المعارضة: النظام يحول الملاعب والمدارس وصالات السينما إلى معتقلات

إلغاء الدوري السوري ومباريات كرة القدم

عدد من المحتجين السوريين المعتصمين في أحد أحياء حمص يؤدون صلاة العصر أمس (صورة من اليوتيوب)
TT

منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، أعلن الاتحاد الرياضي العام إلغاء جميع مباريات كرة القدم وتوقف الدوري السوري إلى أجل غير مسمى، بهدف منع التجمعات الشعبية التي يعتبرها النظام خطرا عليه، باعتبار أن شرارة صغيرة قد يطلقها أحد المشجعين قد تتحول إلى مظاهرة، كما حدث في انتفاضة الأكراد في مدينة القامشلي عام 2004، التي انطلقت شرارتها من إحدى مباريات الدوري السوري.

وفي وقت يتزايد عدد المعتقلين في جميع المدن السورية التي تشهد حركة احتجاج متصاعدة، عمدت أجهزة الأمن السورية بسبب اكتظاظ سجونها العادية بالمعتقلين، إلى الاستعانة بالملاعب فحولتها إلى سجون. وقد تحدث ناشط من بانياس عن استخدام الملعب البلدي في المدينة كمركز اعتقال «تمارس فيه أبشع انتهاكات حقوق الإنسان»، كما يحصل أيضا في ملعب درعا البلدي الذي تحدث العديد من الناشطين عن «حشد أعداد كبيرة فيه من شباب المدينة، حيث يتم تعذيبهم وإهانتهم والتنكيل بهم».

ولم تكتف أجهزة الأمن السورية، وفق عدد من الناشطين، باستخدام الملاعب كأماكن لاحتجاز المعتقلين، إذ تم الضغط، وبحسب هؤلاء الناشطين، على العديد من تجار مدينة حمص لاستخدام مستودعات البضائع التي يملكونها لتحويلها إلى معتقلات جماعية. هذا وأكد ناشطون في مدينة اللاذقية أنه تم تحويل المدارس إلى سجون يحتجز فيها الشباب الذين يخرجون للتظاهر.

وقد بثت صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» شريط فيديو يظهر تحول مدرسة الشهيد جول جمال في ساحة الشيخ ضاهر وسط المدينة، إلى معتقل، حيث تبدو حراسة مشددة على باب المدرسة، وهي المدرسة التي درس فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد في المرحلة الثانوية. كما تحولت المدرسة التخصصية في حي الصليبة وصالة سينما «أوغاريت» المهجورة منذ مدة إلى معتقلات أيضا.

ويقول ناشطون سوريون من المعارضة إن «استخدام الأمن السوري للمدارس والملاعب وصالات السينما وتحويلها إلى مراكز للاعتقال والتعذيب، يبين حجم القمع الذي يمارسه النظام في سوريا ضد المحتجين السلميين، الذين يخرجون للمطالبة بالحرية». فأن تتحول هذه الأمكنة المدنية إلى معتقلات، معنى ذلك وفق هؤلاء الناشطين أن عدد الأشخاص الذين يتم اعتقالهم والذي تؤكد المنظمات الحقوقية أنه تجاوز العشرة آلاف، هو في حقيقة الأمر يفوق هذا الرقم بكثير.

ويضيف هؤلاء أن «النظام إضافة إلى حاجته اللوجيستية إلى هذه الأماكن نتيجة امتلاء سجونه العادية، فإنه يسعى عبر ممارساته هذه إلى تحويل الفضاء العام للسوريين إلى معتقل كبير بحيث تصبح الأماكن التي يمضي فيها الناس الأوقات للتسلية واللهو كالملاعب، ويتعلم فيها أبناؤهم كالمدارس إلى معتقلات وسجون، مما يترك المجتمع كله في حالة رعب وخوف يسعى النظام إلى إرسائها داخل نفوس السوريين للحد من المشاركة في المظاهرات التي تشهدها البلاد».

يذكر أن الاحتجاجات في سوريا بدأت شرارتها الأولى، حين عمد مجموعة من الطلاب في مدينة درعا بالكتابة على جدران مدرستهم «الشعب يريد إسقاط النظام»، مما دفع أجهزة الأمن السوري إلى اعتقالهم وتعذيبهم بوحشية، مما أثار حالة استياء عارمة في المدينة، تصاعدت في ما بعد حين أهان مدير الأمن السياسي عاطف نجيب وفدا من العشائر زاره لحل المشكلة.