمتها السلطات الليبية بشأن مقتل 16 شخصا في غارة لطائرات الناتو مساء أول من أمس في مدينة البريقة.

وقال عبد الحفيظ غوقة، الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار: إن مصراتة أصبحت، بالكامل، تحت سيطرة الثوار الذين خاضوا معارك وصفها بالعنيفة. ومع ذلك قالت السلطات الليبية: إن القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية للعقيد القذافي ما زالت تخوض معارك عنيفة ضد الثوار حول مطار مصراتة.

إلى ذلك، نفى الثوار وحلف الناتو ما رددته السلطات الليبية في طرابلس بشأن مصرع 16 مدنيا على الأقل في غارة جديدة لحلف الناتو على مواقع مدنية وعسكرية في مدينة البريقة النفطية. وقال خالد تنوش، الذي يقدمه التلفزيون الليبي الرسمي على أنه داعية إسلامي، إنه أصيب أيضا في هذه الغارة، التي قتلت 16 مدنيا هم من تم حصرهم حتى أمس، على حد قوله.

من جهته، قال المتحدث باسم عملية الحلف الأطلسي، الكولونيل البريطاني مايك برايكن، من مقر القيادة في نابولي (الساحل الجنوبي الغربي لإيطاليا): «إن ما يهم الحلف الأطلسي هو أن تتوقف الهجمات على المدنيين» و«أمس، لم يتبلغ الحلف الأطلسي بأي عملية قصف على مصراتة».

وذكر أن الحلف الأطلسي غير قادر على أن يؤكد استيلاء المتمردين على مطار مصراتة؛ لأنه «ليس له قوات» على الأرض، لكنه أشار إلى أن «السفن التي تنقل مساعدة إنسانية وتجلي لاجئين أو تقوم بأنشطة تجارية تدخل وتخرج من المرفأ» من دون عوائق. وأضاف الكولونيل برايكن أن «أكثر من 20 سفينة قد دخلت بحرية مرفأ مصراتة في الساعات الـ72 الأخيرة». وقال: «إن الوضع الميداني ما زال متحركا مع تغيرات كبيرة حصلت في الساعات الـ72 الماضية»، نافيا بذلك أي جمود. وأكد أن «الغارات» الجوية للحلف الأطلسي «في طرابلس وحول سرت ومدينة مصراتة الشهيرة بمرفئها، كان لها تأثير على مراكز قيادة جيش نظام القذافي وإمداده بالذخائر والأسلحة وقدرته على شن هجمات».

وذكر المتحدث من بين الأهداف «5 رادارات و11 منصة صواريخ أرض - جو و3 قاذفات صواريخ من نوع (بي إم 21) وآليتين للمدفعية وبضعة مستودعات ذخائر، بالإضافة إلى مراكز قيادة وتحكم في جميع أنحاء البلاد».

كما أعلن الحلف الأطلسي أن سفنا بريطانية وكندية وفرنسية، كانت تقوم بدورية قبالة الشواطئ الليبية، ردت على إطلاق نار من زوارق سريعة تابعة لكتائب القذافي، وذلك بعد ساعات على سيطرة الثوار الليبيين على مطار مصراتة.

وجاء في بيان للحلف الأطلسي أن الفرقاطة الكندية شارلوتاون والمدمرة البريطانية ليفربول، اللتين تعملان تحت قيادة الحلف الأطلسي، بالإضافة إلى سفينة فرنسية تعمل تحت قيادة وطنية، تعرضت كلها لإطلاق نار من عدة زوارق ليبية سريعة، في الوقت الذي كان فيه الثوار يحتفلون بسيطرتهم على مدينة مصراتة الساحلية التي تبعد 200 كم غرب طرابلس.

وأضاف البيان أن القوات البحرية التابعة لنظام العقيد معمر القذافي غطت انسحابها وهي تطلق النار «بالمدفعية والصواريخ المضادة للطائرات باتجاه سفن التحالف»، مما أدى إلى رد من الفرقاطة الكندية والمدمرة البريطانية، موضحا أن أيا من سفن التحالف لم تُصَب.

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم، في مقابلة، أن الحكومة الليبية لن تحاول استعادة شرق البلاد الخاضع لسيطرة الثوار، بالقوة.

وقال، أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين: «ليست سياسة الحكومة أن تستعيد السيطرة على مدن الشرق» التي سقطت في أيدي الثوار.

إلى ذلك، قال التلفزيون الليبي: إن غارة لحلف شمال الأطلسي أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين في بيت للضيافة بمدينة البريقة في شرق ليبيا أمس. وأضاف التلفزيون أن 16 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب ما يصل إلى 40 آخرين، حسب «رويترز».