مظاهرات المناطق الكردية.. تحت شعار «لا حوار مع مرتكبي المجازر الجماعية»

ناشطة حقوقية لـ«الشرق الأوسط»: الحوار مع النظام لم يعد مجديا.. لأنه فاقد للمصداقية

TT

رحبت أوساط كردية سورية بالموقف الأميركي الجديد تجاه النظام السوري على الرغم من قولها «إنه جاء متأخرا، مؤكدة أن الحوار مع النظام الحالي لم يعد مجديا، وأنه لا بد من التغيير الذي يريده الشعب».

وقالت عضو مكتب العلاقات في تيار المستقبل الكردي السوري، هرفين أوسي التي نقلت صورة ما حدث يوم أمس في المدن الكردية في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «مظاهرات عارمة نظمها الشباب الكردي بالتنسيق مع شباب سوريا في بقية المدن مثل حمص واللاذقية والشام تحت شعار (جمعة آزادي) التي تعني الحرية، في وقفة تضامنية بين مختلف المكونات السورية للتعبير عن احتجاجاتهم المستمرة ضد النظام الحالي، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تختلف عما سبق طرحها، حيث أشارت تلك الشعارات إلى أنه (لا حوار مع الدبابة، ولا حوار مع مرتكبي المجازر الجماعية)».

وكانت السلطات الأمنية قد حضرت نفسها منذ يومين للتدخل في قمع المظاهرات، وكان الحضور الأمني أمس، مكثفا جدا على غير العادة، لكن لم تحدث أي صدامات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن السورية التي طوقت المظاهرات الكردية التي عمت معظم المناطق الكردية مثل القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وكوباني وغيرها.

وأشارت أوسي إلى أن «النظام السوري فقد مصداقيته تماما.. والمظاهرات التي خرجت (أمس) بينت عدم احترام السلطات الأمنية حتى لقرارات الرئيس الذي أطلقها قبل أيام بوقف عمليات القتل ضد المتظاهرين.. لكن ما يحدث الآن هو وقوع قتلى في معظم المناطق التي شهدت المظاهرات بعد صدور تلك القرارات». وأضافت «هذا بحد ذاته دليل على عدم احترام الأجهزة الأمنية حتى لقرارات رئيس النظام، مما يؤكد لنا أن هذا النظام قائم أساسا على القمع والقتل، وأن الدولة ذات طابع قمعي، ولذلك لا يمكن التفاهم معه على إجراء الإصلاحات أو إرغامه على تغيير سلوكياته وتحقيق الحريات السياسية لأبناء شعبه».

ونوهت هرفين أوسي، التي هي بالأساس ناشطة حقوقية تعمل في اللجنة الكردية المعنية بحماية حقوق الإنسان في سوريا، إلى «أن النظام السوري يقمع حتى العاملين في أجهزته، وخصوصا من الأكراد السوريين، فمنذ سنتين ولحد الآن هناك عشرات القتلى من الشباب الكردي المجندين بالجيش السوري أعيدت جثثهم داخل التوابيت إلى المناطق الكردية من دون تحديد أسباب وفاتهم». وتابعت القول: «السلطات تمنع فتح تلك التوابيت من قبل أسر الضحايا وتهددهم بالويل والثبور في حال إقدامهم على ذلك، لكي لا يعرفوا أسباب مقتل أبنائهم أو ظروف وفاتهم، وهذا دليل على أن السلطات متخوفة من انكشاف جرائمها ضد أبناء الشعب الكردي بسوريا».

وحول الموقف الأميركي الجديد وتصعيد لهجة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا في خطابه الأخير، قالت أوسي «الموقف الدولي يأتي دائما متأخرا، لكن هذا الموقف الجديد يجد الترحيب من الشعب الكردي في سوريا الذي يتطلع إلى التغيير، وهذا أقل ما يمكن صدوره من المجتمع الدولي لمساندة نضال السوريين بالداخل، ونطالب بمواقف أكثر قوة لإرغام النظام على وقف عنفه ضد المتظاهرين».

وأضافت الناشطة الكردية، «سوريا يحكمها القمع منذ أكثر من 40 سنة، والتغيير المطلوب لا نتصور أن يأتي عبر النظام الحالي، لذلك فإننا نعتقد أن الحوار لم يعد مجديا مع هذا النظام، وأنه لا بد من تغيير الواقع الراهن بأي شكل من الأشكال، ولتحقيق هذا التغيير المنشود فنحن نطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط تأخذ عاتقها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة برقابة دولية، ودعوة جميع الأحزاب والقوى السياسية في الداخل والخارج والشخصيات السياسية الأخرى للقيام بدورها في قيادة مرحلة التغيير، التي نعتقد أنها حتمية في ظل إصرار النظام الحالي على أساليب القتل والقمع الدموي».

وفي سياق متصل، نفى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي يقوده صالح مسلم محمد، لقاء زعيم الحزب الرئيس بشار الأسد. وجاء في بيان «نشرت بعض المواقع الإلكترونية نبأ مفاده أن رئيس حزبنا، قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد مرتين». وقال البيان إن ما ورد في تلك المواقع، «عار عن الصحة، جملة وتفصيلا». وأضاف البيان، «نعلن تنديدنا الشديد بحملة الإشاعات والأكاذيب التي تستهدف حزبنا ورئيسه، مع معرفتنا للنوايا الخبيثة والأهداف المغرضة التي تقف وراء هذه الحملة وندرك بطانات مثيريها ومراميهم. ونحيط الرأي العام وكل أبناء شعبنا الكردي والسوري علما، بأننا لسنا منغلقين ورافضين للحوار الوطني، مع كل الشركاء والأطراف السياسية، دون استثناء، بل نحن من أبرز الدعاة إليه. لكن، لن ندخل في أي حوار مع السلطة، ما لم تستجب لمطالبنا التي طوينا عليها بياننا السياسي». وطالب البيان بمحاسبة «كل الجهات المتورطة في استباحة دماء المواطنين السوريين بهذا الرخص والوحشية، وتقدمها للعدالة، كائنا من كانت تلك الجهات أو الأشخاص.. ونعتبر أنه لا حوار وطنيا بالمعني الحقيقي والجدي والجذري والشامل مع النظام، مع استمرار سفك الدماء واستباحة الحرمات، والتغطية على الجناة القتلة. وخلاف ذلك، هو خيانة لدماء الضحايا».

وتابع الحزب «نود أن نبين مجددا أننا في حزب الاتحاد الديمقراطي، أصحاب أجندة وطنية كردية سورية واضحة، لمن يريد أن يرى ويفهم. وليس لدينا ما نخفيه عن أبناء شعبنا الكردي والسوري. وقد أعلنا في بياننا السياسي الذي أصدرناه في شهر مارس (آذار) الماضي موقفنا الواضح والصريح مما تشهده سوريا، وآليات الخروج من الأزمة. وكررنا ذلك في المظاهرات والتجمعات والندوات الجماهيرية التي أقامها حزبنا وحضرها رئيس الحزب الأستاذ صالح محمد في الفترة الأخيرة. وبالتالي، نحن فوق الشائعات والشبهات. ويكفينا الرد على كل مستهدف مغرض لنضالنا بالقول: الشجرة المثمرة، يرميها الناس بالحجارة».