محمود شمام لـ «الشرق الأوسط»: القذافي شوش على «ليبيا الأحرار».. لكننا تغلبنا عليه

وزير الإعلام الليبي في المجلس الانتقالي: حصة الأسد للبرامج الإخبارية ونشرة أخبار يومية بالأمازيغية.. وعلى «هوت بيرد» خلال أيام

محمود شمام
TT

بدأت ملامح ليبيا الجديدة تتضح يوما بعد يوم في شرق البلاد المحرر؛ حيث يعمل ناشطون في جميع المجالات على تنسيق الجهود لدعم الثورة التي لم تنتهِ بعد، وإعادة الحياة إلى المدن الشرقية، ومن بين هؤلاء، يبدي الإعلاميون إصرارا على إطلاق منشورات جديدة ومحطات إذاعية وتلفزيونية، لمواكبة الأحداث التي تعيشها ليبيا، وتوفير رؤية محلية وقراءة مختلفة للأحداث.

وتعتبر قناة «ليبيا الأحرار» من إنجازات الثورة المباركة؛ حيث تطل على الليبيين ببرامج منوعة، تصب جميعها في خدمة الحركة الثورية التي تخوضها المعارضة ضد نظام القذافي في طرابلس. وتحاول القناة أن تنافس القنوات الإخبارية المعروفة، حسب القائمين عليها، من خلال تغطية شاملة وشفافة، ومن بين البرامج التي بدأت تجد شعبية في ليبيا: برنامج «ليبيا أون لاين»، الذي يقدمه مذيعون شباب لا يتعدون سن الـ25 بدعم من بعض الكوادر القديمة التي لها خبرة طويلة في الإعلام المرئي.

من جهته، كشف وزير الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام عن أن قناة «ليبيا الأحرار» ستبث برامجها على مدار الساعة بعد 3 أسابيع، وقال، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إنها تبث حاليا على مدار 12 ساعة يوميا من العاصمة القطرية الدوحة 4 نشرات إخبارية، بالإضافة إلى أكثر من موجز، والكثير من البرامج الحوارية على القمرين «عرب سات» و«نور سات»، وستكون موجودة على «هوت بيرد» بعد أيام قلائل. كما باتت القناة الجديدة تحظى بموقع على الإنترنت «يحتل المرتبة الرابعة في ليبيا من بين المواقع كلها»، إضافة إلى تطبيقات على أجهزة «آي باد» و«آي فون».

وأضاف: «وفرنا للقناة أفضل الأجهزة، وستكون هناك محطة أرضية في طرابلس بعد ساعات من تحريرها، وستكون لدينا محطة (إف إم) في بعض المناطق، ومحطات أرضية في بعض المناطق الأخرى»، مؤكدا: «نحن سندرب الكوادر التي لدينا، وقد تعاقدنا مع مدربين من (بي بي سي) لتدريبهم على كيفية العمل الإعلامي، ونأمل ونخطط أيضا لأن تنتقل هذه القناة برمتها إلى طرابلس عندما تتحرر من قبضة القذافي».

واعترف شمام، المسؤول عن الملف الإعلامي في الحكومة الانتقالية، أن نظام القذافي حاول التشويش على إرسال المحطة الجديدة، لكن القائمين على قناة «ليبيا الأحرار» تغلبوا على تلك المشكلات بإجراءات تقنية. وقال: «سعينا لإعطاء شعبنا قناة تناقش الأمور بكل صراحة بشكل نقدي كصورة أخرى مقابلة للإعلام الحكومي بكل خصائصه ودعاياته الغوبلزية المباشرة». وقال: إن قناة «ليبيا الأحرار» شرعت منذ أيام في بث نشرة أخبار بالأمازيغية، وذلك لأول مرة في تاريخ ليبيا، مشيرا إلى أن نصف ساعة في اليوم هو زمن النشرة الأمازيغية الآن وتلي مباشرة النشرة العربية. وهناك أفكار قيد الدرس والبحث منها برامج حوارية وحصص ثقافية، فضلا عن الغناء والتراث الأمازيغي الليبي، وبرامج عن الهوية الأمازيغية التي جاهد نظام القذافي في تهميشها ومحوها من الذاكرة. وتبث قناة «ليبيا الأحرار» الآن 12 ساعة في اليوم، ومن المنتظر أن يمتد البث عند نهاية الشهر الحالي أو بداية شهر يونيو (حزيران) على مدى 24 ساعة، تكون فيها للأمازيغية حصتها المناسبة. وأوضح شمام أن «شرعية العقيد القذافي سقطت على جميع المستويات، بقيام الثورة الليبية، والدليل على ذلك عجزه عن إخراج ثورة بسيطة لتأييده في طرابلس على الرغم من أنه يدعي أنه يسيطر عليها، بالإضافة إلى أن الشرعية الدولية سقطت كذلك باعتراف دول العالم بشرعية الثورة وعليه أن يتنحى». وقال: «نحن لسنا قناة نضالية بمعنى النضال، بل نحن قناة تتبنى مطالب الشعب الليبي وحقه في الحرية والكرامة». وأعرب عن تفاؤله بنهاية وشيكة للخوف من نظام القذافي؛ لأنه اعتبر أن «الخناق يضيق على النظام، وبعد تحرير طرابلس سننتقل مباشرة للبث من هناك».

