دعوات للتظاهر اليوم في «جمعة أطفال الحرية».. و15 قتيلا بالقصف المدفعي في الرستن

أزمة مياه في تلبيسة بعد قصف الأمن للخزانات.. والأهالي محاصرون في البيوت خوفا من رصاص القناصة

صورة نشرتها شبكة «أوغاريت» الإلكترونية لاعتصام في مقبرة كفر نبل في محافظة أدلب شمال سوريا، يظهر فيها معتصمون وقد لفوا بالأكفان وحملوا لافتات ترد على مرسوم العفو الذي أصدره الأسد وتقول إنهم بحاجة إلى مقابر جماعية
TT

اختار الناشطون السوريون الدعوة لمظاهرات حاشدة اليوم تحية للأطفال السوريين الذين يقتلون برصاص القوات الأمنية، وأطلقوا على مظاهرات اليوم تسمية «جمعة أطفال الحرية». وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قالت أول من أمس إن عدد الأطفال الذين قتلوا منذ اندلاع الأحداث في منتصف مارس (آذار) الماضي، بلغ 30 طفلا.

ويأتي ذلك بعد أسبوع من المسيرات الليلية اليومية، وبالأخص في حمص وحماه وريف دمشق ودرعا ودير الزور. وكان لافتا أول أمس خروج مظاهرة ليلية في مدينة الرقة (شمال شرق) اعتبرها مراقبون تمردا على السطوة العشائرية. وتسري أنباء أن المنطقة التي خرجت فيها المظاهرة في المشلب، وكانت قرية وتحولت إلى ضاحية من ضواحي مدينة الرقة، هي معقل عدة شيوخ عشائر انتفعوا من مجلس الشعب ومن إعادة توزيع الأراضي المستصلحة، ومن قروض البطالة. وكان يفترض أن يلعبوا دورا مؤثرا في عدم خروج مظاهرات. وتعتبر خروج المظاهرة هناك والتي تم تفريقها بعنف على الفور، مهمة لما فيها من مؤشرات تمرد على السطوة العشائرية هناك.

من جهة أخرى، جاءت جمعة «أطفال الحرية» التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع «فيس بوك»، تسمية طبيعية بعد أسبوع كرست مظاهرته لروح الطفل حمزة الخطيب البالغ من العمر 13 عاما والذي قتل تحت التعذيب. وقد شهد الأسبوع الماضي مقتل المزيد من الأطفال، حيث استهدفت حافلة كانت تقل 12 طفلا في مدينة الرستن، وقتل فيها طفلتان وجرح نحو عشرة أطفال آخرين. كما قتلت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات في الرستن.

إلى ذلك، قال ناشطون أمس إن مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص، تعرضت يوم أمس للقصف من عدة دبابات منذ الصباح، وإن قوات الأمن اجتاحت وسط المدينة. وقالت مصادر حقوقية إن نحو 15 شخصا من أهالي الرستن قتلوا يوم أمس أثناء قصف المدينة برشاشات ثقيلة، في حين نشرت صفحات داعمة للثورة السورية قائمة بأسماه 18 قتيلا بينهم امرأة قالوا إنهم قتلوا يومي الأربعاء والخميس. وتركز القصف على منطقة «رأس التل» بالتزامن مع حملة مداهمات للمنازل والمحلات بحثا عن المطلوبين. وقالت مصادر محلية إن خلال المداهمات جرت عمليات نهب وتخريب انتقامي.

وقال ناشطون إن مسلحين في الرستن أطلقوا النار على طفل خرج من منزله حاملا بيده إبريق شاي للعساكر الجالسين قرب منزله، مما أدى إلى إصابته بطلق ناري في الخاصرة اليسرى. وقام أفراد الجيش بإسعافه إلى المستشفى العسكري بحمص حيث يتلقى العلاج. وقال شاهد عيان في الرستن إن دورية عسكرية بعدد أفراد تفوق 200 عنصر تنتشر عند مفرق قرية عز الين شرق الرستن بحدود 10 كم، وقاموا باحتلال كازية موجودة هناك ومنهم من اختبأ بين الصخور لمنع نزوح الأهالي من الطريق الزراعي.

