إعلاميون وسياسيون لبنانيون يحلون ضيوفا «دائمين» على التلفزيونات السورية.. ويدافعون عن النظام

رفيق نصر الله لـ «الشرق الأوسط»: يشرفني أن أكون في «لوائح العار» إذا كانت التهمة انتمائي للمقاومة

TT

منذ بدء التحركات الشعبية في سوريا تدأب القنوات التلفزيونية السورية، الرسمية منها والخاصة، على استضافة محللين وسياسيين لبنانيين، مقربين منها، يقدمون قراءتهم للأحداث التي تشهدها سوريا، ويستميتون في الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واضعين كل ما يجري من مظاهرات ميدانية في إطار «المؤامرة على سوريا وشعبها». وعدا عن مشاركتها في لقاءات حوارية، ينشط بعض هذه الشخصيات على موقع «فيس بوك» متواصلا مع مؤيدي النظام، فيما يفضل آخرون التوجه إلى الربوع الشامية للمشاركة في محاضرات وندوات أو حتى في مظاهرات تأييد للنظام ورئيسه.

وإلى جانب كل من النائب السابق ناصر قنديل باسم والصحافي رفيق نصر الله يتصدر الشاشات السورية واللبنانية المقربة من سوريا كل من الوزراء السابقين ميشال سماحة ووئام وهاب وفايز شكر الذي يشغل منصب الأمين القطري لحزب البعث في لبنان.

ومع أن معدل ظهور هذه الشخصيات متفاوت، إلا أن المعارضة السورية تصنفهم في «لوائح العار» التي تضم أسماء شخصيات في كافة الحقول والميادين أبدت تعاطفها مع نظام الأسد. وتبدو هذه الشخصيات في مواقفها «ملكية أكثر من الملك»، على ما جاء في صفحة على «فيس بوك» أطلق عليها اسم «لائحة العار اللبنانية بالنسبة للثورة السورية».

ويبدو قنديل، النائب اللبناني السابق، من أكثر المؤيدين لنظام الأسد، بحيث أن نشاطه لا يقتصر على الإطلالات الإعلامية بل يشارك في مظاهرات مؤيدة وهو ما يظهره مقطع من الفيديو بتاريخ 14 مايو (أيار) 2011 منشور على صفحته الخاصة على «فيس بوك» حيث يبدو واقفا بين مجموعة من المتظاهرين ويهتف على الميكروفون «بالروح بالدم نفديك يا بشار». وعشية انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا، دعا قنديل «الشباب السوري القادر على التوجه لتنظيم مظاهرات احتجاج حول مؤتمر المتآمرين». وأضاف: «تنظموا وكونوا كثرا وحضروا هتافكم: (لو حطونا بقلب النار ما منرضى غير البشار)».

وتعليقا على هذه الإطلالات التلفزيونية السورية، قال نصر الله، في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه «في هذه الفترة نشهد على إعادة رسم خارطة المنطقة ضمن مشروع واضح يهدف لتقسيمها تمهيدا لإنهاء القضية الفلسطينية، ويندرج في إطاره المؤامرة على سوريا تمهيدا لضرب المقاومة ضد إسرائيل». وشدد على أنه من واجب كل عربي «انطلاقا من وعيه للمؤامرة أن يشرح على الأقل كل أبعادها»، معتبرا أنه يقوم بذلك «ليس دفاعا عن أحد بل عن هوية هذا البلد وحفاظا على خط المقاومة الذي يتبناه». وأكد أنه «من الداعين لتحقيق الإصلاح في أي بلد»، مضيفا: «لكنني لا أرى أن هناك أي معركة إصلاحات قد تحققت في تونس أو مصر بل محاولات تفتيت تندرج في إطار المشروع الأميركي الذي يصب في خدمة إسرائيل».

وأوضح أنه من خلال ظهوره الإعلامي «يتحدث عن قضايا ذات بعد استراتيجي، فيما الحياديون الذي كانوا طيلة عقود أبواقا لسوريا يراهنون اليوم على سقوط النظام»، مشيرا إلى أنه «لم يزر سوريا طيلة 15 عاما ولم يكن يعرف أحدا فيها قبل سنتين».

وتعليقا على إيراد معارضي النظام السوري اسمه ضمن «لائحة العار»، أكد نصر الله أن «كل مواقفه ناتجة عن عروبته وقوميته العربية وإيمانه بقضية إسرائيل وليست لأي هدف آخر»، وقال: «يشرفني أن أكون في طليعة لائحة العار إذا كانت تهمتي انتمائي لعروبتي وقوميتي». وأضاف أن «قدرنا أن نواجه وأنا سأحافظ على خطي حتى لو أزعج بعض السلفيين المرتبطين بأجهزة الاستخبارات الأميركية»، مجددا الإشارة إلى أن «تأييده للنظام السوري ناتج عن دعم هذا النظام للمقاومة ضد إسرائيل».