ناشطون ومثقفون سوريون يختلفون على تسمية «جمعة العشائر».. واقتراحات لتسميتها بـ«البشائر»

معارضون يساريون قالوا إن في التسمية تعبيرا عن حالة فئوية تستهدف الثورة لإنهائها

TT

اختلف الناشطون على صفحات «فيس بوك» حول تسمية اليوم الجمعة بـ«جمعة العشائر»، حيث انتقد المثقفون ذوو التوجهات اليسارية هذه التسمية لما فيها من تعبير عن حالة الفئوية المجتمعية والنأي عن الحالة المدنية، المفترض أنها أحد أهداف الثورة في سوريا. لكن الذين اختاروا هذه التسمية قالوا إن كل يوم جمعة كان يستهدف فئة ما أو أحد مكونات المجتمع السوري المتنوع لحثه على الانخراط في الحركة الاحتجاجية، فكانت «الجمعة العظيمة» للمسيحيين و«جمعة أزادي» للأكراد و«حماة الديار» للقوات المسلحة والجيش.. الخ وكانت هناك دعوات بتخصيص يوم جمعة للطائفة العلوية التي لا تزال خائفة من مآل الاحتجاجات، بهدف طمأنتها، بأن الثورة ليست طائفية. ولكن لم ينل هذا المقترح حظه الكافي من النقاش، إذ خصص اليوم الجمعة للعشائر انتصارا لمحافظة دير الزور، شرق البلاد، حيث تتركز غالبية العشائر البدوية السورية. وشهدت دير الزور الأسبوع الماضي أحداثا دموية وعمليات قمع عنيفة، ويشكو الأهالي هناك من ضعف تغطية أخبارهم. ولكن المثقفين استنكروا إيقاظ الحالة العشائرية، بعد أكثر من ستين عاما على إلغاء سوريا قانون العشائر. وبعد نقاشات مطولة، كتب المعارض والكاتب السياسي ياسين حاج صالح على صفحته في «فيس بوك»: «حسنا، ممكن نحول الأزمة اللي تسببت فيها تسمية جمعة العشائر إلى فرصة لحسن الاختلاف وتطوير آليات العمل». وأضاف مقترحا للنقاش أن تكون «تسمية الجمع جهدا مشتركا بين صفحة الثورة وبين التنسيقيات، أو يكون للتنسيقيات حق فيتو ضد التسميات التي تعترض عليها»، لافتا إلى أنه «لا يتوافق مع مضمون الثورة التحرري والديمقراطي أن يستأثر أي طرف بعينه بفعل التسمية». وهناك إضافة إلى صفحة «الثورة السورية 2011»، صفحة أخرى لتنسيقيات الثورة تبث أخبارا عاجلة وتنسق التحركات بين المدن. أما الناشط والصحافي حازم نهار فيبدو أنه حاول إقناع نفسه بالتسمية مع بعض التحوير، وكتب على صفحته: «كي أتقبل الأمر، سأقنع نفسي على أقل تقدير أن حرف العين في جمعة العشائر كان من المقرر أن يكون حرف باء، لكن يبدو أن ريحا رملية هبت ونزعت الباء وأكلت فرحتي بالبشائر وجلبت علينا العشائر».

إلا أن الباحث والناشط برهان غليون اعتمد تسمية جمعة البشائر وكتب «سنخرج جميعا في جمعة البشائر، في المدن والقرى السورية وفي بلدان المهجر، وهي جمعة البشائر لأن النظام الذي لا يزال يتخبط منذ أن فشلت حملته العقابية والتأديبية منذ أسبوعين، قد بدأ يفقد تماسكه، وتنكشف حقيقته كما لم يحصل في أي فترة سابقة أمام الرأي العام العربي والدولي». وتوقع غليون أن «يفاجأ النظام المتظاهرين بترتيبات جديدة استفزازية من أجل الدفع نحو المواجهة والعنف، مثل إخراج مظاهرات مضادة من أنصاره أو ربما استخدام عناصر لإثارة العنف ضد أنصاره ليثبت تهما كاذبة على الحركة الشعبية السلمية المطالبة بالحرية». ونصح بتجنب المواجهات بجميع الوسائل والابتعاد عن الذين يستخدمون العنف من أي طرف جاؤوا، والسعي إلى وقفهم «إذا كان ذلك ممكنا» والتمسك بالشعارات السلمية وإعادة الحياة بقوة إلى شعار «واحد الشعب السوري واحد». وقال: «ينبغي أن تكون جمعة البشائر مناسبة جديدة لإحباط مخططات السلطة الرامية إلى إشعال النزاعات الأهلية وإضعاف الصورة المشرقة المدنية، الديمقراطية، الحضارية، أي السلمية والوطنية لثورة الديمقراطية السورية» مؤكدا أنها «ستكون هذه ضربة محبطة جديدة قوية للنظام وترسيخا إضافيا لأقدام الثورة وقيمها الإنسانية».