أما في بلدة تلبيسة القريبة من الرستن، فقالت المصادر إن هناك أزمة مياه بعدما قصفت قوات الأمن والجيش خزانات المياه. وتمت محاصرة الأهالي في البيوت، حيث لا يتمكن أي شخص من مغادرة منزله خشية اصطياده برصاص القناصة. وقالت المصادر إن عدد الرجال كبار السن غامروا بالخروج لتأمين مياه ظنا أن أحدا لن يقترب منهم احتراما لكبر سنهم، ولكن تم إطلاق النار نحوهم على الفور. وأضافت المصادر أن حالة ذعر تعم البلدة. كما سمع إطلاق نار يوم أمس في تلبيسة، وبحسب مصادر محلية يقوم عناصر أمن بزي الجيش بعمليات تفتيش. وهم يكسرون كل ما تقع عليه أيديهم.

ونشرت شبكة «أوغاريت» الإلكترونية قائمة بأسماء نحو 50 قتيلا سقطوا في الرستن وتلبيسة منذ بدأ اقتحامهما بالدبابات يوم الأحد الماضي. كما ذكر ناشطون أن نحو 50 باصا محملا بعناصر أمن، ويصطحبهم سيارات دفع رباعي مدججين بالسلاح، دخلت أمس مدينة بصرى في حوران جنوب البلاد عند الظهيرة. وأضافت الشبكة أن عناصر الأمن راحوا يجوبون الشوارع في استعراض للقوة. وقاموا بالكتابة على الحيطان «بشار وبس»، كما قاموا بطلاء مركز الناحية وفروع الأمن التي سبق وأحرقت خلال أحداث الأيام الماضية. ولوحظ نشر قناصة على كل المآذن في المدينة وأسطح البنايات، وراحوا يحذرون الناس من الخروج بمظاهرات. وجاء ذلك بالتزامن مع شن حملة اعتقالات ومداهمات بحثا عن نحو 450 مطلوبا أسماؤهم ضمن لائحة يحملونها معهم.

من جهتها، قالت مصادر شبه رسمية في سوريا أمس، إن وحدات الجيش السوري تقوم بعملية عسكرية «حذرة» ضد «عناصر المجموعات الإرهابية التي اتخذت من مدينة الرستن ملجأ لها». وقالت المصادر إن «الطريق الدولي لا يزال مقطوعا بين مدينتي حمص وحماة، وإنه تم توفير تحويلة آمنة للمركبات وسيارات الشحن عن طريق مدينة السلمية، وذلك مع معلومات عن سقوط 3 شهداء من الجيش والقوى الأمنية وعدد من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين وتوقيف عدد منهم». وقالت المصادر إن «معارك حقيقية تدور في مدينة الرستن بين وحدات من الجيش والقوى الأمنية وعدد كبير من المسلحين تجمعوا في أماكن محددة من الرستن».

وقال مصدر عسكري مسؤول إن «المسلحين يستخدمون أسلحة رشاشة ثقيلة وقاذفات (آر بي جي) ووضعوا كمائن للعناصر الأمنية والعسكرية لمنعهم من دخول بعض الأحياء وتمركزوا على الأسطح مع قناصات متطورة مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أفراد من الجيش والقوى الأمنية وجرح 14»، في حين قال المصدر إن «عددا من الإرهابيين سقط بين قتيل وجريح».

وكشف المصدر العسكري أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت أول من أمس «عددا من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات لترويع الناس وقتلهم وتخريب الممتلكات العامة والخاصة». ونقلت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية توقعها «أن يتم الحسم قريبا جدا»، مشيرة إلى أن التأخير سببه «حرص القوات المسلحة على أمن وسلامة المواطنين العزل الموجودين داخل المدينة».

واهتمت أمس وسائل الإعلام الرسمية شبه الرسمية بنقل أخبار «تجمع مئات السوريين والأتراك أمس أمام فندق مادي بأنطاليا التركية احتجاجا على مؤتمر المعارضة السورية». وقال رجل الأعمال السوري يعرب حمامة في اتصال هاتفي مع وكالة «سانا» إن قوات الأمن التركية «حظرت على المشاركين الاقتراب من الفندق وأجبرتهم على التراجع مسافة 70 مترا تقريبا لكنهم استطاعوا على الرغم من ذلك تأكيد أن المشاركين في المؤتمر لا يمثلون الشعب السوري وإنما يمثلون أنفسهم».