أوراق قضائية أميركية تؤكد علاقة إيران بهجمات سبتمبر

إيران سهلت نقل عناصر من تنظيم القاعدة داخل وخارج أفغانستان

TT

أقر منشقان عن الاستخبارات الإيرانية بأن مسؤولين إيرانيين كانت لديهم «معرفة مسبقة بهجمات 11 سبتمبر»، وذلك وفقا لما جاء في ملفات محكمة أول من أمس في إطار دعوى قضائية فيدرالية داخل مانهاتن تسعى للحصول على تعويضات بسبب «دعم إيران المباشر ورعايتها للعمل الإرهابي الذي خلف أكبر عدد من القتلى في التاريخ الأميركي».

وزعم أحد المنشقين أيضا أن إيران كانت مشاركة في التخطيط للهجمات، بحسب ما جاء في أوراق المحكمة. ولم يتم الكشف عن هوية المنشقين ولا عن شهادتهما في الملفات، ولكن قُدمت لقاض مختومة، بحسب ما قاله محامون رفعوا القضية الأصلية ضد إيران نيابة عن عائلات العشرات من ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ومن الصعب عمل تقييم شامل لزعم الدعوى بأن إيران كانت لديها معرفة مسبقة بالهجمات، حيث إن شهادة المنشقين قدمت مختومة.

وتقول الدعوى القضائية إن إيران وحزب الله اللبناني، الذي له علاقات بإيران، ساعدا تنظيم القاعدة في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 وفي تسهيل تدريب وسفر الانتحاريين. وتضيف الدعوى أنه بعد الهجمات ساعدت إيران وحزب الله عناصر من تنظيم القاعدة على الهرب، ووفرت للبعض ملاذا آمنا في إيران. وأثارت لجنة 11 سبتمبر الوطنية قضية علاقة إيران بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وتناولتها نقاشات طويلة. ودائما ما يوجه تنظيم القاعدة، الملتزم بالمذهب السني، انتقادات للطائفة الشيعية التي تحوز السلطة داخل إيران، وينفذ فرع التنظيم داخل العراق تفجيرات ضد أهداف شيعية. ولكن يعتقد مسؤولون استخباراتيون منذ وقت طويل أنه يوجد تعاون محدود وحذر بين تنظيم القاعدة وإيران ضد الولايات المتحدة كعدو مشترك. وتذكر الدعوى القضائية أسماء مسؤولين إيرانيين ووزارات وحزب الله وتنظيم القاعدة وآخرين كمتهمين. وطالب محامو العائلات بإصدار حكم ضد المتهمين، الذين لم يوكلوا دفاعا. وحتى لو صدر حكم، يقول خبراء قانونيون إنه لن يكون من السهل تجميع تعويضات نقدية.

وفي أوراق المحكمة، أكد المحامون على أن عماد مغنية، الذي كان مسؤولا عسكريا بارزا بحزب الله، كان عميلا إرهابيا لصالح إيران. واتهم مسؤولون أميركيون مغنية، الذي قتل عام 2008، بالتخطيط لسلسلة من الهجمات الإرهابية الهامة وعمليات الاختطاف، ومن بينها تفجير السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1983 وتفجير قاعدة للمارينز.

وقالت لجنة 11 سبتمبر إنه يوجد «دليل قوي على أن إيران سهلت نقل عناصر من تنظيم القاعدة داخل وخارج أفغانستان قبل 11 سبتمبر وإن بعضا من هؤلاء كانوا خاطفين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر». وقال التقرير أيضا إن هناك أدلة غير مباشرة على أن عناصر بارزة بحزب الله كانوا يتتبعون عن قرب سفر بعض الخاطفين إلى إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2000.

ولكن اللجنة قالت إنها «لم تجد أي دليل على معرفة إيران أو حزب الله بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر» وإن «الموضوع يتطلب المزيد من التحقيقات من قبل حكومة الولايات المتحدة». وقال توماس ميلون، محامي العائلات، إن القضية، التي رُفعت أولا في واشنطن عام 2002 ونُقلت فيما بعد إلى مانهاتن، تسعى من أجل إجراء هذا التحقيق. وقالت إيلين ساراكيني، زوجة فيكتور ساراكيني، الطيار بـ«يونايتد آيرلانيز» الذي قتل عندما اختطفت طائرته واتجه بها الخاطفون نحو مركز التجارة العالمي، إنها مهتمة بالقضية لأنها تريد إجابات. وقالت: «نعرف الآن من ساعد تنظيم القاعدة - إنها إيران - ونريد من منظومة العدل الأميركية محاسبة إيران». وتضمنت ملفات المحامين تقارير 10 خبراء متخصصين في الشأن الإيراني والإرهاب، بمن فيهم أعضاء سابقون بلجنة 11 سبتمبر وموظفون سابقون بوكالة المخابرات المركزية الأميركية. وقال ميلون: «أوضح هؤلاء الخبراء أن هجمات 11 سبتمبر اعتمدت على مساعدة إيرانية لتنظيم القاعدة على الحصول على جوازات سفر نظيفة وتأشيرات لدخول الولايات المتحدة». ولكن لا يبدو أن تقارير الخبراء في معظم الحالات تذهب إلى ما ذهب إليه المنشقان في الزعم بأن إيران كانت لديها معرفة مسبقة بالهجمات. وتقول الملفات إن المنشقين عملا في وزارة الأمن والمعلومات الإيرانية «في مناصب تسمح لهما بالوصول إلى معلومات حساسة بخصوص رعاية إيران للإرهاب». وتقول إن لديهما أسبابا للخوف على سلامتهما وسلامة عائلتيهما «حال الكشف عن هويتهما أو عن محتوى شهادتهما علنا».

* كتب بنيامين ويزر من نيويورك، وسكوت شين من واشنطن

* خدمة «نيويورك تايمز»