مقتل 40 شرطيا ومدنيا أفغانيا بغارة لـ«الناتو» في هلمند بـ«طريق الخطأ»

كرزاي يصدر «التحذير الأخير» للولايات المتحدة بشأن القتلى المدنيين

TT

صرح حاكم أحد الأقاليم الأفغانية بأن غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة تستهدف متمردي طالبان في شمال شرقي أفغانستان، قتلت بـ«طريق الخطأ» 18 مدنيا و20 رجل شرطة. وأوضح جمال الدين بدر حاكم إقليم نوريستان أن الاشتباكات والغارات الجوية خلفت أيضا ما لا يقل عن 85 قتيلا من متمردي طالبان، وعشرات المصابين. وفي 22 مايو (أيار) الجاري، تمكن مئات من مسلحي طالبان من السيطرة سريعا على بلدة دو آب في إقليم نوريستان، بعدما أخرجوا قوات الشرطة ضعيفة التجهيز من المنطقة. واستنجدت السلطات المحلية بقوات التحالف لدعمها عن طريق الجو، بينما شقت قوات الشرطة طريقها إلى منطقة وسط البلدة لاستعادة السيطرة عليها. وذكر المسؤول أنه «بحلول يوم الخميس الماضي وصلت قوات خاصة أفغانية وجنود من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى المنطقة بمروحيات، بينما قامت طائرات حربية تابعة لقوات التحالف بقصف مواقع طالبان». وقال بدر لوكالة الأنباء الألمانية إن «إجمالي 18 مدنيا لقوا حتفهم جراء القصف يوم الخميس، لأن طالبان استخدمت سكان القرية كدروع بشرية، وأطلقت النيران على القوات الأفغانية وقوات حلف الناتو من مبان سكنية». وأضاف أن 20 فردا من رجال الشرطة المحلية دخلوا في تبادل إطلاق نار من مسافة قريبة مع المتمردين «وقتلوا أيضا بطريق الخطأ جراء الغارات الجوية».

وأوضح أن المنطقة تخضع بالكامل لسيطرة القوات الأفغانية، مع دفع مسلحي طالبان نحو الغابات الجبلية حيث واصلوا إطلاق الصواريخ ضد القوات المشتركة.وينشط مسلحو طالبان وأفراد من جماعات متمردة أخرى في نوريستان، حيث يسيطرون على مقاطعة واحدة على الأقل ومساحات كبيرة من المناطق الريفية. ويمثل مقتل المدنيين على أيدي القوات الدولية أكثر النقاط المثيرة للخلاف بين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والمسؤولين العسكريين لـ«الناتو». إلى ذلك أعلن مسؤولون أفغان أمس أن تحقيقا جاريا بشأن هجوم انتحاري أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم اثنان من قادة الشرطة البارزين وجنديان ألمانيان على الأقل. وأصيب أيضا عبد الجبار تقوى حاكم إقليم طخار والجنرال الألماني ماركوس كنيب، أكبر مسؤول من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شمال أفغانستان، حيث كانا في اجتماع عندما فجر انتحاري نفسه داخل مبنى حكومي بمدينة طالقان عاصمة الإقليم. وتمكن تقوى، الذي أصيب بحروق في الوجه واليدين جراء الانفجار، من مقابلة رجال الإعلام أمس (الأحد) في طالقان - وذكر أنه حصل على معلومات استخباراتية بأن متمردين خططوا لتنفيذ تفجير انتحاري في الإقليم. وقال «إننا نحقق للوصول إلى حقيقة كيفية تنفيذ الهجوم». أما الجنرال زلماي ويصا، أكبر قائد عسكري في الإقليم الشمالي الذي كان في الاجتماع بالمبنى أيضا ونجا من الهجوم، فقال أمس «تشير معلوماتنا الأولية إلى أن الانتحاري كان يرتدي زي رجال الأمن». وكان الجنرال داود داود، قائد الشرطة في الإقليم الشمالي، هو أكبر مسؤول أمني أفغاني يقتل في هجوم منذ الإطاحة بنظام طالبان من السلطة في أواخر عام 2001. وتمكن الانتحاري من دخول المبنى بعدما قدم نفسه لقوات الأمن القائمين على حراسته على أنه الحارس الشخصي لأحد كبار المسؤولين الأفغان المشاركين في الاجتماع بمكتب حاكم الإقليم. وقال المتحدث باسم الشرطة لال محمد أحمد زاي «من السابق لأوانه أن نعلن عن الدافع وراء الهجوم»، مضيفا أن فريق المحققين يبحث أيضا لمعرفة ما إذا كانت المتفجرات قد زرعت داخل المبنى. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن أحد مسلحيها اخترق الحراسة الأمنية واقتحم غرفة الاجتماع. من جهة أخرى، ذكرت مصادر في قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف) لوكالة الأنباء الألمانية، أن الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس قائد «إيساف» توجه أمس إلى معسكر الجيش الألماني في مدينة مزار الشريف شمال البلاد. ووفقا لهذه المصادر فإن بترايوس يعتزم لقاء الجنرال الألماني ماركوس كنايب قائد قوة «إيساف» في شمال أفغانستان، الذي كان أصيب خلال الهجوم الانتحاري الذي وقع أول من أمس (السبت) في مقر حاكم إقليم تاخار وأسفر عن مقتل عدد من الأشخاص من بينهم جنديان ألمانيان كما جرح خمسة جنود ألمان جراء الهجوم، من بينهم كنايب. الى ذلك دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الجيش الأميركي إلى تجنب العمليات التي تؤدي إلى مقتل مدنيين أفغان، وقال إن هذا هو «التحذير الأخير» لواشنطن، حسب بيان أصدره مكتبه. وفي رد فعل على مقتل 14 شخصا؛ هم عشرة أطفال وامرأتان ورجلان، في غارة جوية شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة السبت على ولاية هلمند الجنوبية، قال كرزاي إن مثل هذه الهجمات «تقتل الأطفال والنساء الأفغان». وجاء في البيان أن «الرئيس وصف هذا الحادث بأنه غلطة جسيمة أدت إلى مقتل أطفال ونساء أفغان. ونيابة عن الشعب الأفغاني، فإنه يصدر تحذيره الأخير للقوات والمسؤولين الأميركيين».