شاهد من معرة النعمان: رفض جنود إطلاق النار.. بعدها فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النيران

ارتفاع عدد قتلى «جمعة العشائر» إلى 36 شخصا.. وملازم ينشق وينضم إلى لواء الظباط الأحرار

متظاهرون في دمشق يوم الجمعة يحملون يافطة كتب عليها: «لن ندوس ترابك يا جولان قبل سقوطك يا بشار»، في صورة مأخوذة من هاتف جوال (رويترز)
TT

قال شاهد من معرة النعمان لوكالة «رويترز» أمس إن «خمس طائرات هليكوبتر على الأقل حلقت فوق معرة النعمان وبدأت في إطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الآلاف الذين شاركوا في الاحتجاج». وأضاف الشاهد الذي عرف نفسه باسم نواف، في اتصال هاتفي مع الوكالة يقول: «اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم لكن إطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الجيش السوري استخدم طائرات هليكوبتر أول من أمس لتفريق حشود في بلدة معرة النعمان الشمالية الغربية. وإذا صدق ذلك فإنها ستكون المرة الأولى التي يتم فيها استخدام القوة الجوية لإخماد الاضطرابات في الانتفاضة الدامية على نحو متزايد والمستمرة منذ ثلاثة أشهر. ويوضح تسجيل مصور نشر أول من أمس، طائرة هليكوبتر تحلق فوق ما يقول الموقع إنها بلدة معرة النعمان. ورغم أن التسجيل المصور لا يبين إطلاق الطائرة الهليكوبتر النار على الموقع، فإنه يقول إن ستة صواريخ أطلقت على مظاهرات سلمية.

وعلى النقيض أنحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في العنف بالمنطقة على جماعات مناهضة للحكومة. ولم يشر التلفزيون إلى هجوم الطائرات الهليكوبتر، ولكنه قال إن طائرة هليكوبتر للإسعاف تعرضت لإطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل «مجموعات إرهابية مسلحة» مما أدى إلى إصابة طاقمها.

وقال متظاهر عبر الهاتف لـ«رويترز»: كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (أمس) في معرة النعمان تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الأمن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد». وأضاف: «أثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا».

وردا على ما قالته وسائل الإعلام السورية عن إحراق وتدمير مبان وممتلكات عامة وخاصة في معرة النعمان، قالت مصادر «إن أهالي مدينة المعرة بدأوا في تشكيل لجان شعبية لحراسة المباني الحكومية بعد أن قام الشبيحة بحرق المخفر والقصر العدلي ومبنى أمن الدولة وشعبة التجنيد ومعمل السجاد» أول من أمس.

إلى ذلك، ارتفع عدد قتلى «جمعة العشائر» إلى 36 قتيلا قضوا برصاص قوات الأمن، بحسب مصادر حقوقية تحدثت إليها وكالة «رويترز». وقالت المصادر إن 20 شخصا من القتلى كانوا من إدلب، وتسعة من مدينة اللاذقية. ونشر ناشطون على صفحات مؤيدة للثورة السورية، على «فيس بوك»، قائمة بأسماء أحد عشر قتيلا سقطوا في اللاذقية يوم الجمعة، بينهم أربعة من مخيم الرمل الفلسطيني، وغالبية القتلى إصابتهم في الرأس.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن تسعة أشخاص قتلوا في اللاذقية غرب البلاد، كما قتل متظاهران في بصر الحرير بمحافظة درعا (جنوب)، وقتل ثلاثة أشخاص في حي القابون بدمشق بعد مظاهرات ليلية.

وشيع أمس حي القابون في ريف دمشق علي وفيق رمضان الذي قتل برصاص الأمن الجمعة، بحسب ما جاء في مشاهد بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» حيث تحول التشييع إلى مظاهرة حاشدة.

ومثل نقاط الاحتجاج الساخنة الأخرى، فإن تلك المنطقة الحدودية الشمالية الغربية عرضة للتوتر بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تهيمن على النخبة الحاكمة في سوريا. وربما يعكس العنف الانشقاقات داخل قوات الأمن التي ينتمي قادتها إلى الطائفة العلوية بشكل أساسي، في حين أن مجنديها من السنة.

إلى ذلك، أعلن الملازم في الجيش السوري مازن الزين، انشقاقه عن الجيش، وانضمامه إلى ما سماه «لواء الضباط الأحرار» في جسر الشغور، استجابة لنداء المقدم حسين هرموش الذي انشق قبل عدة أيام، «لتنفيذ مهامه الجديدة بحماية المدنيين العزل في جميع أنحاء سوريا»، بحسب ما قاله مازن الزين في مقطع فيديو بث على موقع «يوتيوب» أمس.