أوباما يتجه لأوروبا حاملا أجندة الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي

يزور مسقط رأس أجداده في أيرلندا ويلتقي ملكة بريطانيا

TT

بعد أسبوع حافل من الدبلوماسية المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتباهه إلى أوروبا والعلاقات مع حلفاء تاريخيين، حيث يقوم بجولة أوروبية تشمل أيرلندا وبريطانيا وفرنسا وبولندا. وأكد البيت الأبيض أمس أن قضايا الشرق الأوسط ستتصدر أجندة المشاورات التي يقوم بها أوباما، خاصة في ما يتعلق بليبيا ومصر وتونس، بالإضافة إلى بحث الاقتصاد العالمي خلال اجتماعات مجموعة دول العشرين في فرنسا. وبعد طرحه آرائه حول التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خطابه أول من أمس، يتطلع أوباما إلى التشاور مع القادة الأوروبيين لمساعدة مرحلة الانتقال في المنطقة، من الناحيتين السياسية والاقتصادية.

وشرح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية بين رودز في إيجاز صحافي أمس أن «هذه زيارة مهمة للرئيس للتأكيد على تحالفاتنا الأساسية مع أوروبا»، مضيفا: «منذ تولي الرئيس منصبه كان هدفه الرئيسي إعادة توثيق العلاقات مع الحلفاء التقليديين».

ويصل أوباما إلى أيرلندا يوم الاثنين المقبل، حيث يعمل أوباما على كسب تشجيع الناخبين الأميركيين من أصول أيرلندية استعدادا للانتخابات الرئاسية العام المقبل. كما أن الزيارة تحمل أهمية خاصة بالنسبة لأوباما؛ إذ ينوي زيارة البلدة التي ينحدر منها أجداد والدته وهم من أصول أيرلندية. وقال رودز: «يتطلع الرئيس بشغف إلى رؤية بلدة مانيغول التي ينحدر منها بعض أجداده».

ومن دبلن ينتقل الرئيس الأميركي وزوجته ميشيل إلى لندن للقيام بأول زيارة دولة لهما إلى بريطانيا. وقال رودز: «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يتمتعان بعلاقة مهمة، ولا يوجد حليف أهم أو أوثق لنا في العالم». وأضاف أن هناك قضايا عدة سيتم بحثها بين أوباما وكاميرون، على رأسها التطورات في الشرق الأوسط والنزاع العربي - الإسرائيلي الذي شرح رودز أنه دائما «محور نقاش» بين القائدين في كل اتصالاتهما. وأضاف أن «الرئيس أوباما سيبحث التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويبحث الأفكار التي طرحها في خطابه (أول من أمس) والتي ننسق منذ فترة مع بريطانيا حولها». ويشمل جدول أعمال المشاورات الأميركية - البريطانية أيضا «الجهود في أفغانستان وليبيا ومكافحة الإرهاب ومكافحة انتشار الأسلحة النووية والعمل على أجندة دول الـ20».

ولأن هذه زيارة دولة للرئيس الأميركي، ستستقبله الملكة إليزابيث في قصر باكينغهام يوم الثلاثاء وتقيم له غداء عمل وبعدها عشاء دولة رسميا. وبينما يشهد يوم الثلاثاء الكثير من المناسبات الرمزية، مثل وضع إكليل من الورود في كنيسة «ويستمينستر»، يشهد يوم الأربعاء المقبل اللقاءات الرسمية مع كاميرون. ويختتم أوباما زيارته إلى بريطانيا بإقامته حفل عشاء رسميا على شرف الملكة في مقر إقامة السفير الأميركي لدى بريطانيا «وينفيلد هاوس».

ويحضر أوباما يوم الخميس اجتماعات قمة الدول الثماني، حيث يجري اجتماعات ثنائية مع عدد من القادة مثل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الياباني ناوتو كان.

وخلال اجتماعات مجموعة العشرين، قال رودز إن أوباما سيبحث «الجهود في أفغانستان وليبيا بالإضافة إلى التنسيق في ما يخص الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وستبحث دول العشرين مع وزيري مالية مصر وتونس، بحضور مسؤولين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، سبل دعم مصر وتونس ماديا، على أسس التصورات التي وضعها بخطابه أول من أمس. أوضح نائب مستشار الرئيس الأميركي للقضايا الاقتصادية الدولية مايك فرومان أن اجتماعات دوفيل ستشمل «بحث إصلاح اقتصادات المنطقة لمساعدة القطاع الخاص وخلق فرص العمل والاندماج بالاقتصاد العالمي».

وبعد الانتهاء من اجتماعاته يومي الخميس والجمعة في فرنسا، يتوجه أوباما إلى بولندا، التي وصفها رودز بأنها «من أهم حلفائنا، ومركز قوة لتقوية الأمن الأوروبي». ويلتقي أوباما مع الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي وكبار المسؤولين البولنديين. وهنا، سيبحث أوباما التطورات في الشرق الأوسط أيضا، حيث لفت رودز إلى إمكانية التعلم من تجربة بولندا بعد انهيار الشيوعية. وقال إنه سيتم «بحث مناقشة قضايا الديمقراطية وخاصة ما يحدث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونتبادل وجهات الرأي بعد أن توجه وفد من بولندا إلى تونس لبحث هذه القضايا واطلع على ما يحدث هناك».

وشرحت مستشارة الرئيس الأميركي الخاصة ليز شيرود راندل أن هناك 3 محاور رئيسية لجولة أوباما، هي «إعادة التأكيد على التزامنا البعيد الأمد بالتحالف مع أوروبا.. بناء على القيم التي تحدد علاقتنا مع أوروبا وبناء العلاقات الخاصة لحماية الحرية ضد الاضطهاد وهي القيم التي يتطلع إليها الآخرون في الشرق الأوسط اليوم». وأضافت أن «المحور الثاني تقوية العلاقات من خلال المؤسسات المعنية مثل حرص الرئيس على تقوية الناتو، ننقل رسالة لحلفائنا خاصة في أوروبا الشرقية والوسطى بشكل أخص على متانة الدفاع المشترك، بالإضافة إلى أهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الأوروبي»، موضحة أن «المحور الثالث وهو التعاون مع أوروبا أصبح منطلقا للعمل، إذ لا توجد مجموعة من الدول يوجد لدينا معها أجندة شاملة ومتطابقة». ومن المتوقع أن يكون موضوع اختيار المدير الجديد لصندوق النقد الدولي أحد محاور اجتماعات أوباما في أوروبا، بعد استقالة المدير السابق دومينيك ستروس-كان. وقال فرومان: «نتوقع مناقشة موضوع الصندوق، وموقفنا الآن أن هناك قادة يتمتعون بخبرة تقود الصندوق الآن، ولكن نريد عملية انتقال سريعة».