بدء امتحانات الثانوية العامة في سوريا وسط أجواء مضطربة

غيابات كبيرة وتحذيرات من اعتقالات في مراكز الامتحانات

TT

في اليوم الأول لامتحانات الشهادة الثانوية العامة، لم يتمكن طلاب محافظة إدلب، لا سيما مدن جسر الشغور وخان شيخون وإدلب من الوصول إلى مراكز الامتحانات بشكل طبيعي، مع أن مصادر شبه رسمية قالت إن «جميع أبواب المراكز في المنطقة فتحت، وسارت العملية الامتحانية بشكل هادئ»، وإنه تمت «الاستعانة بمجموعة من المراقبين من مدينة أريحا» بسبب «الغيابات»، التي عزتها إلى «نزوح عدد من سكان المنطقة خوفا من الحالة الأمنية». وقال ناشطون إن غالبية المعلمين المكلفين بمهمة المراقبة لم يذهبوا إلى عملهم أمس، كذلك تغيب عدد كبير من الطلبة بعد تحذيرات من احتمال اعتقالهم من المراكز الامتحانية.

ووسط أجواء من الحذر والترقب بدأت أمس امتحانات الشهادة الثانوية، التي يؤدي الامتحانات فيها نحو 340 ألف طالب سوري، أو البكالورية بفرعيها الأدبي والعلمي. وبحسب الأرقام الرسمية، بلغ عدد المراكز الامتحانية لدورة عام 2011 نحو 6529 مركزا امتحانيا في جميع المحافظات. وقد تم تكليف 120 ألف مدرس ومدرسة بالقيام بعمليات المراقبة والتصحيح أثناء الامتحانات. ولا توجد تقديرات تقريبية لعدد الطلاب الذين لم يذهبوا للامتحانات، لا سيما بعد توجيه دعوات للإضراب في أكثر من منطقة من تلك التي تشهد حالة حداد وإضراب عام كمدينة حماه وجسر الشغور وإدلب وجبلة.

ويمكن القول إن الطلاب السوريين عاشوا هذا العام ظروفا دراسية قلقة نتيجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، والاستنفار الأمني الذي أدى إلى تعطيل المدارس لفترات متقطعة خلال الفصل الدراسي الثاني، في المناطق التي شهدت توترات واضطرابات أمنية مثل درعا وبانياس وجبلة وحمص وحماة والرستن وتلبيسة وبعض أحياء اللاذقية ومدن ريف دمشق دوما والمعضمية ودرايا وسقبا وحرستا.. وغيرها.

وسرت شائعات عن تأجيل موعد الامتحانات، إلا أن الحكومة نفت تلك الشائعات وأبقت موعد الامتحانات كما هو دون أي تعديل، مع إصدار مرسوم رئاسي منح طلبة الشهادة الثانوية لدورة عام 2011 دورة إضافية، في إجراء يحدث للمرة الأولى. ونصت المادة الأولى من المرسوم على أنه يمنح الطلبة المسجلون لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي والثانوية المهنية بفروعها الصناعية والتجارية والنسوية والثانوية الشرعية لدورة 2011 دورة إضافية للعام الدراسي 2010 -2011، وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي مرت بها الشؤون التعليمية هذا العام. وقام أمس رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي في الحزب ياسر حورية ووزير التربية صالح الراشد بجولة على بعض المراكز الامتحانية للاطلاع على كيفية سير الامتحانات. وقال الراشد في تصريح صحافي إن «الامتحانات تسير بشكل طبيعي، والأسئلة جاءت متنوعة لتراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وشاملة للمنهاج». وردا على شائعات بوجود تسهيلات للطلبة هذا العام قال: «مثل هذه الشائعات تواكب الامتحانات كل عام، ولا صحة لها»، مبينا أن نتائج الشهادة الثانوية ستعلن يوم 17 يوليو (تموز) المقبل لتبدأ الدورة الامتحانية الإضافية يوم 24 يوليو، ثم تصدر النتائج النهائية للدورتين الامتحانيتين بتاريخ 25 أغسطس (آب).