قيادي كردي سوري: نتلقى تهديدات بسبب مشاركتنا بالمظاهرات

الناشط السوري فايز سارة يحذر من حرب أهلية

صور من مواقع سورية على «اليوتيوب» لمظاهرات جمعة «العشائر» في القامشلي
TT

قال قيادي سوري كردي: إن عددا من الأحزاب والقوى الكردية العاملة بالساحة السياسية يتلقون «تهديدات» من عشائر وشخصيات على خلفية توجه تلك الأحزاب والقوى نحو رفع شعار إسقاط النظام الحالي. وفي الوقت الذي تجددت فيه المظاهرات بالمناطق الكردية أمس، ومنها مظاهرة شهدتها مدينة القامشلي وشارك فيها عدة آلاف من الشباب الكردي رفعت خلالها شعارات تدعو إلى إسقاط النظام، قال القيادي الكردي شلال كدو، عن الحزب اليساري الكردي السوري، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن عددا من المنتمين لحزب البعث أصدروا بيانا هددوا فيه الكرد بالصدام، مطالبين بعدم الخروج بالمظاهرات ورفع شعارات ضد النظام الحالي».

وأضاف أن «عددا من وجهاء العشائر العربية في منطقة الجزيرة التقوا قيادات الأحزاب الكردية لشرح موقفهم الوارد في البيان الذي ألصق بجدران جميع المدن الكردية بهدف ردع الشباب الكردي عن الخروج بالمظاهرات، وقالوا إن الشباب العرب والمسيحيين منتمين إلى حزب البعث وإنهم يعترضون على رفع الشعارات الداعية إلى إسقاط النظام». وتابع: «إنهم أكدوا أن من شأن استمرار الكرد في رفع هذا الشعار أن يحدث صدام بيننا وبينهم، مما ينبئ بوجود مخاطر حقيقية في المستقبل من ذلك الصدام».

وأضاف كدو: «أعتقد أن السلطة تدفع بهؤلاء البعثيين إلى الاصطدام بالشعب الكردي وخلق فتنة داخلية لصرف الأنظار عن إجراءاتها القمعية، والاستمرار بمحاولتها في تحجيم الدور الكردي على صعيد الأحداث السورية»، مشيرا إلى أن «هذا الموقف المستجد جاء إثر رفض قيادة الأحزاب الكردية تلبية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للقائه والحوار معه».

في غضون ذلك، أكد قيادي كردي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه «يوما بعد يوم يتأكد للشعب السوري أن النظام لا يستطيع إجراء الإصلاحات الحقيقية؛ لهذا فإن المظاهرات تتجه نحو الاستمرارية لحين إسقاط هذا النظام»، مشيرا إلى «أن أجهزة النظام الأمنية في المناطق الكردية أعدت قوائم كبيرة بأسماء عدد كبير من الشباب حسب المعلومات التي وصلتنا من مصادر موثوقة، وتقوم أجهزة الأمن المختلفة بملاحقتهم». وأضاف أنه «بهدف إطالة مدة توقيفهم بدأ في الفترة الأخيرة بإقحام الأمن الجنائي لاعتقال المطلوبين والتعامل الوحشي معهم، إلى حين تسليمهم إلى الجهات الأمنية المعنية». وأشار إلى أن تلك الأجهزة «شددت في الفترة الأخيرة إجراءاتها بإلصاق تهمة (الانتماء إلى جمعية سرية تعمل لاقتطاع جزء من سوريا وإلحاقها بدولة أجنبية) دون تحديد تلك الدولة الأجنبية».

من جانبه، أكد الدكتور كاوة أزيزي، القيادي في حزب آزادي الكردي السوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام السوري أحرق جميع أوراقه، ولم يعد الوقت في صالح هذا النظام»، مشيرا إلى «أنه في اليوم الذي أصدر فيه الرئيس بشار الأسد مرسومه بإطلاق سراح السجناء السياسيين، في اليوم ذاته قُتل عدد آخر من المتظاهرين السلميين واعتُقل أناس آخرون؛ لذلك ليس هناك أي ثقة من الشارع السوري بالنظام كردا وعربا وأقليات».

لكن الناشط السوري فايز سارة حذر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من مخاطر حقيقية لوقوع الحرب الأهلية بسوريا، وقال: «أتمنى، كسوري، ألا تصل بنا التطورات إلى الحرب الأهلية، لكن إذا استمرت التداعيات والتطورات على ما هو عليه الآن، واستمر النظام بالمقابل على اعتماد الحل الأمني والعسكري في سوريا، فقد نصل إلى هذا التطور، وهذا شيء سيؤثر كثيرا على السوريين، ولن تكون تأثيراته داخلية ومؤقتة.

، بل ستكون له تأثيرات مستقبلية وإقليمية؛ حيث ستدفع هذه التطورات بالإقليم كله إلى تغييرات سياسية وربما ديموغرافية كبيرة».

ولدرء تلك المخاطر عن البلاد قال سارة: «على النظام أن يراجع سياساته وأن يعترف بأن تلك السياسات السابقة كانت خطأ كبيرا ألحقت الضرر بسوريا، وأن ينتهج سياسات جديدة تستجيب للمصلحة الوطنية وليس لطرف معين في سوريا، المشكلة هنا أنه لا أحد في سوريا يمتلك سلطة اتخاذ القرارات والقوة المادية لبناء المؤسسات غير النظام؛ لذلك ينبغي أن يقوم هذا النظام بالخطوات المطلوبة، خاصة بعد أن ثبت أن الحل العسكري غير قادر على إنهاء الأزمة بسوريا».