وقد أطلق شمام مع عدد من الصحافيين والناشطين الليبيين القناة منذ نهاية مارس (آذار) وهي تُبث من مبنى في وسط الدوحة التاريخي، مستخدمة معدات ومكاتب قناة «الريان» القطرية، بانتظار «تحرير طرابلس». وقال: «أنا أسست هذه المحطة حتى قبل أن أكون المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني، وهذه القناة ليست صوتا للمجلس الوطني وإنما على تواصل مع قرارات المجلس»، مضيفا: «هي لا تتلقى توجيهاتها من المجلس، وهي قناة يقرر محرروها خطها السياسي كل يوم».

وأكد شمام أن المذيعين والمذيعات والعاملين في غرفة الأخبار أشبه بكتيبة ليبية من بنغازي وطرابلس والمدن المحررة من ديكتاتورية القذافي، هم بحق أبطال بكل معنى الكلمة يتدفقون بالحيوية والشباب، لا يأبهون بالضغوط التي قد تقع على عوائلهم. وأوضح أنه يعمل في «ليبيا الأحرار» نحو 100 صحافي وتقني وموظف.

وقال: «إن الغالبية العظمى من موظفي القناة ليبيون، فباستثناء بعض التقنيين، يعمل عشرات الشبان والشابات الليبيين على مدار الساعة لإيصال صوت (الأحرار) إلى مواطنيهم على بعد آلاف الكيلومترات». وأفاد بأن «مراسلينا موجودون اليوم في بنغازي وسيكون لدينا في المناطق المحررة ومناطق القتال الميدانية مراسلون أيضا». وعن مستقبل القناة، قال: «نحن أسسنا المحطة لتكون قناة دولة وليست قناة ثورة، أي أن مشروعها هو الدولة الليبية المقبلة بعد تغيير النظام في ليبيا».

وعن أبرز برامج قناة «ليبيا الأحرار» قال شمام: «هناك برنامج مثل (عين على العاصمة)، يركز على الأحداث التي تدور في طرابلس، وهو برنامج يومي، وآخر بعنوان (الحدث)، وهو برنامج إخباري سياسي، وآخر اسمه (في السياسة) وهو برنامج حواري يقدم من بنغازي، وآخر أسبوعي اسمه (الميدان)، ثم برنامج (لقاء الساعة) ويجري مقدمه لقاءات مثيرة مع أحد قادة اللجان الثورية، وهناك برنامج ديني على غرار (الشريعة والحياة)، الذي يقدم في (الجزيرة)، واسمه (حديث إلى الوطن) ويقدمه بالتناوب علماء شريعة ودين ليبيون».

وقال المعارض الليبي المعروف، المقيم منذ سنوات بين واشنطن والدوحة وبيروت: هناك خلية نحل إعلامية ليبية في العاصمة القطرية تنشط لنقل الوجه الآخر للثورة ودعمها، وتقدم خدمة نوعية للمشاهد الليبي المحروم من أي قنوات ذات قيمة مهنية وسياسية، ولسد العجز في ظل عدم وجود إعلام مضاد للإعلام الحكومي، يكون للبرامج الإخبارية والحوارية حصة الأسد فيها. وتطرق إلى برنامج شبابي اسمه «ليبيا أون لاين» يتواصل فيه الليبيون حول العالم مع المحطة الوليدة، وآخر اسمه «ليبيا الناس» تقدمه الأستاذة الجامعية شهرزاد كبلان. وانتقلت شهرزاد كبلان من الولايات المتحدة لتلتحق بقناة «ليبيا الأحرار»، على الرغم من أنها لم تعمل في الإعلام من قبل؛ حيث كانت تعمل أستاذة في إحدى الجامعات الأميركية، لكنها نجحت من البرنامج الأول «ليبيا الناس»، الذي تتلقى فيه اتصالات هاتفية من المشاهدين من ليبيا ومن جميع أنحاء العالم، وتشعر شهرزاد بالسرور بدور المرأة الليبية في هذه الثورة.

وأفاد شمام بأن «المعدين يعملون على برامج متنوعة تحظى الأخبار بحصة الأسد منها وتبث القناة أخبارا عن تقدم الثورة والأوضاع الميدانية، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، كما تبث رسائل مصورة من مقاتلين على الجبهة إلى جانب البرامج الحوارية من بنغازي في شرق البلاد، معقل الثورة».